تستمر موجات الغارات الدولية على تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في سوريا، بمشاركة طائرات عربية. وتعهد باراك أوباما بالمضي في هذه الضربات المؤلمة حتى النهاية.

إيلاف - متابعة: نفذت الطائرات الاميركية ضربة جوية عند منتصف ليلة امس الثلاثاء ضد مواقع الاسلاميين المتطرفين من تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين يقاتلون الاكراد قرب كركوك، شمال بغداد، حسبما افادت مصادر رسمية وامنية.

وقال خالد شواني العضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الطيران الاميركي وجه عند منتصف ليلة امس (الثلاثاء) ضربة جوية استهدفت مواقع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في قضاء الدبس (50 كلم شمال غرب كركوك) ادت الى مقتل واصابة عدد كبير منهم".

واشار الى انها الضربة الاولى التي توجه من طائرات اميركية في قضاء الدبس الذي يعد من المناطق المهمة لوجود حقول نفطية ومحطة انتاج الطاقة الكهربائية. ولم تؤكد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) حتى الان تنفيذ ضربة جوية ضد المتشددين في مناطق شمال غرب كركوك.

واكد مصدر رسمي في المجلس المحلي لقضاء الحويجة، القريب من الدبس، استهداف المنطقة ذاتها بضربة جوية ومقتل وجرح عدد كبير من المتطرفين. من جهته، اعلن مصدر امني اليوم "مقتل 21 مسلحا من المتطرفين من عناصر" تنظيم "الدولة الاسلامية" في "قصف طائرات اميركية استهدف منطقة الدبس" دون الاشارة لتفاصيل اكثر.

هذا وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن خمس ضربات جوية استهدفت أراضي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا قرب حدود العراق، يوم الأربعاء. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، لرويترز إن الغارات استهدفت بلدة البوكمال والمناطق المحيطة، ولم يتضح من شن الغارة الجوية.

الغارات مستمرة

وبحسب المرصد، نفذت طائرات حربية 10 غارات على مقرات ومراكز وحواجز تنظيم الدولة الإسلامية في منطقتي الصناعة والهجانة، بالقرب من مدينة البوكمال وعلى أطرافها.

ونسب المرصد إلى مصادر أهلية لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في دير الزور قولها إن هدير الطائرات وشدة القصف يشابه القصف الذي نفذته طائرات التحالف العربي - الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى، تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية، على البوكمال وريفها، وأنها تختلف عن القصف وشدة الانفجارات الناجمة عن الغارات التي تنفذها طائرات النظام.

وأفاد المرصد بتعرض منطقة صرين ومناطق خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية، التي تبعد 30 - 35 كم عن مدينة عين العرب (كوباني)، قبيل منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء وبعده، لغارات جوية من طائرات حربية، قال نشطاء وسكان من المنطقة إنها جاءت من الأراضي التركية وليست تابعة للنظام السوري.

أوباما يتعهد

وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشن المزيد من الغارات ضد المتطرفين في سوريا الثلاثاء، بعدما شنت القوات الأميركية غارات جوية استهدفت مقاتلي الدولة الإسلامية وتنظيم خراسان المتصل بالقاعدة، قالت واشنطن إنه يتآمر لشن هجمات على أميركا وأوروبا.

وأوضح مسؤولون عسكريون أميركيون أن ثلاث موجات من الغارات الجوية أصابت معسكرات تدريب الدولة الإسلامية ومواقع القيادة والسيطرة ونقاط الإمدادات وعربات مدرعة اثناء الليل، وأن بعض الغارات جرت بالتنسيق مع خمس دول عربية.

وقال أوباما، وهو يغادر البيت الأبيض ليتوجه إلى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيجتمع مع مسؤولين من دول عربية انضمت إلى الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية: "لن نتساهل مع ملاذات آمنة لإرهابيين يهددون شعبنا، وقوة التحالف الذي يضم الآن أكثر من 40 دولة أظهرت أن القتال ضد مثل هؤلاء المتشددين ليس مهمة أميركا وحدها".

كانت وشيكة

وقال الاميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركي للصحافيين: "يمكنني أن أبلغكم بأن ضربات الليلة الماضية كانت مجرد بداية، وكانت ناجحة للغاية وانها ستستمر".

وقال اللفتنانت جنرال وليام مايفيل، مدير عمليات هيئة الاركان المشتركة للجيش الأميركي، إن الغارات الجوية جرى تنسيقها من مركز العمليات الجوية المشتركة في قطر. وأضاف أن الموجة الأولى من الهجمات تضمنت إطلاق ما يزيد على 40 صاروخًا من طراز توماهوك أطلقتها سفن حربية أميركية في البحر الأحمر وشمال الخليج، "ومن السابق لأوانه تقييم أثرها".

وقال بن رودس، نائب مستشار أوباما للأمن القومي: "كانت واشنطن ترصد مؤامرات تدبرها جماعة خراسان، ونعتقد أن مؤامرة لشن هجمات كانت وشيكة، وكانت لديهم خطط القيام بهجمات خارج سوريا".

