يتساءل البعض عن موقف أهل السنّة في لبنان بعد توجيه دعوة من زعيم النصرة إلى إبعاد أبناء السنّة عن الجيش اللبناني، وعن دور سنّة الاعتدال في لبنان في مواجهة أي انشقاق محتمل للجيش اللبناني.


بيروت: وجّه زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني دعوة إلى أهل السنّة في لبنان قائلًا: "أبعدوا أبناءكم عن جيش سخّر لخدمة عدوكم وعسكروهم في خدمة المجاهدين"، وذلك بعدما اعتبر الجولاني أن الجيش اللبناني "يخضع لهيمنة حزب الله ويأتمر بأوامره".

ما هو موقف أهل السنّة في لبنان بعد توجيه هذه الدعوة، وهل البيئة السنيّة في لبنان تختلف تمامًا عن تلك الموجودة في سوريا والعراق، وأي دور لأهل سنّة الإعتدال في لبنان في مواجهة كل تلك الأمور؟.

يقول النائب عاصم عراجي (المستقبل) لـ"إيلاف" إننا نصرّ على الجيش اللبناني، والكلام الذي أطلقته النصرة نستنكره، لأننا مع لبنان بكل مذاهبه وتلاوينه السياسية، وخلف الجيش اللبناني ووحدته، وندعمه دعمًا كاملاً.

لا بيئة حاضنة
ويلفت عراجي إلى الاختلاف الكبير بين سنّة لبنان وسنّة العراق وسوريا، حيث إن هؤلاء كانوا يعيشون ضمن أنظمة ديكتاتورية من قمع نوري المالكي، وقمع عائلة الأسد. أما نحن في لبنان فنعيش ضمن بيئات مختلطة، وهناك عادات مشتركة بين السنّة والمسيحيين والشيعة والدروز، ولا بيئة حاضنة للتطرّف في لبنان.

عن دور سنّة الاعتدال في لبنان في مواجهة كل التطرّف الحاصل والدعوة إلى الانشقاق عن الجيش اللبناني، يقول عراجي إن المواجهة تكون بالتضامن، وتحصين وحدتنا الوطنية، والنأي بالنفس عن أحداث سوريا والعراق. وكذلك في الوقوف وراء الجيش اللبناني من خلال دعمه وتسليحه، بالعتاد والعديد.

ويضيف: "لكن مع وجود فريق لبناني يحارب في سوريا، انتقلت الأحداث إلى لبنان، ونحن نعيش تبعات هذا الموضوع حاليًا، من خلال استهداف الجيش اللبناني، وهي غلطة كبيرة ارتكبها حزب الله بحق جمهوره ونفسه، وبحق البلد ككل".

ضد التطرف
حول موقف أهل السنة من هذا الموضوع، يقول النائب جمال الجرّاح (المستقبل) لـ"إيلاف": "نحن ضد التطرف، بالتأكيد هذه مسؤوليات القوى الأمنية وواجباتها، وهي قادرة السيطرة على الأعمال الإرهابية، لكن عليها أن تكون حازمة وعادلة مع الجميع".

يضيف: "إذا تحدثنا أيضًا عن أعمال إرهابية، هناك الاغتيالات في لبنان، وهي لم تكتشف حتى الآن الجهات التي تقف وراءها. ماذا ينتظر لبنان إذا ما انتقل الإرهاب إليه؟، يجيب الجراح: "على لبنان معالجة الأسباب التي أدت إلى انتقال كل التنظيمات الإرهابية إليه، وأهم هذه الأسباب وأوضحها تدخل حزب الله في الداخل السوري، واستدرج الأمر استجرار الأزمة السورية إلى لبنان، وما نراه في لبنان مع عمليات إرهابية إنما يعود إلى هذا الأمر، علينا معالجة الأسباب بالعمق، لأن السبب واضح مع تدخل حزب الله في سوريا، وعلينا معالجة هذا الوضع، وعلى الدولة مسؤولية حماية الناس.

ويلفت الجرّاح إلى أنه يمكن تحصين الساحة الداخلية اللبنانية بوجه كل هذه المعطيات عندما يلتزم كل الفرقاء بحياد لبنان، ويسحب حزب الله مقاتليه من سوريا، ويأتي إلى طاولة الحوار لرفع هيمنة السلاح عن رقاب اللبنانيين.
&