سارت تظاهرات احتجاجية غاضبة احتجاجًا على حركة الحوثي وحليفه علي عبدالله صالح، بينما أعلن اقليم سبأ اليمني انفصاله عن الدولة المركزية، وانضمامه إلى إقليمي عدن وحضرموت، وتفيد الأنباء بتوجّه إقليم الجند إلى اتخاذ موقف مشابه.


نصر المجالي: تأتي هذه التظاهرات بعد يومين من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الجديدة، التي لم يمض على تشكيلها سوى ثلاثة أشهر، وقبل يوم واحد من جلسة طارئة سيعقدها مجلس النواب اليمني لاتخاذ قرار بشأن استقالة الرئيس هادي.

ورددت الحشود هتافات مثل "عاش الشعب اليمني عاش، لا حوثي ولا عفاش"، في إشارة إلى اسم يطلق على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي ترك السلطة بعد انتفاضة عام 2011، و(عفاش) هو الجد الذي ينتمي إليه صالح، ويخفيه من هويته، وكان اسمه "عفاش الدِّم"، وهو ما يستخدمه اليمنيون خلال حديثهم عن الرئيس السابق.

وقال شهود إن ما يصل إلى عشرة آلاف شخص بدأوا مسيرة من جامعة صنعاء باتجاه منزل هادي على بعد نحو ثلاثة كيلومترات، ورددوا هتافات تندد بجماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة.

ووفقًا لأعضاء في المجلس، فمن المرجح رفض استقالة الرئيس، على أن توضع خريطة طريق مجدولة للمرحلة المقبلة، بعد الحصول على ضمانات من الحوثيين بعدم التدخل في أعمال الرئاسة والحكومة والانسحاب من العاصمة صنعاء، والتخلي عن نهج فرض المطالب بقوة السلاح، بحسب أعضاء قي مجلس النواب.

ومن الخيارات المطروحة قبول المجلس استقالة الرئيس، والبدء بمشاورات لتشكيل مجلس رئاسي، يمثل أبرز القوى السياسية لإدارة البلاد. ورددت الحشود هتافات مثل "عاش الشعب اليمني عاش، لا حوثي ولا عفاش"، في إشارة إلى اسم يطلق على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي ترك السلطة بعد انتفاضة عام 2011.

زخم الثورة الشعبية
وردد المتظاهرون هتافات تتعهد باستعادة "زخم الثورة الشعبية"، التي أطاحت الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والتصدي لما وصفها المتظاهرون بـ"الثورة المضادة" التي يقودها التحالف القائم بين الحوثيين وعلي صالح، بحسب منظمي التظاهرات، الذين طالبوا أيضًا بتشكيل "مجلس رئاسي ثوري" لإدارة البلاد.

وفي مدينة إب وسط اليمن، خرج عشرات الآلاف في تظاهرات ترفض ممارسات الحركة الحوثية المسلحة، وتتعهد بمواصلة مسار الثورة الشعبية، والتصدي لما وصفوها بالتحالفات الهادفة إلى إفشال ثورة 11 فبراير الشعبية. كما خرج عشرات الآلاف في مدينة تعز للأهداف نفسها، وأحرقوا صور زعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي.

وفي محافظة ذمار في جنوب العاصمة صنعاء، تظاهر المئات استجابة لدعوة ائتلافات الثورة وحركة رفض، مكوّنين سلسلة بشرية في الشارع الرئيس في المدينة. كما يستعد ناشطو الحراك التهامي في مدينة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون، لتنظيم تظاهرات كبيرة ترفض نشر المسلحين الحوثيين، وتندد بمهاجمة دار الرئاسة ومحاصرة وزراء الحكومة في منازلهم بحسب قيادات في الحراك التهامي.

انفصال اليمن الجنوبي
إلى ذلك، فإن إعلان إقليم سبأ اليمني انفصاله عن الدولة المركزية يتزامن مع إعلان قادة في الحراك الجنوبي انفصال اليمن الجنوبي، ونشر قوات من اللجان الشعبية على الحدود السابقة بين شطري البلاد، احتجاجًا على ممارسات الحركة الحوثية وسيطرتها على العاصمة صنعاء، الأمر الذي أدى إلى استقالة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي.

وكان القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبه قد أعلن يوم أمس الجمعة انفصال جنوب اليمن عن الدولة المركزية اليمنية في صنعاء، ليشكلا إقليمين، هما إقليم عدن وإقليم حضرموت. وجاءت هذه الخطوة، حسب تقرير لـ(بي بي سي) احتجاجًا على ما وصفته قيادات في الحراك الجنوبي بانقلاب الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح على الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومحاصرة الحوثيين الوزراء ومسؤولي الدولة في صنعاء ووضعهم قيد الإقامة الجبرية.

وكان وزير الداخلية اليمني السابق اللواء عبده حسين الترب قد دعا محافظي محافظات إقليمي الجنَد وسبأ إلى إعلان الانضمام الى إقليمي المحافظات الجنوبية. وإعتبر اللواء الترب أن إقليم آزال، الذي يضم محافظات صعده وعمران وصنعاء وذمار، يخضع حاليًا لما وصفه "احتلالًابقوة السلاح"، كما دعا اللواء الترب إلى تشكيل مجلس عسكري خاص بأقاليم الجنوب وسبأ والجند برئاسة وزير الدفاع الحالي اللواء محمود الصبيحي. واعتبر وزير الداخلية اليمنية السابق دعوته هذه بأنها إجراء يتناسب مع التطورات الحالية التي يمر بها اليمن.

دعوة بان كي مون
من جانب آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف اليمنية إلى المحافظة على السلم والاستقرار في البلاد. وكان بان قد عبّر في تصريح صحافي أصدره مساء الخميس عن قلقه البالغ من التطورات الأخيرة في اليمن عقب استقالة الرئيس هادي ورئيس الوزراء.

وحضّ الأمين العام للمنظمة الدولية كل الأطراف على التعاون مع مبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر الموجود حاليًا في صنعاء، الذي يجري اتصالات مع الأطراف "من أجل التوصل إلى حل للأزمة الراهنة". وكان مجلس الأمن الدولي عبر في وقت سابق من الأسبوع عن قلقه هو الآخر من التطورات في اليمن، ودعا أيضًا الأطراف إلى التعاون مع المبعوث الدولي بن عمر.

&