هاجم رمزي الرميح، المستشار القانوني السابق للجيش الليبي، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، متهماً إياها بـ"التلكؤ والتقاعس" في تعيين اللواء خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي، مشيراً إلى أن هذا الأمر يساهم في زيادة احتقان الشعب الليبي، مهدداً بـ"خطة بديلة لا تحمد عقباها" إذا لم يتم إنصاف حفتر والقوات المسلحة.

&
قال رمزي الرميح، وهو من الشخصيات المقربة من اللواء خليفة حفتر، في الحلقة الثانية من مقابلة مع "إيلاف" إنه إذا كان البعض يتهم معمر القذافي بإهدار 200 مليار دولار خلال أربعين عاماً، فإن جماعة الإخوان وأنصارها أهدروا 400 مليار خلال ثلاث سنوات.
ووصف الرميح محاكمات سيف الإسلام نجل القذافي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، ورموز النظام السابق بأنها "محاكمات باطلة"، مشيراً إلى أن هؤلاء في أيدي "الإرهابيين". وقال إن حركة الكرامة سوف تحاسب رموز ثورة فبراير قبل محاسبة رموز ثورة سبتمبر.
&
* يثير إيواء مصر لرموز النظام الليبي السابق، حساسية بين الحكومتين المصرية والليبية في بعض المناقشات، لاسيما في ما يخص أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي، ما تعليقكم؟
&
المسؤولون في ليبيا الذين يتحدثون بهذه الصيغة يجب عليهم أن يحترموا أنفسهم، فإذا كانوا يدعون أن القذافي أهدر أو سرق مائتي مليار&دولار في غضون أربعين سنة حكم فيها، فإن الميليشيات المسلحة من الاخوان وأنصارهم أهدروا أكثر من أربعمائة مليار دولار من الخزانة الليبية في ثلاث سنوات فقط، إنهم أضاعوا ثروة ليبيا واشتروا المرتزقة. فمن الغباء الآن التحدث عن سرقة القذافي لأموال ليبيا. وإذا كان أحمد قذاف الدم أو غيره عليه أي تهمة، فليقدم للقضاء الليبي،عندما يكون هناك قضاء عادل. أما الآن فلا يوجد قضاء بليبيا، فالميليشيات المسلحة تهدد المحكمة العليا وتهدد القضاء الليبي كله. أما عن ايواء مصر لرموز النظام السابق، فإنه من المعروف أن كل من يأتي مصر لاجئاً، وكل من يأتيها ضيفاً، وليست هناك أدلة على ادانته، فإنه يعيش على أرضها معززاً مكرماً.

* اذن، كيف ترى ما حدث في عهد الرئيس السابق محمد مرسي من محاولة تسليم أحمد قذاف الدم إلى ليبيا؟
إنها محاولة خسيسة، وتم دفع 60 مليار جنيه مصري، وهي أكبر صفقة في التاريخ لتسليم شخص، فقد كانوا يريدون ضرب عصفورين بحجر، يريدون دعم الإخوان المسلمين في مصر، واعطاء زخم لهم في ليبيا، وبالتالي قاوم أحمد قذاف، الجماعات التي هجمت عليه، للدفاع عن نفسه، وتم احتجازه أكثر من تسعة أشهر، ولكن القضاء المصري برّأه مما هو منسوب إليه، وهو موجود الآن في أرض الكنانة، بعد حماية الله في حماية الحكومة المصرية. فاذا كان عليه أي تهمة،&ليتم اللجوء&إلى القضاء المصري النزيه، أو إلى القضاء الليبي وسيحاسبه بعد استقرار ليبيا، أما الآن فلا يوجد قضاء.

محاكمات باطلة
* قلت إنه لا يوجد قضاء الآن بليبيا بالشكل المتعارف عليه، فكيف تجري محاكمة رموز نظام القذافي ومنهم :ابنه سيف الاسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي؟
أرى أنها محاكمات كلها باطلة، ورموز نظام القذافي في أيدي الارهابيين الغاشمين، وجماعات الإرهاب مثل: فجر ليبيا، والشروق، وجماعة انصار الشريعة، وأنصار الشر والشيطان، هم في أيدي خالد الشريف، &وعبد الروؤف كارة. هذه المحاكمات باطلة، وعندما تقوم الدولة، سوف يعاد محاكمة هؤلاء، وأول من سيحاسبون هم رموز ثورة فبراير قبل رموز سبتمبر.
