بدأت في بغداد اليوم مباحثات عسكرية عراقية فرنسية على أعلى مستوى عسكري لتنسيق الضربات الجوية الفرنسية لقواعد ومراكز تنظيم "داعش" في العراق.

لندن: بحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري في بغداد الاثنين مع وفد فرنسي ضم رئيس الاستخبارات الفرنسية الفريق كرسفي كومارت وعددا من المبعوثين العسكريين من قبل الحكومة الفرنسية توصيات مؤتمر باريس والدعم الجوي الفرنسي للقوات العراقية والاهداف التي تستهدفها الطائرات الحربية الفرنسية التي بدأت عملياتها في الاجواء العراقية الخميس الماضي.

وتحدث رئيس الوفد الفرنسي الفريق كومارت عن المؤتمر والقرارات والتوصيات التي خرج بها من اجل دعم دولي كبير للحكومة العراقية التي قال إنها "تخوض حربا كبيرة بالنيابة عن العالم أجمع ومن واجبنا تجاه العراق وشعبه ان نقدم جميع الإمكانات العسكرية والإنسانية لهم" كما نقل عن الوفد بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية ارسلت نسخة منه الى "إيلاف".

ومن جهته ثمن رئيس اركان الجيش العراقي "جميع الجهود العربية والدولية التي تدعم العراق وفي مقدمها المبادرة الفرنسية التي تربطنا معهم علاقات وثيقة على جميع المستويات".. وشدد بالقول "في هذا الوقت العصيب نحتاج الى جميع الخبرات في المجال العسكري للقضاء على التنظيمات الإرهابية" وفقا للبيان.

وقد تعهد ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر الدولي حول الأمن في العراق الذي عقد في باريس منتصف الشهر الحالي بتقديم الدعم لحكومة بغداد بغرض التصدي للتنظيم المتشدد الذي فرض سيطرته على مناطق في العراق خلال الأسابيع الماضية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في ختام المؤتمر إن الدول المشاركة أقرت بخطورة تنظيم داعش وضرورة القضاء عليه& مشيرا إلى أن المجتمعين أبدوا التزاما بتقديم شتى أنواع الدعم العسكري والأمني للعراق.

وأوضح الوزير الفرنسي أن المجتمع الدولي سيضع تدابير أخرى للقضاء على داعش ومنع 51 دولة من تدفق المقاتلين إلى المناطق الخاضعة له، مشيرا إلى أن مؤتمرا دوليا في هذا الصدد سيعقد بمبادرة من البحرين. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الاقتصادي لإعادة اعمار المناطق التي دمرها داعش.

وأكد الجعفري من جانبه أن المجتمعين وهم من 30 دولة أقروا بضرورة القضاء على التنظيم وتقديم مختلف أنواع الدعم للعراق، لمساعدته في القضاء عليه. ويوم الخميس الماضي اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول إن "المقاتلات الفرنسية ضربت أهدافا في العراق".

وقال "حدثت ضربات في العراق هذا الصباح" من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وكانت هذه أولى ضربات المقاتلات الفرنسية منذ 19 من الشهر الحالي حين أعلنت باريس انضمامها للمشاركة بالضربات الأميركية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. ومن جهتها اعلنت وزارة الدفاع العراقية عن قصف قوات التحالف الجوية اهدافا لداعش قرب قضاء الحويجة غرب مدينة كركوك وإحراقها لعجلتين.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد اعلن انه اعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق، موضحا ان فرنسا لن ترسل قوات على الارض وان غاراتها ستستهدف التنظيم المتطرف داخل العراق حصرا. وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي "عقدت اجتماعا لمجلس الدفاع وقررت الرد على طلب السلطات العراقية لمنحها دعما جويا" في مواجهة المتطرفين.

وأوضح أن أولى الضربات يمكن ان تحصل سريعا.. مشددا بالقول هدفنا هو ضمان الامن عبر اضعاف الارهابيين". وشدد بالقول "لن نذهب الى هناك، لن يكون هناك قوات على الارض ولن نتدخل الا في العراق".

وأشار هولاند إلى أنّ "الحركة الارهابية توسعت في خضم الفوضى السورية- وكذلك لان المجموعة الدولية لم تتحرك". وأضاف "العالم مهدد بشكل خطير بارهاب قام بتغيير ابعاده ولم يكن ابدا بمثل هذه الامكانات المالية والعسكرية والبشرية .. ارهاب لم يعد يكتفي فقط بمواجهة الدول وانما يأخذ مكانها.. ارهاب يهاجم الشعوب الاكثر ضعفا مهما كانت ديانتها".

مباحثات عسكرية عراقية بريطانية

وفي وقت لاحق بحث زيباري مع الجنرال سايمون مايال مبعوث الحكومة البريطانية الامني لدى العراق وإقليم كردستان الجهود الدولية لدعم الجيش العراقي وقوات البيشمركة وإمكانية تجهيزهم بالمعدات والاسلحة والتدريب وبالإضافة الى الدعم الإنساني للعوائل النازحة التي تواجه ظروفا صعبة وقاسية تحتاج الى وقفة حقيقية من جميع منظمات المجتمع الدولي.

وفي البداية قال رئيس الأركان العراقي "نشكر جميع الجهود العسكرية والإنسانية التي تقوم بها المملكة البريطانية لدعم العراق وإقليم كردستان والتي على أثرها أصبحت المبادرة بيد القوات العراقية ولاسيما الضربات التي تنفذها الطائرات العراقية والأميركية على أهداف مهمة لأوكار الجماعات الإرهابية وهذه العمليات مستمرة في جميع القواطع وشهدت نجاحات باهرة في تحرير مناطق حديثة وبروانة وجرف الصخر وفتح طريق بغداد- بعقوبة- كركوك- اربيل وسد العظيم بالاضافة الى ست قرى في زمار حيث ان& هذه الانتصارات تحققت بفضل تظافر جميع الجهود والتنسيق العالي بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع تسلمته "إيلاف" عصر اليوم.

من جانبه تحدث الجنرال السير سايمون مايال قائلاً& "زيارتي للعراق هذه تأتي لتحقيق الأهداف التي أكدت عليها& الحكومة البريطانية في العراق وهي توسيع التحالف الدولي ضد داعش وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها العراقيون المستهدفون من التنظيمات الإرهابية، والترويج لعراق ديمقراطي يشمل الجميع وسيادته مصانة يمكنه التصدي لأي اعتداء واعادة الاستقرار والأمن لأنحاء البلاد وسنستمر بتقديم كل أشكال الدعم والإسناد وخاصة في مجال القوة الجوية عن طريق تسيير طائرات التورنادو التي تقوم بمهمة الاستطلاع والمراقبة وتقديم المعلومات المهمة حول أوكار وتحركات الجماعات الإرهابية ومعالجتها من قبل القوات العراقية".
&
رابط المباحثات العسكرية العراقية الفرنسية في بغداد اليوم: