دمشق: اكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء ان محاربة الارهاب لا يمكن ان تكون "على يد من دعمه"، وذلك بعد اسبوع من بدء قوات التحالف الدولي ضربات جوية على معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق البلاد.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الاسد "ان محاربة الارهاب لا يمكن ان تكون على يد دول ساهمت فى انشاء التنظيمات الارهابية ودعمتها لوجستيا وماديا ونشرت الارهاب فى العالم".
وجاء تصريح الاسد خلال لقائه أمين عام المجلس الاعلى للامن القومي في ايران علي شمخاني الذي وصل الى دمشق قادما من لبنان.
وكان الاسد اعلن في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر تاييد بلاده "لاي جهد دولي" يصب في مكافحة الارهاب، وذلك بعد ساعات من شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية على عدد من معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وجرى التأكيد خلال اللقاء الثلاثاء بين الاسد وشمخاني "على أن محاربة الارهاب يجب أن تتم وفق القانون الدولي ونجاحها يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي والتعاون مع دول المنطقة التي تخوض حربا فى مواجهة هذا الخطر الداهم والابتعاد عن ازدواجية المعايير التى لا يزال ينتهجها الغرب وفى مقدمته الولايات المتحدة لتمرير أجندات غير معلنة لا تخدم مصالح شعوب المنطقة"، بحسب الوكالة.
ونفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم دولا عربية واوروبية،& ضربات جوية منذ 23 ايلول/سبتمبر ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات جهادية اخرى في سوريا، وذلك بعد شهر ونصف شهر من بدئها منفردة غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في العراق.
وادت الضربات التي استهدفت كذلك منشآت نفطية وغازية يستفيد من عائداتها التنظيم الى مقتل 211 جهاديا و22 مدنيا على الاقل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعتبر الاسد "ان مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي نشره الارهابيون وتغذيه بعض الدول الاقليمية لا تقل اهمية عن محاربة اولئك الارهابيين الذى يعيثون قتلا وخرابا ويدمرون الارث التاريخي والحضاري للشعوب اينما حلوا".
وشدد الجانبان خلال اللقاء على "اهمية مواصلة وتعزيز التعاون الاستراتيجي القائم بينهما والذي شكل ركيزة أساسية في الدفاع عن مصالح الشعبين وجميع شعوب المنطقة في مواجهة التحديات التي تتعرض لها وفي مقدمتها خطر تمدد الارهاب التكفيري الذى بات يهدد جميع الدول القريبة منها والبعيدة".
من جهته عقد المسؤول الايراني مؤتمرا صحافيا انتقد فيه بشدة الضربات الجوية واعتبر ان "الغارات الاميركية عمل غير منطقي لا نقبل به (...) وامر مرفوض لانه تعد على سيادة الدول وخرق للسيادة السورية".
وتابع المسؤول الايراني "رفضنا ان نكون طرفا في التدخل، لانه مسرحية مضحكة لا نقبل بها".
وردا على سؤال حول وجود خلاف في النظرة الى الضربات الجوية بين ايران وسوريا قال شمخاني "لا يوجد تعارض في الرؤى، نحن والحكومة السورية متفقون على رفض التدخل. واليوم كنت في لقاء مع الرئيس الاسد لمدة ثلاث ساعات، وكنا متفقين على قراءة الأوضاع".
وكانت ايران حليف دمشق البارز قد نددت بانتهاك السيادة السورية بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا ورفضت المشاركة فيه.
&