صعّدت إيران من انتقاداتها لمواقف رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اتهم فيها طهران بدعم "منظمات ارهابية".&


ووصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي عاد إلى طهران مساء الإثنين تصريحات كاميرون بأنها "خاطئة وغير مقبولة"، وكان روحاني التقى رئيس الحكومة البريطانية على هامش اجتماعات الدورة الـ 69 للجمعية العامة.

وقال روحاني للصحافيين بعد عودته من زيارته الى نيويورك وآستارا، حيث شارك في قمة دول بحر قزوين، إن اللقاء جاء بطلب من رئيس الوزراء البريطاني "حيث بحثنا حول ثلاث قضايا، وكان البحث حول الشأن النووي جيدًا، ولكن كانت هنالك خلافات في وجهات النظر".

وكان لقاء كاميرون وروحاني هو الأول من نوعه بين زعيمين بريطاني وإيراني منذ الثورة الإسلامية في إيران العام 1979.&

واضاف الرئيس الإيراني: لقد بحثنا ايضًا حول الارهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، حيث نبهنا بأنه على الغرب تصحيح مساره وهم دعوا الى ظروف جيدة والتعاطي مع ايران، وكان اللقاء جيدًا بالاجمال، وتم فيه طرح قضايا جيدة.

وتابع الرئيس الايراني، من الطبيعي أن لا يكون هنالك في مثل هذه اللقاءات اتفاق في الرأي على الدوام، وأن تكون هنالك خلافات، ولكن رئيس الوزراء البريطاني طرح بعد ذلك في خطابه أمورًا خاطئة وغير مقبولة.

وأضاف، أن وزارة الخارجية ردت في حينه على ذلك لكنني اريد أن اضيف بأننا نعيش الآن في القرن الحادي والعشرين ولو اراد أحد أن يفكر في اجواء القرن التاسع فإنه يتضرر، اذ يجب أن نأخذ في الاعتبار ظروف اليوم لأن الشعب الايراني وفر فرصة جديدة للعالم، وصوّت لصالح التعاطي البناء مع العالم، وينبغي استثمار هذه الفرصة بصورة جيدة.

الخارجية ترفض&

وكانت ايران رفضت، يوم الخميس الماضي، اتهامات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي اعلن في الامم المتحدة أن طهران تدعم "منظمات ارهابية".&

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم إنه "من المؤسف أن تسمح دولة لنفسها قامت من خلال اعمالها بمساندة الارهاب ونشرت في منطقتنا والعالم الشر الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية، باتهام ايران التي كانت دائمًا في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب".

وكان كاميرون اعتبر يوم الاربعاء الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أنه "يجب أن نعطي ايران فرصة كي تظهر أنها قادرة أن تساهم في حل بسوريا". وأضاف: "بامكان القادة الايرانيين أن يساعدوا في دحر تهديد تنظيم الدولة الإسلامية".

واضاف أن القادة الايرانيين "قادرون على المساعدة لجعل العراق اكثر استقراراً وانفتاحًا، وكذلك سوريا". واوضح "هم مستعدون لفعل ذلك ويجب أن نرحب بهذا العمل".

واشار كاميرون الى "خلافات كبيرة مع ايران تتناول الدعم الايراني لمنظمات ارهابية والبرنامج النووي الايراني والطريقة التي يعاملون فيها شعبهم".

استهجان لاريجاني&

وكان رئيس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) علي لاريجاني استهجن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني حول ايران، ووصفها بأنها ذات نزعة استعلائية وتكشف عن تخبطه واضطرابه النفسي.

واشار لاريجاني، في كلمة القاها في مراسم اقيمت بمناسبة "اليوم العالمي للسياحة" بطهران، يوم السبت الماضي، الى الطبيعة الفرعونية للبلدان الغربية بسبب التقدم الذي احرزته في القطاع الصناعي، وقال، إننا لاحظنا ذلك مؤخرًا في تصريحات رئيس وزراء بريطانيا، والتي تثير الاستغراب والدهشة حيث يصدر اوامر الى ايران بالقيام بعمل ما، متسائلاً عن صلاحياته حتى يتكلم بمثل هذا الاسلوب.

وتساءل المسؤول البرلماني الإيراني أيضًا عمّا اذا كان كاميرون يتصور أن قدراته ازدادت حتى يطلق مثل هذه التصريحات فيما لم تمضِ 5 ايام على استفتاء اقيم في بلاده لتقسيمها.

واكد لاريجاني، أنه لا ينبغي لكاميرون أن يتكلم بمثل هذا الاسلوب، فيما يعاني من التوتر والسبب يعود الى داعش حيث أنه هو الذي قدم له الدعم، والآن يعاني من المشكلة".

وخاطب لاريجاني، كاميرون بالقول : انت تشعر بالخوف من الارهاب وتصريحاتك ذات نزعة فرعونية في الظاهر الا أن باطنها ينم عن الهلع.

وتابع: انت بحاجة الى الآخرين في مجال التصدي للارهابيين، ولكن لا ينبغي أن تبيع احتياجك على الآخرين، لايمكنك أن تمارس التحايل وتبيع حاجتك كامتياز علينا.

وختم رئيس مجلس الشورى الإيراني: انه بدلاً من الاقرار بالاخطاء السابقة في مساعدة الارهابيين يستخدم (كاميرون) اسلوبًا لن يسد حاجته. واوضح لاريجاني أن الغربيين اوجدوا الاضطرابات في سوريا "وأن ما يحوز على الاهتمام أن تصدي الغرب للارهابيين تكتيكي الطابع".

&