حفلت زيارة رئيس ساحل العاج إلى المغرب بتوقيع 24 إتفاقية، وبمباحثات تناولت مقاربات جديدة لمكافحة الإرهاب، إلى جانب تميزها بأول مشاركة لزوجة الأمير مولاي رشيد في نشاط ملكي رسمي.

خاص بايلاف من مراكش: شدد الملك المغربي محمد السادس ورئيس ساحل العاج الحسن درامان وتارا في مراكش على ضرورة صياغة استراتيجيات شاملة ومندمجة لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال زيارة وتارا للمملكة المغربية التي شهدت توقيع 24 اتفاقية تعاون ثنائي.

أول ظهور

وكان حضور للا أم كلثوم، زوجة الأمير مولاي رشيد، طاغيًا في مأدبة العشاء الرسمية، التي اقامها الملك محمد السادس مساء الأربعاء على شرف ضيفه، إذ كان هذا أول نشاط رسمي لللا أم كلثوم منذ زفافهما في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

للا أم كلثوم، التي ظهرت لأول مرة بعد زفافها في الرحلة الخاصة لأفراد الأسرة الملكية لتركيا، اختارت بهذه المناسبة إطلالة شتوية "سبور" وأنيقة.

وحضر مأدبة العشاء ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأميرة للا سلمى، والأميرة للا مريم، وللا أم كلثوم، وذلك في القصر الملكي في مراكش، إلى جانب رئيس الحكومة المغربية، ورئيسي غرفتي البرلمان، ومستشاري الملك المغربي، وأعضاء الحكومة، ورؤساء الهيئات الدستورية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس وتارا، وشخصيات مدنية وعسكرية.

بيان مشترك

وفي بيان مشترك، شدد الزعيمان الأفريقيان على أن مكافحة الإرهاب تستلزم استراتيجيات شاملة ومندمجة، "تشمل جوانب الأمن ومكافحة الإيديولوجيات المتطرفة والتنمية المستدامة".

وأدانا في البيان بشدة الأعمال الإرهابية بكل أشكالها، واعتبرا أن التهديدات الأمنية التي تشكلها الجماعات المتطرفة تمثل "تحديات كبرى بالنسبة لاستقرار الدول، وعائقًا أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الإفريقية".

وجدد البيان التزام المغرب وساحل العاج بـ"تضافر جهودهما للنهوض بالسلم والاستقرار وتحقيق التنمية البشرية المستدامة في أفريقيا، وأنه من أجل ذلك اتفق القائدان على تقوية مشاوراتهما السياسية بشأن القضايا الإقليمية والدولية وتنسيق عملهما ومواقفهما داخل المنظمات والمحافل الدولية".

وجاء في البيان المشترك أن وتارا جدد التأكيد على دعم ساحل العاج الراسخ للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب.

عزم على تعزيز العلاقات

وترأس الملك محمد السادس، ومعه الأمير مولاي رشيد، والرئيس وتارا، الأربعاء حفل اختتام المنتدى الاقتصادي المغربي- الإيفواري، التظاهرة التي تعكس عزم ملك المغرب على إضفاء دينامية جديدة على علاقات التعاون الاقتصادي القائمة بين البلدين الشقيقين.

وألقى وتارا كلمة في ختام المؤتمر، قال فيها إن ساحل العاج والمغرب عازمان على تعزيز علاقات الصداقة والأخوة والثقة التي تجمع بينهما.

وأوضح أن دخول أسواق بلدان جنوب الصحراء يمر عبر بلاده، داعيًا المقاولات المغربية، كشركاء ذوي مصداقية، جادين ونموذجيين، من خلال ما تتحلى به من أخلاقيات، إلى الاستقرار في ساحل العاج، "البلد الذي تتوفر فيه جميع ظروف الاستثمار، من الأمن، وإطار قانوني محفز، وبنيات تحتية، ومناخ سياسي مستقر. كما دعا مقاولي ساحل العاج إلى تطوير شراكات رابح- رابح مع نظرائهم المغاربة.

وشكل هذا المنتدى الاقتصادي، الذي نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بشراكة مع الكونفدرالية العامة لمقاولات الكوت ديفوار ومركز إنعاش الاستثمارات في الكوت ديفوار، مناسبة لتفعيل النقاشات التي انطلقت خلال المنتدى الأول المغربي- الإيفواري، المنعقد بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لساحل العاج في شباط (فبراير) 2014، التي عرفت مشاركة فاعلين اقتصاديين ومسؤولين حكوميين من كلا البلدين.

اتفاقيات تعاون

وترأس الزعيمان في مراكش حفل التوقيع على 24 اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبين القطاعين الخاصين في البلدين.

