بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن إعادة هيكلة الجيش في البلاد تستغرق ثلاث سنوات، أبدى رئيس البرلمان اليوم غضبه من ضعف الدعم المخصّص للمؤسسة العسكرية في حربها ضد الإرهاب وإعدادها لطرد تنظيم "داعش" من مناطق البلاد التي يسيطر عليها.&


لندن: أعرب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الجمعة عن استغرابه الشديد لضعف الدعم والتخصيصات في المؤسسة العسكرية وإعدادها للحرب على الإرهاب، وقال خلال تفقده يرافقه السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز وعدد من القادة العسكريين لمعسكر التدريب الذي يشرف عليه ضباط أميركيون ضمن التحالف الدولي "داعش" في قضاء التاجي (85 كلم شمال بغداد) "لقد كان للملف الأمني النسبة الأكبر من تخصيصات الميزانيات السابقة وحتى الميزانية الحالية وهو ما يوجب على القائمين على هذا الملف الانتباه إلى ذلك والتفكير في انعكاساته"، حيث تم تخصيص 20 مليار دولار للأمن والدفاع في مشروع ميزانية العام الحالي 2015 الذي يناقشه مجلس النواب حاليا وسط أزمة اقتصادية صعبة نتيجة تهاوي أسعار النفط التي تعتمد عليها ميزانية البلاد بنسبة تفوق 90 بالمائة من ايراداتها.&
&
وناقش الجبوري خلال الزيارة التفقدية هذه مع قائد الفرقة 15 والقادة الميدانيين والمشرفين على التدريب طبيعة الخطط الموضوعة لتدريب وتأهيل المتطوعين حيث أكد ضرورة أن ترتقي تلك الخطط إلى حجم التحديات التي تواجهها القوات الأمنية العراقية وتبتعد عن الطابع الروتيني .. داعيا إلى إشراك أبناء العشائر وابناء المناطق الساخنة في المواجهات ضد "داعش" لما لهم من دراية بمناطقهم كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب إعلام البرلمان تسلمت "أيلاف" نسخة منه.
&
وأكد الجبوري خلال لقائه عددا من المتطوعين على الالتزام والانضباط في التدريب باعتبارهما ركيزتين اساسيتين لتحقيق النصر حاثا إياهم على الترفع عن أي انتماءات جانبية غير الانتماء للوطن وان ينعكس ذلك في مواقفهم وتصرفاتهم أثناء وبعد المعركة .. وخاطبهم قائلا "ان انظار العراقيين والعالم تتطلع اليكم لعكس صورة مشرقة لأبناء جيشنا وبطولاته وهو ما يستدعي أقصى درجات الانضباط".
ويوم الأحد الماضي قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن "إعادة هيكلة الجيش في البلاد ربما تستغرق ثلاث سنوات"، موضحا ان "أصعب شيء أن تعيد هيكلة جيش وبناءه، والبلاد في حالة حرب".
واضاف أن "الهدف هو الموزانة بين الاثنين فالحرب مستمرة وفي الوقت نفسه نسعى لإعادة هيكلة الجيش بشكل لا يؤثر على القتال".
واشار العبادي في تصريحات صحافية إلى أن القوات الحكومية ستشن عملية عسكرية لاستعادة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (160 كيلومترا شمال غرب بغداد) في فترة قد لا تتجاوز الشهر فيما كان أقل حسماً بالنسبه لمدينة الموصل. واشار إلى أنه يأمل في دمج ما يصل إلى 60 ألفا من أفراد المليشيات الشيعية والصحوات السنية الموالية للحكومة في القوات المسلحة بعد انتهاء الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن جهتهم، يقول مسؤولون عسكريون أميركيون إن الصراع قد يستمر سنوات وإن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية يعتمد على قدرة العراق على تكوين جيش أكثر كفاءة. وقد عزل العبادي ضباط جيش اتهموا بالفساد في إطار حملة يقودها لإصلاح المؤسسة العسكرية وإعادة الاستقرار للبلاد .
&
واشنطن تعلن إنتهاء تدريب أول مجموعة من العسكريين العراقيين
وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد عن انتهاء الاسبوعين الأولين من مهمة تدريب الجيش العراقي في معسكر التاجي شمال بغداد، وقالت إن التدريبات ستستمر من قبل مدربي التحالف الدولي في مواقع أخرى من العراق لتأهيل الجنود لاستخدام مجموعة كبيرة من الاسلحة التي "ستدحر أعداء العراق".
وقالت السفارة في بيان اطلعت "إيلاف" على نصه الجمعة إن "جنودًا من فرقة المشاة الأولى من الجيش الأميركي اكملوا الأسبوعين الأولين من مهمتهم التدريبية للمشورة والمساعدة والتي شملت تدريب أفراد الجيش العراقي الجدد على الأساليب والقيادة للتشكيلات الصغيرة في معسكر التاجي من دون تحديد عددهم.
وأضافت أن "هذه المهمة شملت تدريب أفراد الجيش العراقي الجدد على أساليب القتال والقيادة للتشكيلات الصغيرة".. وأوضحت أن "التدريب سيستمر من قبل مدربي دول التحالف في عدة مواقع أخرى في جميع أنحاء العراق للمساعدة في بناء القدرات التدريبية لشركائنا للعام التدريبي الجديد".
&
وأضافت السفارة ان "هذا التدريب لا يضمن امتلاك قوات الأمن العراقية المعدات العسكرية اللازمة للقتال فحسب، بل يؤهل الجنود لاستخدام مجموعة كبيرة من الأسلحة التي يحتاجونها لدحر اعداء العراق". وأكدت أن "المجندين في معسكر التاجي سيخضعون لستة أسابيع من التدريب العسكري والقيادي قبل تخرجهم والتحاقهم بإخوانهم بالسلاح في معركتهم ضد داعش".
&وكانت السفارة اعلنت مطلع الشهر الحالي عن&بدئها تدريب عدة آلاف من الجنود العراقيين تحضيرا لهجمات ضد "داعش" لطرده من المناطق التي يسيطر عليها ووقف تمدده إلى مناطق اخرى .وقالت ان "الولايات المتحدة وبلدان التحالف التي يفوق عددها 60 بلداً تقوم بدعم الحكومة العراقية وشعبها يومياً من خلال تنفيذ الضربات الجوية لدعم القوات العراقية لإستعادة سيطرتها على الأراضي العراقية التي كان قد إستولى عليها تنظيم داعش". وأكدت مواصلتها الوقوف مع العراق حكومةً وشعباً ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف وستدعم التقدم المتواصل نحو بناء عراق موحد.&
&يذكر ان تحالفا غربيا عربيا بقيادة الولايات المتحدة يشن حاليا غارات جوية على مواقع "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا بعد ان أعلن في حزيران (يونيو) الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة" .
&