&
* هل يُفهم من حديثك أنك تعتبر ثورة 17 فبراير التي &أطاحت بنظام حكم القذافي مؤامرة؟
قلنا فيما قبل إنها مؤامرة، والرئيس الوحيد الذي نوه بهذا الأمر، هو المشير الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما اجتمع بالإعلاميين والصحافيين يوم 25 أغسطس/ آب 2014، &حيث قال إن مصر تعرضت لمؤامرة، أسماها مؤامرة شيطانية، هي حروب الجيل الرابع. &وهذه الحروب تستهدف افشال وافقار وانهاك وزعزعة استقرار الدولة، وبالتالي اسقاطها. وبالتالي فإن ثورة فبراير هي مؤامرة من مؤامرات الماسونية العالمية التي تريد زعزعة الاستقرار في شمال أفريقيا والدول العربية.&
&
أيدٍ خفيّة دخلت الثورة
* لكن في السابع عشر من فبراير خرج الشعب الليبي في ثورة ضد القذافي ورد&بقصفهم بالطائرات، فكيف تراها مؤامرة؟
أرى أن الأمر يحتاج إلى تحقيق عادل ونزيه. نعم الأمة الليبية خرجت ضد الظلم، واستلهمت الفكرة من مصر وتونس، لكنّ هناك أيدي خفية دعمت تلك المؤامرة واخترقت صفوف الثورة الليبية. ولكن العبرة بالخواتيم. فقط إسأل أي مواطن ليبي أو مصري أو حتى اجنبي في كل العالم عن نهاية تلك الثورة، سيقول لك إن ليبيا الآن مصنفة كدولة راعية للارهاب، أين حقوق الانسان؟ أين الشورى؟ أين الحريات؟ كل هذا تم انتهاكه، بسبب فبراير. فاذا أردنا حقًا بناء ليبيا يجب تجاوز فبراير بمآسيها وسبتمبر بمآسيها أيضاً، كي نبني معاً دولة الكرامة. مع الحق في محاسبة كل من تسبب في الفوضى والعنف وأجرم في حق الدولة.
&
الماسونية العالمية
*أيهما أكثر نفوذاً على الميليشيات بليبيا، جماعة الاخوان المسلمين أم جماعة داعش المنبثقة عن القاعدة؟
كلهم تآمروا على ليبيا، وجمعتهم المصالح، لكن جماعة الإخوان كعادتهم يمسكون دائمًا بمقاليد الأمور السياسية، إلا أن الميليشيات على الأرض الآن، هم من المرتزقة من داعش وأنصار الشريعة، وكل لاعقي المال من أنصار الشر والشيطان، الذين &يتبعون الماسونية العالمية.
&
* في اعتقادك، هل قوات خليفة حفتر، وقوات الجيش الليبي قادرة على دحر هذه الميليشيات في بنغازي، ومناطق ما يعرف بالهلال النفطي؟
المندوب الليبي ابراهيم الدباشي في الأمم المتحدة، قال بالحرف الواحد ان ما قام به الجيش الوطني الليبي في بنغازي يجب أن تتعلم منه جيوش العالم في كيفية محاربة الارهاب. فلم يساعدهم أحد في حين أن هناك أربعين دولة تحاول دحر داعش في العراق. الليبيون قاموا بما عجزت عنه جيوش العالم، وهذا ما دعا نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى القول:"إننا قررنا تسليح الجيش الليبي".
