الأحداث متلاحقة في اليمن، بعد إحكام الحوثيين المدعومين والمسلحين من إيران سيطرتهم على القرار السياسي في الدولة اليمنية، بعدما أجبروا الرئيس اليمني على الانصياع لمطالبهم.

إيلاف - متابعة: لا يزال المسلحون الحوثيون منتشرين بشكل كثيف في& صنعاء الخميس، وذلك بعد عدة ساعات على& التوصل إلى إتفاق مع الرئيس ينص على انسحابهم من مرافق أساسية في العاصمة التي شهدت معارك دامية. وفتحت المتاجر ابوابها لكن السكان لا يزالون حذرين، والتوتر ملحوظ في العديد من الاحياء. وفي الشمال، تظاهر مئات الاشخاص امام جامعة صنعاء تحت شعار "لا للانقلابات".

وتعهد الحوثيون بموجب الاتفاق المؤلف من تسع نقاط، والذي اعلن عنه في وقت متأخر الاربعاء، بالانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه الثلاثاء في جنوب صنعاء، بالاضافة الى "كل المواقع المطلعة على المقر الرئاسية" في الغرب، بحسب وكالة سبا.

ما زال مختطفًا

كما تعهدوا بالانسحاب من قطاع مقر رئيس الوزراء خالد البحاح في وسط المدينة وخصوصًا باطلاق سراح مدير مكتب الرئيس احمد عوض بن مبارك الذي يحتجزونه منذ السبت. كذلك، أعلن مسؤول في الرئاسة لوكالة الصحافة الفرنسية أن بن مبارك "لم يطلق سراحه بعد". كما اشار مراسل للوكالة الى انتشار اكبر للحوثيين في العاصمة وحول القصر الرئاسي وحول مقر اقامة الرئيس.

ونقلت تقارير صحفية عن مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية صباح اليوم الخميس بإنتهاء اجراءات الإفراج عن مدير مكتب الرئاسة احمد بن مبارك، الذي اختطفه الحوثيون منذ السبت الماضي، وذلك تنفيذًا للاتفاق الموقع بين الرئاسة اليمنية والحوثيين لتطبيع الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء.

إلا أن وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف قالت إنه ما زال مختطفًا لدى الحوثيين، رغم الاتفاق الذي أعطاهم كل ما يريدون.

اضافت: "الكبار يتفقون والذين هم تحت ذلك يدفعون الثمن". وتساءلت الوزيرة اليمنية قائلة :"كيف يمكن أن نقوم بأعمالنا كوزراء، رجال ونساء دولة، إن لم نكن واثقين بأننا لن نختطف أو تتم الاساءة الينا؟". وقال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثية، إن الإفراج عن بن مبارك سيتم بشكل متزامن مع قيام السلطة بتنفيذ مبدأ الشراكة الوطنية، من دون ذكر زمن محدد.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أجبر على الموافقة على مطالب الحوثيين، الذين سيطروا على قصر الرئاسة في صنعاء، مؤكدًا أن المسؤولين الأميركيين يتواصلون مع الرئيس اليمني لمعرفة رأيه في تطورات الأحداث وطبيعة الاتفاق الذي أبرمه مع الحوثيين، وذلك بعدما وقع هادي اتفاقًا معهم.

واضاف كيري: "أن الرئيس اليمني وافق على مطالب الحوثيين تحت تهديد السلاح، ونحن نتواصل معه لنقف على رأيه في ما يحدث في بلاده".

في مهب الريح

وفي رد فعل على رضوخ الرئاسة اليمنية لمطالب العصابات الحوثية، التي تعيث فسادًا في الدولة اليمنية، نقلت "الرياض" السعودية عن الدكتور فايز الشهري، عضو مجلس الشورى، قوله إن الوضع في اليمن يهم الأمن السعودي والأمن الخليجي والعربي، والمملكة معنية باستقرار اليمن، وقد ساهمت مع عقلاء اليمن في ما يسمى اتفاق "السلم والشراكة"، "لكن بكل أسف يبدو أن استقرار اليمن أصبح في مهب الريح نتيجة الخروقات التي تمت لتلك الاتفاقيات وانهيار مؤسسات الدولة مثل الجيش والمؤسسات الحكومية، أضف إلى ذلك سقوط العاصمة صنعاء جعل من الحوثيين أصحاب الكلمة مستفيدين مما يشاع من خيانات لدى مسؤولين كبار، سلموا مقدرات الدولة لهذه المجموعة جراء حسابات شخصية ومذهبية ضيقة، ستؤدي باليمن إلى المزيد من التشرذم".

سبيلان للمواجهة

أضاف الشهري: "هناك واقع سياسي على أرض اليمن يتطلب نوعين من المواجهة، الأول القبول وهذا ما لا يريده أكثر من ثمانين بالمائة من الشعب اليمني بمجمله، وبطبيعة الحال هو ليس محل رضا خليجي لأنه لن يؤدي إلى استقرار اليمن، الثاني إعادة بناء الصف السياسي اليمني لاستعادة الأمور إلى وضعها الذي يسعى إليه اليمنيون، وهذا النوع من التعاطي ربما يتطلب موقفًا خليجيًا موحدًا مدعومًا سياسيًا من منظومة الجامعة العربية، بحيث يتمكن أبناء اليمن من استعادة إرادتهم السياسية وفق التوافقات التي توصلوا إليها في اتفاق السلم والشراكة".

وتابع: "لم يعد سرًا أن الطموح الإيراني كان وراء بعض الأحداث في اليمن، وبكل أسف فإن الأصابع الإيرانية إذا دخلت بلدًا رفعت الراية الطائفية وعبثت في مكونات الانسجام بين الشعب الواحد، وهذا ما يحصل في لبنان والعراق، وما حاولت أن تفعله في البحرين، ومشاهد اليمن اليوم هي جزء من هذه الصورة الطائفية التي ترسم في طهران، وفي هذه المرحلة فإن السياسة الإيرانية تجد نفسها وقد فتحت عدة جبهات، ومن يوقد نار الفتنة فلا بد أن يصطلي بجمرها".