دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجلس الأمن إلى دعم بلاده للقضاء على داعش وانقاذ العالم منه، فيما بحث الرئيس معصوم مع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان، كل على انفراد، سبل التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب في المنطقة.&


لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجلس الأمن الدولي إلى دعم العراق عسكريًا وانسانيًا في حربه ضد الإرهاب، معتبراً أن هزيمته في العراق ستعني هزيمته في العالم. وشدد في كلمة له خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول العراق الليلة الماضية، على ضرورة تقديم جميع اشكال الدعم لبلاده في الجوانب الأمنية والعسكرية، وبما يمكنه من دحر الإرهاب، والمحافظة على استقلال العراق وسيادته والقضاء على مصادر التمويل المتعددة للجماعات الإرهابية، ومنها تهريب النفط في العراق وسوريا وتجريم المتورطين في هذه العمليات.&
&
وأكد على أن "هزيمة الإرهاب في العراق، حجر الزاوية لهزمه في العالم برمته"، مشيدًا بقواته المسلحة قائلاً: " لقد نجحت القوات العراقية الباسلة بوقف تقدم داعش، ونجح العراق أيضًا بتحقيق انتقال سلمي للسلطة".
&
وأشار إلى أن العراق يقف في الخط الاول من الحرب ضد "داعش"، وقال إن "هذا التنظيم الإرهابي قتل الآلاف من ابناء الشعب العراقي، على اساس مذهبي واستهدف الاقليات الدينية. واوضح أن تنظيم "داعش" يشكل خليطًا من المتطرفين والبعث الذين يسيئون للاسلام وعقيدته السمحاء ويستهدفون جميع مكونات الشعب العراقي من دون استثناء. واشار إلى أن هذا التنظيم ليس منظمة داخلية وانما عابرة للحدود وحذر من أنه يشكل تهديداً لجميع مقومات الحياة.
&
وقال إن مواجهة تنظيم "داعش" لا تقتصر على الاراضي العراقية، وانما يجب أن يكون هناك جهد اقليمي ايضًا .. وطالب المجتمع الدولي العمل على ايقاف تسرب الإرهابيين إلى داخل العراق وحرمان تنظيم "داعش" من استخدام التكنولوجيا ومنها شبكات الانترنت للبث والترويج لبياناتها المرعبة على وسائل الاعلام . وأشار إلى ضرورة وقف "الشبكات الإعلامية التي تروج له أفكاره وانتصاراته المزعومة"، موضحًا أن العراق "لن يسمح للنزاعات الإقليمية لتشتت الاجماع الدولي حول محاربة الإرهاب".
&
واكد العبادي أن العراق يتطلع إلى علاقات قوية مع جميع دول العالم بما فيها دول الجوار لاسيما التي تشارك في التحالف الدولي مع ضرورة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية . وطالب بانشاء صندوق دولي لدعم النازحين واعمار المدن التي دمرها "داعش".
&
وفي ختام الاجتماع تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2178 والمتعلق بمحاربة المقاتلين الأجانب والحد من حركتهم في جميع أنحاء العالم، حيث ترأس الاجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما بحضور زعماء حوالي 50 دولة.
&
ويؤكد القرار الذي عملت الولايات المتحدة على صياغة مسودته، مسؤولية الدول بشأن اتخاذ إجراءات لمكافحة "الإرهاب".. كما يدعو دول العالم إلى "اتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل مع تهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ويتضمن ذلك منع دخول من يشتبه فيهم الى البلاد أو المرور بها وتطبيق الإجراءات القانونية لمحاكمتهم".
&
كما يطالب القرار الدول باتخاذ "خطوات متعددة من أجل تحسين التعاون الدولي في هذا المجال، وذلك بالمشاركة في توفير المعلومات حول التحقيقات والإدانات والمحاكمات، ويوفر إطاراً لعمليات مراقبة ومساعدة طويلة المدى للبلدان في مساعيها للتعامل مع هذا التهديد".
