تواترت معلومات من صنعاء عن احتمال إعلان حركة الحوثي المسلّحة المعارضة في غضون ساعات عن تشكيل مجلس عسكري أعلى لإدارة شؤون اليمن، وذلك بعد الإعلان عن سقوط (الدولة اليمنية) في بيان محتمل أن يلقيه عبدالملك الحوثي.

نصر المجالي: قالت تقارير إن& حركة الحوثي المسلحة المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تتشاور حول إعلان مجلس عسكري أعلى لإدارة شؤون اليمن مع اللواء أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق وقائد قوات الحرس الجمهوري.

وإن صحت مثل هذه التقارير، فإن المحاولة الانقلابية التي دار الحديث عنها يوم الإثنين تكون قد نجحت.

وتأتي هذه التقارير بينما نجا وزير الدفاع من محاولة اغتيال، قبل أن يُحكم الحوثيون، الثلاثاء، سيطرتهم على القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء، قبل أن يحاصروا منزل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.

واعترفت جماعة الحوثي رسميا باقتحام دار الرئاسة الواقع جنوب العاصمة صنعاء بحجة منع قوات الحماية الرئاسية من نهب أسلحة الدولة. وقالت الجماعة عبر صفحتها الرسمية في الفيسبوك إن عددا من جنود الحماية الرئاسية حاولوا نهب أسلحة الدولة وهي تدخلت لحمايتها.

وكانت مصادر صحافية قالت إن مسلحين حوثيين نهبوا أسلحة وآليات اللواءين الثاني والثالث& وتحدثت عن نهب 13 دبابة بخلاف الأسلحة.

ومن جانبها، قالت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف إن منزل الرئيس عبدربه منصور هادي يتعرض للهجوم منذ ساعات من قبل ميليشيا مسلحة في محاولة للإطاحة به من الحكم. ولم تذكر السقاف هوية الميليشيا لكنها تشير إلى جماعة الحوثي التي تهاجم منزل الرئيس في الستين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.

إتهام لقوات الاحتياط

وعلى هذا الصعيد، وجه مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية في تصريح لـ(بي بي سي) اتهامات لقوات الاحتياط، التي كانت تعرف في السابق باسم الحرس الجمهوري، برفض أوامر صدرت عن الرئيس هادي ووزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بإرسال تعزيزات عسكرية لحماية دار الرئاسة ومنزل الرئيس والقصر الجمهوري.

واتهم المصدر قوات الاحتياط بالتواطؤ مع الحوثيين وتلقي تعليمات من نجل الرئيس السابق قائد تلك القوات المقال خلال عام 2013. لكن مصادر في قوات الاحتياط قالت إن قائدها اللواء الجائفي أصدر تعليمات لكتائب في قوات الاحتياط بالتحرك، لكنها رفضت الانصياع لأوامره.

اجتماع خليجي

وإلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم الثلاثاء، لمناقشة الأزمة المتنامية في اليمن، بينما يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا استثنائيا، الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، من المرجح أن يناقش التدهور الأمني والسياسي في اليمن.

وذكرت مصادر في أمانة المجلس لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الاجتماع سيعقد في القاعدة الجوية في الرياض، عند الساعة الثالثة عصرا بتوقيت أبوظبي (الحادية عشرة بتوقيت غرينيتش).

اجتماع برئاسة هادي

يذكر ان الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية عقد&اليوم اجتماعا ضم هيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا. وجرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من المواضيع المتصلة بالوضع الأمني وأهمية استقراره وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والفتنة والاهتزازات.

وأعرب هادي خلال الاجتماع عن أمله في أن تعي كل القوى السياسية حجم المشكلة وأثرها على مستقبل اليمن والعملية السياسية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاقية السلم والشراكة الوطنية. وقال الرئيس اليمني: "نحن اليوم أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم قد لا يكون ممكنا يوم غد أو بعد غد".

وأضاف "إننا اليوم في اليمن لا بد من أن نكون أمام العالم قادرين على تحسين الصورة وتخطي الخلاف والارتفاع فوق المكايدات والمماحكات والوصول الى ما يغلب مصلحة الوطن العليا على ما عدا ذلك من المصالح".

إتفاق السلم والشراكة

وقالت وكالة (سبأ نت) إن هادي وجه بعقد اجتماع عاجل للموقعين على اتفاق السلم والشراكة الوطنية واللجان الأمنية والميدانية لحل كافة الخلافات المطروحة وفقا لما هو منصوص في الاتفاقات الموقعة. وأكد أن الأمور ستحل بصورة نهائية ولا بد أيضا من العمل الجاد والمخلص والصادق من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن وعلى الجميع تقع مسؤولية وطنية لا يستطيع أحد التنصل منها.

ودعا الرئيس اليمني الى تطبيع الأمور فورا في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات ومختلف مصالح الدولة في التربية والتعليم والصحة العامة وغيرها من الوزارات والمؤسسات والهيئات بصورة عاجلة.

وفي الاجتماع تحدّث مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي لأنصار الله رئيس لجنة وقف اطلاق النار& صالح الصماد مستعرضا جملة من القضايا محل البحث والمطلوب حلها وتضمنت عددًا من النقاط جرى النقاش والتداول حولها.