&قدم الرئيس اليمني اليوم استقالته من منصبه في خطوة مفاجئة بعدما أعلنت الحكومة استقالتها قبل ذلك بوقت قليل، فيما رفض البرلمان استقالة عبدربه منصور هادي، داعيا إلى جلسة طارئة صباح الجمعة.

صنعاء:&قدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم استقالته من منصب رئاسة الجمهورية وذلك بعد وقت قليل من إعلان رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح تقديم استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية احتجاجا على ممارسات الحوثيين التي باتت تقوض كل السلطات وتهدد أمن واستقرار البلد بشكل كامل .
&
وقال هادي في خطاب الاستقالة الذي وجهه إلى البرلمان إن الأمور وصلت إلى طريق مسدود في البلاد، مقدما اعتذاره للشعب.&
وأكد أنه "لم يعد قادرا على تحقيق الاهداف التي تحمل المسؤولية من أجلها".
وأضاف "عانينا من الخذلان من فرقاء العمل السياسي للخروج بالبلاد إلى بر الأمان"
&
وأكد أن أحداث 21 أيلول/ سبتمبر أثرت في العملية الانتقالية في اليمن.
&
فيما قال بحاح في نص استقالته إن حكومته لم تعد قادرة على العمل في ظل الظروف الراهنة، وأكد "أن الأمور تسير في طريق آخر، لذا فإننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أو نظام".
وأضاف خالد بحاح أن حكومة الكفاءات التي ترأسها قبلت تحمل مسؤولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً، وعملت من أجل خدمة اليمن والمساهمة في إحلال الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
&
وتابع بحاح في بيانه "قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفي ما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب".
وجاءت استقالة الرئيس والحكومة في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، &وبعد يوم واحد من توقيع اتفاق مع جماعة انصار الله الحوثيين لإنهاء الأزمة في اليمن، وذلك بعد اقتحام الجماعة لدار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي ذاته.
ومن المتوقع ان تخلق الاستقالة للرئيس وحكومته وضع فراغ في اليمن، ربما يحرج الحوثيين.
&
البرلمان يرفض الاستقالة
ورفض البرلمان اليمني مساء الخميس استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعا الى جلسة طارئة صباح الجمعة لبحث الازمة السياسية، بحسب ما افاد مسؤول يمني رفيع.
&
وقال هذا المسؤول لفرانس برس رافضا كشف هويته ان "مجلس النواب، ممثلا برئيسه يحيى الراعي، رفض استقالة الرئيس وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة".
&
اربع محافظات ترفض تلقي اي امر عسكري من صنعاء
&
قررت اربع محافظات في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة، بينها عدن، رفض تلقي اوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الامن، بحسب بيان للجنة الامنية في هذه المحافظات مساء الخميس.
واكدت اللجنة المكلفة الشؤون الامنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وابين الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي انها اتخذت هذا القرار اثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.
واكد البيان ان اللجنة الأمنية في إقليم عدن عقدت اجتماعا استثنائيا& حول "الأحداث المأسوية المتسارعة في صنعاء وبروز اشتراطات جديدة للحوثيين".
ودعت اللجنة الى "الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، وبقاء الوحدات الامنية والعسكرية في حالة يقظة تامة كما تبقى في حالة تأهب قصوى بانتظار استلام أي توجيهات من قيادة إقليم عدن".
واكدت "التزام كل الوحدات العسكرية والأمنية بعدم استلام أي توجيهات إلا من محافظ عدن والمحافظين في الاقليم، على ان يتم استلام الاوامر العسكرية من قائد المنطقة العسكرية الرابعة".
كما طالبت "المواطنين والقوى السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني في الاقليم بأن تساهم في الحفاظ على الأمن العام والسلامة العامة".
يذكر ان اليمن الجنوبي كان دولة مستقلة حتى العام 1990.
&
واشنطن تؤيد انتقالا سلميا
&
اعلنت الولايات المتحدة الخميس انها تراقب التطورات في اليمن وآخرها استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، موضحة انها تؤيد انتقالا سياسيا سلميا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي للصحافيين "تحاول فرقنا التأكد من كل المعلومات" الواردة من اليمن، لافتة الى ان اي خطوة لم تتخذ حتى الان لإغلاق السفارة الاميركية في صنعاء.
واضافت المتحدثة "لا نزال نؤيد انتقالا سلميا. لقد دعونا جميع الاطراف ولا نزال ندعو جميع الاطراف الى احترام (...) السلام واتفاق الشراكة الوطنية".
واكدت بساكي ان اي تعديل لم يطرأ لجهة الوجود الاميركي في اليمن وان السفارة الاميركية تبقى مفتوحة مع طاقم محدود.
وقالت "نحن مستعدون لتعديل وجودنا عند الضرورة ولكن لم يحصل اي تغيير في موقفنا على الصعيد الامني".
وتنتشر بارجتان اميركيتان مع عناصر من مشاة البحرية على متنهما قبالة السواحل اليمنية تحسبا لاي عملية اجلاء.