&
ويعيد القرار الدولي الجديد إلى الأذهان قرار مجلس الأمن ذي الرقم 1373 والذي تم اتخاذه عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والذي طلب بموجبه آنذاك من البلدان "اتخاذ عدد من التدابير الرامية إلى تعزيز قدراتها القانونية والمؤسسية على التصدي للأنشطة الإرهابية داخلها وفي مناطقها وحول العالم".&
&
ومن بين الخطوات التي طالب القرار باتخاذها، تجريم تمويل "الإرهاب"، وتجميد أي أموال لأشخاص يشاركون في أعمال إرهابية، فضلاً عن تبادل المعلومات في التحقيق في مثل هذه الأعمال، واعتقال المشتركين بها وتسليمهم وتقديمهم إلى العدالة.&
&
معصوم يبحث مع السيسي وأردوغان التعاون لمواجهة الإرهاب
&
وبحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة مع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب اردوغان، كل على انفراد، سبل التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب في المنطقة.&
&
فقد بحث معصوم مع السيسي الأوضاع السياسية في المنطقة والأمن في العراق، حيث أكد الرئيس السيسي وقوف مصر الكامل مع العراق في الحرب ضد الإرهاب والإستعداد لتقديم جميع الأشكال المطلوبة من الدعم الذي يساعد في خروج العراق منتصراً في هذه الحرب، كما جرى التأكيد على أهمية التعاون في مختلف المجالات.
&
وثمّن الرئيس معصوم دور مصر في مختلف القضايا معبراً عن أهمية العلاقة بين البلدين الشقيقين وضرورة العمل المشترك من أجل تطويرها في المجالات التي تهم البلدين وتضمن مصالح الشعبين. ودعا الرئيس معصوم إلى التنسيق بين الخبراء والمسؤولين الأمنيين والجهات المعنية بشؤون الإرهاب، لتبادل المعلومات وتنسيق العمل في هذا المجال، كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف".&
&
كما بحث معصوم مع الرئيس التركي علاقات بلديهما والتطورات في المنطقة، حيث قدم اردوغان التهاني بمناسبة تشكيل الحكومة العراقية، وعبّر عن التمنيات للعراق بالاستقرار والتقدم، وأن تكون المرحلة الجديدة مرحلة فاعلة في الوصول بالعراق إلى الاستقرار المطلوب . وأكد أن العلاقات بين العراق وتركيا كانت دائماً علاقات طيبة معبراً عن التطلع إلى أن تتجدد هذه العلاقات وتتطور إلى الأمام .
&
وشدد على وقوف الجمهورية التركية مع العراق في هذه المرحلة الصعبة، مشيراً إلى ضرورة دعم العمل من أجل تحرير جميع المناطق من سيطرة داعش، مبدياً استعداد تركيا للإسهام في هذا المجال. وتحدث الرئيس معصوم عن أهمية العلاقات بين البلدين الجارين وعن المصالح المشتركة للشعبين،&وضرورة السعي من أجل تطويرها، وشدّد على التعاون بين دول المنطقة في العمل على مواجهة ودحر داعش، حيث لتركيا أهميتها في هذا المجال، كما قال .
&
وقبل ذلك، التقى الرئيس معصوم وعقيلته روناك عبد الواحد بالرئيس الأميركي باراك أوباما وعقيلته ميشيل أوباما في مدينة نيويورك. وقال بيان رئاسي عراقي إن "اللقاء كان ضمن مأدبة عشاء اقامها الرئيس الأميركي". واضاف أنه "تم خلال اللقاء تبادل عبارات الترحيب والتقدير وتناول بعض الجوانب السياسية والأمنية التي تخص العراق، فيما رحب أوباما وعقيلته ميشيل بعقيلة رئيس الجمهورية وأبديا اعجابًا بالزي الكردي الذي كانت ترتديه".