تشارك الإماراتية، مريم المنصوري، قائدة طائرة أف 16، وأميران سعوديان طياران، في غارات التحالف على مقرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما يجعل من المشاركة العربية إستثنائية فعلًا.

دبي: ليس التحالف الأميركي العربي الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) إستثنائيًا وحده، إذ ثمة مشاركات عربية إستثنائية في هذه الحرب على التطرف. أبرز هذه المشاركات فهي مساهمة الرائد مريم المنصوري، أول قائدة طائرة حربية إماراتية، في الغارة على مواقع داعش في الرقة بسوريا.

حلم راودها

بالنسبة إليها، كان هذا الأمر حلمًا يراودها، لا أكثر، إلا أنها آمنت بأنها ستحقق حلمها يومًا بالمشاركة العسكرية كقائدة طائرة إماراتية، واضعة أملها في ما تلقاه المرأة الاماراتية من تشجيع من قبل شيوخ الدولة وقادتها، ومن زملاء لها في سلاح الطيران بالإمارات.

كان لها ما أرادت، فاستطاعت المنصوري أن تكون أول رائد طيار في القوات الجوية الإماراتية يشارك بقصف مواقع داعش في سوريا. وهي تؤكد أن للمرأة والرجل حقاً متساوياً في ارتقاء المناصب، بشرط الإخلاص والمثابرة، والعزيمة من أجل الوصول إلى أعلى المراتب.

حققت ما تريد

والمنصوري من مواليد أبوظبي، من أسرة مكونة من ست بنات وثلاثة أولاد. درست في مدينة خورفكان، وتخرجت من الثانوية العامة القسم العلمي بمعدل 93 بالمئة. التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية وآدابها بامتياز.

التحقت المنصوري بالقوات المسلحة بعد الثانوية العامة بقرار شخصي وبدعم من العائلة. كانت ترغب دائمًا في أن تكون طيارًا مقاتلًا، لكن لم يكن المجال مفتوحًا للنساء حينها. التحقت بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لسنوات، وعندما فتح المجال للنساء للالتحاق بكلية الطيران، كانت أول من التحق.

واجهت المنصوري، كما تقول، العديد من التحديات في البداية، "أهمها ضرورة تحقيق مستوى عالٍ من الاحتراف نظريًا وعمليًا، بما لا يدع مجالًا للشك في قدرتي على التفوق في هذا المجال، فتخرجت من المرحلة التأسيسية في كلية خليفة بن زايد الجوية في العام 2007 وتم تحويلي إلى مجال الطيران المقاتل، وأنا اليوم طيار عمليات مقاتل على طائرة إف 16 بلوك 60".

جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميّز

نالت المنصوري جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميّز. تقول: "لم أكن على علم بترشيحي للجائزة، وتلقيت الخبر في الليلة السابقة للحفلة، وتأكدت في صباح اليوم التالي". وأعربت عن سعادتها بالتكريم الرائع الذي لم تتوقعه، لتكون ضمن أول مجموعة تكرّم في فئة جديدة هي "فخر الإمارات".

تضيف: "ما زادني فرحًا هو تقليد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لي الميدالية التي تحمل اسمه".

أميران سعوديان

أما المشاركة الاستثنائية الأخرى في هذه الحرب، فهي مشاركة أميرين سعوديين في الغارات الجوية التي استهدفت داعش بسوريا، هما نجلا ولي العهد السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر آل سعود.

فالأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، نجل ولي العهد السعودي، كان أحد الطيارين السعوديين الذين نفذوا عددًا من الضربات الجوية ضد داعش في الرقة فجر الثلاثاء، إلى جانب الأمير طلال بن عبدالعزيز بن الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود.

ونشر الاعلام السعودي صورًا للطيارين السعوديين المشاركين في الغارات، وبينهم الأميران، تكريمًا لمساعدتهما الجديرة بالثناء، في حرب لا هوادة فيها ضد التطرف.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، عاد الطيارون السعوديون إلى قواعدهم سالمين بعدما أدوا واجبهم في توجيه هجمات ناجحة وفعالة ضد داعش في سوريا. كما نوّهت بتأكيد علماء المسلمين فساد أفكار وأفعال التنظيم، مشددين على أنها تسيء لصورة الإسلام، وتظهره دينًا مشوهًا يقوم على القتل وقطع الرؤوس.