واعربت بساكي عن امل الولايات المتحدة باستمرار الحوار بين مختلف الاطراف اليمنيين لانه "السبيل الوحيد في راينا لنزع فتيل التوتر على الارض".
&
انتشار المسلحين
وما زال المسلحون الشيعة منتشرين في كل انحاء صنعاء الخميس رغم التزامهم بالانسحاب من القطاعات الرئيسة في مقابل تنازلات سياسية من جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ووصل مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر الخميس الى صنعاء حيث بدا مساء محادثات مع ممثلي الاحزاب السياسية اليمنية، وضمنهم الحوثيون، كما افاد مكتبه في صنعاء.
&
ويحاول بن عمر وهو من المغرب تهدئة التوتر الذي ادى الثلاثاء الى سيطرة الحوثيين على مجمع القصر الرئاسي اثر معارك اوقعت 35 قتيلا و94 جريحا.
وما زال التوتر واضحا في عدد كبير من الاحياء، لكن المتاجر فتحت ابوابها بعد معارك بداية الاسبوع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
&
وينص اتفاق النقاط التسع الذي اعلن مساء الاربعاء، على تعهد عناصر الميليشيات الانسحاب من القصر الرئاسي، وكذلك من "كل المواقع التي تشرف على مقر اقامة الرئيس".
ووعد الحوثيون ايضا بالانسحاب من منطقة سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في وسط المدينة، وبالافراج عن مدير مكتب الرئيس احمد عوض بن مبارك الذي خطف السبت.
&
لكن الحوثيين لم يغادروا اماكن انتشارهم.
لكن مسؤولا في الرئاسة قال لوكالة فرانس برس ان بن مبارك "لم يفرج عنه بعد".
&
وفي شمال المدينة، تظاهر مئات الاشخاص امام جامعة صنعاء، رافعين شعار "لا للانقلابات". واحتشد آخرون بالقرب من مقر اقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي للتعبر عن تضامنهم معه.
وقد استولت الميليشيا الشيعية التي دخلت صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر، على القطاعات الاساسية في العاصمة هذا الاسبوع، واحكم عناصرها الطوق حول الرئيس بعد المعارك مع قوات حكومية.
&
وفي مقابل هذه الالتزامات، قدم الرئيس اليمني تنازلات مهمة، وقال بعض الخبراء ان الرئيس قدم تنازلات "تحت التهديد".
وسيكون ممكنا "ادخال تعديلات" على مشروع الدستور الذي كان ينص حتى الان على صيغة فدرالية تتضمن ستة أقاليم يرفضها الحوثيون.
&
كذلك بات يحق للحوثيين والحراك الجنوبي والفصائل السياسية الاخرى "المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة تعيينهم في هذه المؤسسات".
واعتبرت الولايات المتحدة، حليفة صنعاء مساء الاربعاء ان الرئيس اليمني ارغم على الموافقة على "معظم مطالب" الحوثيين.
&
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان عناصر الميليشيات يعتبرون هادي رئيسا لليمن.
وتعتبر واشنطن حكومة صنعاء حليفا استراتيجيا في التصدي لتنظيم القاعدة. وتقدم لها الولايات المتحدة مساعدة عسكرية وتستخدم طائرات من دون طيار لتوجيه ضربات الى مسؤولي القاعدة.
&
وقد قدم الرئيس اليمني تنازلات فيما كانت البلدان العربية الخليجية الستة المجاورة التي اجتمعت الاربعاء في الرياض، تعلن عن دعمه الاكيد وتنتقد "انقلاب" الحوثيين.
وكانت هذه البلدان تولت مع الامم المتحدة وبلدان غربية، رعاية الاتفاق السياسي الذي اتاح في 2012 تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتسلم عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم، والذي ينص على انتقال سياسي في اليمن.
&
وفي مناخ الازمة الشاملة، يمكن ان تؤدي بؤرة توتر اخرى الى موجة جديدة من اعمال العنف.
فقد قتل الخميس مسلحان ينتميان الى القبائل السنية في محافظة مأرب شرق صنعاء، في كمين نصبه عناصر ميليشيات شيعية، كما اكد مصدر قبلي، مشيرا الى سقوط عدد غير محدد من القتلى بين الحوثيين.
&
وكان زعيم الميليشيا الشيعية عبد الملك الحوثي، هدد في الرابع من كانون الثاني/يناير بالاستيلاء على هذه المحافظة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يطمع بها انصاره منذ سيطرتهم على العاصمة في ايلول/سبتمبر.
لكن القبائل السنية في هذه المنطقة التي ينتشر فيها تنظيم القاعدة ايضا، تؤكد باستمرار انها ستتصدى لهم بالقوة.
&
وارسلت قبائل سنية اخرى في مناطق اخرى من اليمن تعزيزات الى مأرب التي طرح وضعها الامني في الاتفاق المعقود مساء الاربعاء والذي ينص على تدابير امنية لخفض حدة التوتر فيها.
&
&