يعتقد الكثيرون أن لبنان بات مجددًا في عين عاصفة التفجيرات بعد تفجير جبل محسن الأخير الذي فتح الباب مجددًا أمام عودة التفجيرات إلى لبنان، مهددًا أمن المواطن اللبنانيّ واستقراره.

بيروت: انتحاريان في جبل محسن أعادا فتح ملف التفجيرات في لبنان، بعدما كانت الأوضاع قد هدأت نسبيًا لجهة التفجيرات في لبنان، وعاد الخوف مجددًا في الأوساط السياسيّة والشعبيّة من عودة موجة التفجيرات وبقوة إلى لبنان.
&
مواقف سياسيّة
&
وفي حين نبّه عضو المكتب السياسيّ في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش من أنّ "ما حصل في طرابلس يعدّ تطورًا خطيرًا بعد دخول الانتحارييّن إلى الساحة، مشيرًا إلى أنّ "الأخطر من ذلك أنّ المنفذين هما من أبناء المدينة"، ورابطًا ما حدث بفورة الإرهاب وجنونه وبالوضع المتفجّر في المنطقة "للقول إن جبهة النصرة تأخذ بحق أهل السنّة المستضعفين".
&
وأشار وزير الصحة وائل ابو فاعور، من جهته إلى أن لبنان لا يزال في عين العاصفة وهو مستهدف ولن يتفادى المرحلة الصعبة وهذه لحظة لكي نُشعر أبناء جبل محسن أننا لن نقبل في أن يدفع أحد بهم إلى الهاوية.
&
ولفت أبو فاعور، إلى أنه المهم تفادي الشائعات وأن لا نعود إلى الصفحات السوداء في جبل محسن، وطرابلس تبقى جسمًا واحدًا.
&
مواقف شعبيّة
&
هذا سياسيًا، أما كيف ينظر المواطن اللبنانيّ إلى عودة موجة التفجيرات إلى البلد؟
&
سمير عازوري يتساءل ما الذي جرى بالخطة الأمنيّة في طرابلس ولماذا لم تنفّذ بحذافيرها حتى الآن، ويضيف عازوري هل الإنفجار في جبل محسن يُعيد موجة التفجيرات إلى لبنان وكانت قد توقفت لمدة عام تقريبًا؟
&
ويتخوّف عازوري من كل التحذيرات التي سبقت حصول التفجير في جبل محسن وخصوصًا التحذيرات التي أطلقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.&
&
لا علاقة بحادثة باريس
&
فادي خوري لا يرى أي علاقة بين ما حدث في شارلي إيبدو في باريس وبين تفجير جبل محسن، رغم ان الإرهاب هو عينه إن كان في فرنسا أو لبنان أو في أي دولة أخرى.
&
ويعود خوري بالذاكرة إلى التفجيرات التي استهدفت لبنان خصوصًا خلال العام 2013 وأبرزها تفجيريّ الجناح الذي استهدف السفارة الإيرانيّة، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، ومن ثم إنفجار ستاركو الذي أدّى إلى استشهاد الوزير السابق محمد شطح في 27 كانون الأول/ديسمبر من العام 2013، ويلفت خوري إلى ان اللبنانيّ لم ينس حتى الآن هول كل تلك الإنفجارات، وكأنه كتب على الجميع أن يعيشوا دائمًا هولها ومصائبها.
&
استهداف الحوار
&
جميل كنعان تساءل هل ثمّة صلة للهجوم في جبل محسن على الحوار الدائر بين تيار المستقبل وحزب الله؟ أو بين الحوار المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع؟ وهل الهدف القضاء على كل الحوارات الممكنة بين مختلف الفرقاء؟
&
وأشار كنعان إلى ضرورة تفعيل كل تلك الحوارات لتبقى سدًا منيعًا في وجه المحاولات لزرع الفتن المذهبيّة والطائفيّة في لبنان، خصوصًا في ظل التخوّف من موجات إرهابيّة جديدة مع الحديث عن تجنيد أكثر من مئة مقاتل وانتحاريّ سيتوجهون إلى لبنان للقيام بعمليات إنتحاريّة.