انطلقت الجلسات التمهيدية للحوار الوطني بين الفرقاء الليبيين، الاثنين، في مدينة غدامس (650 كلم) جنوب غرب طرابلس، وذلك في محاولة من الأمم المتحدة لوضع حد للفوضى المؤسساتية في هذا البلد الشمال أفريقي.

نصر المجالي: انطلقت الاثنين الجلسات التمهيدية للحوار الوطني الليبيي. ويشارك في الحوار وهو الأول من نوعه وكان دعا اليه ممثل الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون 12 نائبا من مجلس النواب المنتخب و12 آخرين من النواب المقاطعين للمجلس وهم من مدينة مصراتة وسط حضور دولي وعربي.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن اللقاء يجب أن يؤدي إلى اتفاق حول تسوية داخلية في مجلس النواب "ومسائل أخرى مرتبطة بحكم البلاد". كما من المفترض التوصل إلى اتفاق حول مكان وموعد تسليم السلطات بين المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) والبرلمان أو مجلس النواب المنتخب، ويشكل هذا الأمر نقطة خلاف بين الإسلاميين وخصومهم.

فرص ضئيلة

ويرى العديد من المراقبين وبينهم نواب، أن هذا الاجتماع لا يملك سوى فرص قليلة للتوصل إلى نتائج ملموسة خصوصا في ظل غياب المليشيات التي تسيطر على مناطق واسعة من البلاد وبينها بنغازي (شرق) ثاني أكبر مدن ليبيا التي سقطت في يوليو (تموز) الماضي بأيدي مليشيات إسلامية بينها "أنصار الشريعة" المصنفة تنظيما إرهابيا من واشنطن.

وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة التقى عددا من النواب الليبيين في طبرق ثم غادر إلى طرابلس لاجتماع مع البرلمانيين الذين يقاطعون جلسات مجلس النواب، تمهيدا لجمع شمل الليبيين. وقال بيان صادر عن الهيئة الأممية إن "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، تابع جهوده الرامية إلى تمهيد الطريق أمام انعقاد الحوار السياسي بين الأطراف الليبية.

وأضاف البيان "سافر السيد ليون إلى طبرق نهار الأحد 28 سبتمبر 2014 للاجتماع بالنائب الأول لرئيس مجلس النواب، السيد محمد شعيب، وللاستماع إلى آراء بعض البرلمانيين. وبعد ذلك سافر السيد ليون إلى طرابلس للاجتماع مع البرلمانيين الذين قاطعوا جلسات مجلس النواب في طبرق.

حرب أهلية

وتخشى قوى غربية من أن ليبيا على شفا حرب أهلية، وتعجز الحكومة عن السيطرة على المقاتلين السابقين الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي لكنهم الآن يقتتلون من أجل السلطة وحصة من إيرادات النفط.

وقال مجلس النواب المنتخب إن انعقاد جلساته في طبرق جاءت بسبب تدهور الأوضاع& الأمنية في كل من طرابلس وبنغازي. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي مع وجود حكومتين برئاسة عبدالله الثني وعمرالحاسي ومجلسين تشريعيين هما مجلس النواب المنتخب& والمؤتمر الوطني العام الذي& قرر في نهاية أغسطس (آب) الماضي استئناف نشاطه رغم انتهاء ولايته& وتكليف عمر الحاسي& بتشكيل حكومة إنقاذ.

دون شروط مسبقة

وكان عضو مجلس النواب الليبى عيسى العريبي، صرح بأن الحوار سينطلق دون شروط مسبقة، وعلى أرضية الاعتراف بمجلس النواب، ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الليبي، مع ضرورة الاستماع إلى كل ما سيعرضه الأعضاء المقاطعون ومناقشته باهتمام وجدية.

وأضاف العريبي أنّ الحوار سيقام برعاية الأمم المتحدة، وقد يشارك فيه مبعوثون من أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وسيمثّل مجلس النواب فيه 12 عضوًا، والعدد نفسه من المقاطعين.

وأكّد العريبي أن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته غير مدعو للحوار " لأنه لم يعد يمثل أي صفة في الدولة الليبية". ويشار إلى أن ثلاث دول عربية كانت أعربت خلال الأيام الماضية عن رغبتها فى احتضان الحوار الليبي وهي مصر وتونس والجزائر.