بعد أجواء الحوارات التي يشهدها لبنان بين مختلف الأقطاب السياسية، يبدي الأميركيون تفاؤلهم بانتخاب رئيس للجمهوريّة في القريب العاجل، فهل تفاؤلهم في مكانه؟.

&

بيروت: تُبدي الدول الخارجيّة إهتمامًا كبيرًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة، وقد أعلنت الولايات المتحدة الأميركيّة عبر بعض ممثّليها عن تفاؤلها بانتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان قبل شهر آذار/مارس المقبل، فهل هذا التفاؤل في مكانه؟
&
يقول النائب باسم الشاب ( المستقبل) لـ"إيلاف" إن هناك تفاؤلاً فعليًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة غير أن لا أمور ملموسة حتى الآن في هذا الخصوص، ولن يتوفر ذلك برأيه إلا إذا قامت إيران بحلّحلة الأمور جدّيًا في لبنان، والواضح بحسب الشاب وجود نوع من الضياع في حلف الممانعة، فهناك تمايز بين الموقف الروسيّ وموقف حزب الله، وموقف إيران وسوريا بالنسبة للتأشيرات ودخول السوريين إلى لبنان، ويظهر وجود حلحلة ما في موضوع حزب الله وسرايا المقاومة والحوار، ومن الممكن أن تكون رئاسة الجمهوريّة جزءًا من هذه المرونة.
&
أما النائب فريد الخازن ( تكتل التغيير والإصلاح التابع للجنرال عون) فيقول لـ"إيلاف" إن انتخاب رئيس للجمهورية بات قريبًا لكن قبل آذار أو بعده فلا أحد يمكن أن يتكهن بذلك، والمسافة التي تفصلنا عن رئيس للجمهوريّة لم تعد طويلة، ولكن لا يمكن تحديد الموعد.
&
ويلفت الخازن أن ما تم تداوله من قبل الأميركيين بأن الانتخابات الرئاسيّة ستجري قبل آذار /مارس يبقى تقديرات، ولا وجود لأمور يمكن الاستناد إليها لتحديد تاريخ محدّد.
&
حوارات ورئاسة
وردًا على سؤال هل تساهم الحوارات بين مختلف الأقطاب السياسية بتسريع انتخاب رئيس للجمهورية؟ يجيب الشاب:" هذه الحوارات ستسرع الموضوع، وإذا حصلنا على جو حواريّ جيّد سيساهم ذلك في انتخاب رئيس للجمهوريّة، لكن في النتيجة هناك سؤال محوري هل إيران ستتخلى عن ميشال عون مرشحًا رئاسيًا للجمهوريّة اللبنانيّة؟، الأمور مرتبطة برمتها بمدى تنازل إيران، وما هو المقابل لتنازلها.
&
في هذا الخصوص يرى الخازن أن الحوارات قد تساهم وقد لا تساهم بتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، فهناك اتجاهان في هذا الخصوص والحوارات قد تقرّب وجهات النظر، وقد تؤدي إلى عكس ذلك.
&
اهتمام وتدخل
هل تعتبر أن الاهتمام الأميركيّ بموضوع داخليّ هو رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، تدخل بشؤون لبنان الداخليّة؟ يجيب الشاب:" ليس تدخلاً بل يدخل ضمن إطار التمنّي بأن يحصل لبنان على رئيس للجمهوريّة، وإذا حصل تفاهم إقليمي أدى بنتيجته إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فهل نرفض ذلك؟
يؤكد الخازن أن الأميركيين أو غيرهم يهتمون بالمبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، ويرون أن ذلك أفضل للبنان، وهذا هو سقف الاهتمام الأميركيّ، وسقف معظم الدول الخارجية كذلك.

الحوارات بين الأقطاب
ولدى سؤاله هل الحوارات بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع والحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، هل كل تلك الحوارات ستبعد موضوع رئاسة الجمهوريّة عن أي تدخل خارجيّ في هذا الخصوص؟ يقول الشاب إن هذا الاستحقاق يبقى لبنانيًا ومسيحيًا تحديدًا، والكل أجمع إذا المسيحيون اتفقوا على رئيس فإنهم يمشون معهم بهذا الرئيس، وقسم من المسؤوليّة في انتخاب رئيس للجمهورية يقع بذلك على المسيحييّن.&
هنا يلفت الخازن إلى أن مفاتيح الموضوع الرئاسي هي داخليّة أكثر مما هي خارجيّة، وأعلن الخازن ذلك منذ فترة طويلة، والأجواء الخارجيّة قد تؤثر سلبًا أم إيجابًا، ولكن المفاتيح الأساسيّة تبقى داخليّة.
&