ويبلغ عدد اتفاقيات الشراكة بين القطاعين العام و الخاص 17 اتفاقية وهي: مذكرة تفاهم من أجل تقوية الشراكة الاقتصادية وتشجيع بروز فاعلين اقتصاديين إقليميين، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج ، وبين مجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب، بشأن تمويل أشغال إعادة تهيئة مقر الوكالة الوطنية للخدمة العامة للاتصالات، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج ومجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب، بشأن تمويل امتياز وإنجاز وتهيئة واستغلال البنيات التحتية الخاصة بالنقل النهري (سيترانس)، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج ومجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب، بشأن التمويل الجزئي لبرنامج الاستثمار في الكتلة النفطية (س إي -27)، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج، ومجموعة "التجاري وفا بنك" ومجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب، بشأن صندوق تنمية البنيات التحتية الصناعية، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج ومجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب ومجموعة (دجى بروموسيون) التابعة لمجموعة "الضحى"، تتعلق بإنجاز مساكن اجتماعية، ومذكرة تفاهم بين حكومة ساحل العاج ومجموعة "الضحى"، و "التجاري وفا بنك" تتعلق بتمويل ولوج موظفي الدولة في ساحل العاج إلى امتلاك سكن، واتفاقية شراكة بين حكومة ساحل العاج ومجموعة "التجاري وفا بنك"، تهم الولوج إلى سوق التمويلات الإسلامية، واتفاقية لتمويل مشروع لبناء 3000 حجرة مدرسية، واتفاقية لإصدار قرض مقابل سندات بقيمة 50 مليار فرنك إفريقي، واتفاقية مساهمة في تمويل ميزانية الدولة في ساحل العاج، وعقد تنمية وبناء ثلاث مركبات هيدروكهربائية بإجمالي استثمارات تقدر ب 7 مليارات درهم، ومذكرة تفاهم بين شركة تدبير المخزون النفطي في ساحل العاج ومجموعة التجاري وفا بنك، وبروتوكول اتفاق بين مجموعة " اليانس كوت ديفوار" والشركة الايفوارية للبناء والتدبير العقاري، اتفاق تعاون بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب وغرفة التجارة والصناعة المغربية بساحل العاج، وبروتوكول التزام بين مركز تشجيع الاستثمارات بساحل العاج وشركة "اسمنت افريقيا"، واتفاقية من أجل بناء وحدة لإنتاج الاسمنت بسعة 500 ألف طن في السنة.

بين القطاعين الخاصين

أما اتفاقيات الشراكة بين القطاعين الخاصين في البلدين فسبعة، وهي مذكرة تفاهم بين شركة " فيني بروسيت كوت ديفوار" ومجموعة "التجاري وفا بنك"، تتعلق بتوسيع أنشطة مجموعة "فيني بروسيت" لتشمل باقي بلدان فضاء الاتحاد النقدي والاقتصادي لبلدان غرب إفريقيا، واتفاقية تمويل استثمار من أجل المساهمة في رأس مال شركة التوزيع في ساحل العاج لإحداث أسواق تجارية كبرى في منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا، واتفاقية تمويل إنجاز 6 آلاف وحدة من السكن الاجتماعي، ومذكرة تفاهم من أجل تطوير شركة فرعية للتغذية الحيوانية، واتفاقية لتمويل مشاريع "هولماركوم" بساحل العاج، واتفاقية لتمويل مشاريع مجموعة "لابيل في" في ساحل العاج، واتفاقية إطار للتعاون بين المجموعة المالية "بيست فينونسيير" وشركة التوزيع في ساحل العاج، وبنك أوف أفريقيا في ساحل العاج.

حديقة ماجوريل

وفي إطار هذه الزيارة، رافقت الأميرة للا سلمى السيدة دومينيك وتارا، حرم رئيس ساحل العاج الأربعاء في زيارة لحديقة ماجوريل التاريخية في مراكش، حيث وجدتا في استقبالهما صوريا عبيد، المديرة التنفيذية لمؤسسة حديقة ماجوريل، وروبير مارك فييرو، الكاتب العام للمؤسسة، ونادية شينبو، المديرة المساعدة للتواصل.

إثر ذلك، قامت الأميرة للا سلمى وحرم رئيس ساحل العاج بجولة عبر فضاءات هذه المعلمة التاريخية، التي يعود تاريخ إحداثها إلى عشرينات القرن الماضي. ومن بين هذه الفضاءات المتحف الأمازيغي الذي يعد فضاء للإبداع ويجسد مختلف مظاهر الإبداع الأمازيغي، ويضم أكثر من 600 قطعة أثرية تعكس غنى وتنوع ثقافة حية ومتطورة.

كما زارت الأميرة للا سلمى والسيدة دومينيك وتارا متجر حديقة ماجوريل ورواقًا يضم لوحات فنية تشكيلية، والفيلا التي كان يقطن بها مصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران، ثم وقعت السيدة وتارا الدفتر الذهبي للحديقة، معربة عن إعجابها بحديقة ماجوريل.