استهداف خراسان

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حوالي 50 مسلحًا قتلوا في الضربات الأميركية على جماعة خراسان. وأعلن المتشددون على وسائل التواصل الاجتماعي الحداد على وفاة اثنين من كبار القادة، هما محسن الفضلي وهو مساعد سابق لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والقائد الميداني والقناص بجماعة خراسان أبو يوسف التركي.

ولم يؤكد مسؤولون أميركيون مقتل الفضلي، لكن مايفيل قال إن الولايات المتحدة لا تستهدف قادة بعينهم، لكنها تضرب مواقع القيادة والسيطرة حيث عادة ما يتواجد القادة.

وشاركت في الموجة الثانية من الغارات طائرات إف-22 رابتورز وإف-15 سترايك إيجلز ومقاتلات إف-16 وقاذفات بي-1 وطائرات بدون طيار واستهدفت في الأساس متشددي الدولة الإسلامية في شمال سوريا وانطلقت من قاعدة بالمنطقة. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاتلة الأميركية الأكثر تقدمًا إف-22 في القتال، وهي مقاتلة قادرة على التخفي من أجهزة الرادار.

وقال مايفيل إن الموجة الثالثة من الضربات التي استهدفت أيضًا الدولة الإسلامية تمت بطائرات إف-18، التي انطلقت من حاملة الطائرات الأميركية جورج اتش.دبليو. بوش في الخليج، وكذلك طائرات إف-16، فضلاً عن طائرات أخرى.

أضاف: "شاركت طائرات من السعودية والأردن والبحرين والإمارات في موجة الهجمات الثانية والثالثة، بعضها شنّ ضربات جوية والبعض الآخر قام بدوريات جوية قتالية". وقال مسؤول أميركي إن طائرات قطرية قدمت دعمًا دفاعيًا لكنها لم تسقط قنابل.

الوضع مروع

قال مسؤول كبير باللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إنه ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الالتزام بقواعد الحرب في تنفيذ غارات جوية على أهداف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتتابع الوكالة الإنسانية اتفاقيات جنيف التي تضع قواعد الحرب وتهدف في المقام الأول إلى حماية المدنيين المحاصرين في الصراعات المسلحة.

وقال روبرت مارديني، رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الادنى والاوسط: "الشيء البالغ الأهمية بالنسبة لنا هو أن أيًا كان البلد الذي يشارك في العمليات العسكرية فإن عليه الالتزام بالقواعد الاساسية للقانون الإنساني الدولي ومبادئه".

أضاف: "أجرينا مناقشات مع السلطات الأميركية بشأن العملية العسكرية في العراق. ومن المبكر جدًا التحدث عن سوريا لأنها عملية جديدة تمامًا". وأوضح مارديني أن معاهدات جنيف تقتضي بأن تتجنب جميع الاطراف في أي صراع المدنيين، وأن تنفذ عمليات عسكرية متناسبة وتميز بين الأهداف المدنية والعسكرية.

وتابع: "الوضع في سوريا والعراق صعب للغاية على المدنيين بعد سنوات من الصراع والكثير من الدمار ويؤثر على حياة مئات الآلاف من المدنيين الذين هم في حالة تنقل دائم، الذين دمرت ممتلكاتهم ومنازلهم والذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى منشآت الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، التي تتراوح بين إمدادات المياه والإمدادات الغذائية. الوضع مروع بالفعل".

على القائمة السوداء

هذا وادرجت لجنة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أكثر من 12 مقاتلًا أجنبيًا متشددًا وجامع أموال ومجندًا مرتبطين بالجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق وأفغانستان وتونس واليمن، بينهم قائد كبير بتنظيم الدولة الإسلامية، على القائمة السوداء.

واستهدفت لجنة عقوبات تنظيم القاعدة في مجلس الأمن أشخاصًا من فرنسا والسعودية والنرويج والسنغال والكويت، وتنص العقوبات على فرض حظر على الأسلحة والسفر مع تجميد للأصول المالية.

وقدمت فرنسا ثلاثة اسماء للجنة، بينما اقترحت الولايات المتحدة 11 اسمًا وجماعة أنصار الشريعة في تونس، التي لديها صلات بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وجنّدت شبابًا في تونس للقتال في سوريا وكتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ومن بين الأشخاص الذين عاقبتهم لجنة الأمم المتحدة عبد الرحمن محمد مصطفى القادولي، وهو عراقي يتولى موقعًا قياديًا في الدولة الإسلامية في سوريا وعمل من قبل نائبًا لزعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي.

وتضم القائمة السوداء النرويجي أندرس كاميرون أوستينسفيج دالي، العضو في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وتقول قائمة الأمم المتحدة: "قدرة دالي على السفر إلى عدة دول من دون قيود الحصول على تأشيرة ميزة يمكن أن تستخدمها القاعدة في جزيرة العرب في شن هجوم في تلك البلدان".

ومن ضمن المدرجين أيضًا الكويتي شافي سلطان محمد العجمي، وصف بأنه جامع أموال نشط لجبهة النصرة، يدير حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطلب تبرعات للمقاتلين السوريين.