قالت مصادر بريطانية إن مقاتلات من طراز (تورنيدو) عادت إلى قاعدة أكروتيري في قبرص بعد مهمة رابعة فوق العراق من دون إطلاق أية أسلحة. وأشارت المصادر إلى أن مهمات المقاتلات التي ابتدأت في نهاية الأسبوع الماضي كانت استطلاعية لجمع معلومات بالتنسيق مع فرق خاصة موجودة على الأرض.

نصر المجالي: كان مجلس العموم البريطاني أقر المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بأغلبية 524 صوتا مقابل 43 صوتا فقط يوم الجمعة الماضي. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، بعد أن حقق تقدما سريعا اجتاح خلاله تلك المناطق في الصيف، ويستخدم التنظيم مدينة الرقة السورية كعاصمة للخلافة التي أعلنها.

وحذر مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني، من أن مثل هذه العمليات قد تستمر لأسابيع أو أشهر. وقال لبرنامج العالم نهاية الأسبوع على راديو 4 بي بي سي: "هذه ليست حملة نهاية الأسبوع، فهي ستستغرق وقتا طويلا". ومن جانبه أصر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على وجود استراتيجية شاملة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

مهمة رابعة

وإلى ذلك، عادت طائرتان بريطانيتان شاركتا في المهمة الرابعة إلى قبرص خلال الليل. وأكد جوناثان بيل، مراسل (بي بي سي) لشؤون الدفاع إن الطائرات المقاتلة عادت إلى قواعدها في جزيرة قبرص في البحر المتوسط بالأسلحة نفسها التي كانت محملة بها، ما يعني أنها لم تطلق أية أسلحة في المهام التي قامت بها.

وقامت طائرات تورنيدو بطلعات استطلاعية فوق العراق خلال الأسابيع الستة الماضية، لكنها كانت الطلعات الأولى منذ منحهم الإذن بشن غارات جوية. وحملت طائرات التورنيدو صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، وحظيت بدعم من طائرات التزود بالوقود في الجو من طراز فوياجر.

وتساءل مراسل الشؤون الدفاعية في بي بي سي من قبرص، عن أسباب عودة الطائرات البريطانية إلى قواعدها بجميع أسلحتها، وقال :"إنها لا تستهدف جيشا تقليديا، ومن غير المتوقع وجود قائمة بثكنات أو مخازن ذخيرة مثلما كانت العمليات في ليبيا".

كما أن الطائرات تبحث عن أهداف الصدفة مثل مقاتلين تابعين للتنظيم ومركبات تتحرك، وهذا الأمر يتطلب ساعات من المراقبة. وأضاف :"إن أطقم الطائرات تعمل وفق قواعد اشتباك صارمة، إذ يجب عليهم التأكد من الأهداف قبل إطلاق النار، فلا يمكن أن يطلقوا النار على المدنيين الذين من المفترض بهم حمايتهم".

مشاركة محدودة

ولفت مراسل (بي بي سي) إلى أن مقاتلي التنظيم سيكون لديهم الوقت للتكيف مع الوضع، وسيكونون أكثر انتباها لما يحلق فوقهم.

وتابع قائلا "إن مشاركة القوات الجوية البريطانية محدودة، الا أن "الولايات المتحدة تقوم بعشرات الطلعات الجوية في اليوم وطائراتها تسجل مئات ساعات الطيران، ولا تقتصر عملياتها على العراق فقط بل تمتد إلى سوريا، بعكس بريطانيا التي من غير المتوقع أن تقوم بعمليات في سوريا".

وتقوم الولايات المتحدة بضربات جوية فوق شمال العراق منذ منتصف أغسطس (آب)الماضي، وحظيت بدعم القوات الجوية الفرنسية منذ الأسبوع الماضي. وأعلنت حوالى 40 دولة، من بينها دول عربية وشرق أوسطية، عن مشاركتها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

مهمة شخصية

وإلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية ان مهمة طياري سلاح الجو الملكي البريطاني في العراق شخصية، كما يقول الطيارون أنفسهم. ويقوم الطيارون بطلعات جوية فوق شمالي العراق ، ويقصفون مواقع تنظيم الجبهة الإسلامية، الذي قام بقطع رأس أحد عمال الإغاثة البريطانيين، ويتضح الآن أنه خدم في سلاح الجو البريطاني في وقت سابق.

ولا يرى الطيارون في طلعاتهم انتقاما لزميلهم ديفيد هينز، بل يرون أنها نوع من "تحقيق العدالة"، حسب التقرير الذي أعده أعده بين فارمر وستيفن سوينفورد. وقال مصدر في سلاح الجو "طبعا نحن ننفذ المهام بحرفية مثل أي مهام أخرى، لكن ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية في البريطانيين سيجعل أي شخص يحس بالفزع".

ومن بين الأهداف التي قصفتها طائرات أميركية وإماراتية وسعودية مصاف للنفط في منطقة الرقة في سوريا، حيث يستخدم التنظيم مبيعات النفط لتمويل عملياته، كما ورد في التقرير.