&
* لماذا تتغاضى الأمم المتحدة عن الأوضاع في ليبيا، ولم تتحرك إلا بعد نحو أربع سنوات لعقد جلسات حوار بين المتناحرين؟
التحرك الآن، جاء بعد أن تعرضت أوروبا للهجمات الإرهابية. وصل الدواعش إلى أوروبا عن طريق ليبيا. هم لم يتحركوا إلا بعد أن أصابهم نفس الداء. والشعوب الغربية تضغط على حكامها، لمواجهة الإرهاب، وتسعى إلى اسقاطهم إذا لم يواجهوا الإرهاب. أوروبا لم تتحرك حباً في ليبيا، ولكن من أجل الحفاظ على أمنهم.&
&
لا غموض لدى حفتر
* بصفتك مقرباً من اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، كيف يرى هو الأوضاع الآن، ولماذا يكتنفه الغموض؟
أنا تشرفت بالعمل تحت قيادة اللواء حفتر، منذ تسعة أشهر. عملت مستشارًا قانونيًا في قيادة القوات البرية، وعلاقتنا بفضل الله متميزة جداً، وقمت بزيارته منذ شهر، واجتمعت به أكثر من ثلاث ساعات، وهو ليس غامضاً على الاطلاق، فهو رجل واضح وضوح الشمس. وهو يحمل قضية ويعرف كل ما عانى منه الليبيون في عهد القذافي، ويسعى إلى إعادة الهيبة والمكانة للقوات المسلحة الليبية. &تأثر الرجل نفسيًا عندما تم تدمير الجيش الليبي في حرب تشاد، وساهم الرجل في حرب 1973. وكان بطلاً. &فهو رجل عسكري حتى النخاع، ويدرك أن عليه مسؤولية تجاه ليبيا والليبيين. وهم من طلبوا منه المساعدة وذهبوا لبيته لانقاذ ليبيا، وهو لا يسعى إلى سلطة، إنه يريد فقط انقاذ ليبيا من الارهاب وقلبه على العروبة والاسلام.
&
* وكيف يقرأ اللواء حفتر الأوضاع؟ وكيف تبدو حالته البدنية والنفسية والصحية؟
اللواء حفتر بلغ من العمر 72 عامًا، لكنه مازال يتسم بصحة عالية جدًا ومعنوياته مرتفعة جدًا، ولم تزده محاولة الاغتيال الخسيسة التي تعرض لها، إلا قوة وصلابة. ولن يخيب آمال الامة الليبية في دحر الارهاب. الرجل يتحرك بثقة وايمان مدعوم بفضل الله، ومدعوم من دول الجوار الواثقة في قدرته العسكرية وهو يحمل هم الأمة الليبية. وكانت الامم المتحدة تتجاهله، ولكن بفضل شجاعته ووفائه وصدقه قبلت الأمم المتحدة أن تتحاور معه مؤخراً.
&
* تثار أنباء من حين لآخر حول تقديم السعودية والامارات ودول الخليج دعماً غير محدود للواء حفتر، ما دقة تلك الأنباء؟
الدعم السياسي اللامحدود المقدم من دول الجوار ودول الخليج، هو الاعتراف بمجلس النواب، والاعتراف بالجيش الوطني الليبي، وهذا دعم مهم جداً، بالإضافة إلى دعم للأمور اللوجستية التي يحتاجها الجيش الوطني الليبي، ولكن لا وجود لأي جنرال سعودي أو اماراتي على الأرض في ليبيا.
&
* وهل يقود اللواء خليفة حفتر الجيش الليبي أم أنه يقود مليشيا خاصة به؟&
هو قائد القوات المسلحة الليبية فعلياً. هذا الرجل حمل روحه على كفه، يوم 14 فبراير/ شباط 2014، وأعلن في بيان له نقله قناة العربية، تجميد عمل المؤتمر الوطني، ولكن للأسف خذله أهل المنطقة الغربية. ثم تبنته منطقة برقة، وخرج يوم 16 مايو/ آيار 2014، وأعلن عن عملية الكرامة، وإلتفت حوله أهالي برقة بالكامل، إضافة إلى العديد من الجنود والضباط. وبدأ حراك الكرامة في شهر أكتوبر/ تشرين الاول، وحصل على تفويض من الشعب أربع مرات، قبل انتخاب مجلس النواب. وهو الذي يقود الجيش الليبي فعلياً في الحرب على الإرهاب.
السؤال الآن: ماذا تنتظر الحكومة؟ ماذا ينتظر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لكي يصدر قراراً بتعيين الفريق أول خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي؟ إليس من الأولى تعيينه في هذا المنصب، من أجل إخراس كل الألسنة التي تتهمه بقيادة إنقلاب عسكري. الغريب أن اللواء عبد الرزاق الناظوري، وهو أحد أبناء عملية الكرامة، تم تعيينه رئيساً للأركان، والعميد صقر الجروشي قائد القوات الجوية، تمت ترقيته إلى رتبة اللواء، وكلف بمهام رئاسة الأركان الجوية. &أقول للأعضاء مجلس النواب الليبي: لماذا تصرون على التعامل مع الفرع وتتركون الأصل؟ لماذا تصرون على تعميق الأزمة الليبية، لاسيما أن هناك من يعتبر أن حفتر غير شرعي. &إن التأخير في إصدار هذا القرار يثير العديد من علامات الإستفهام. إن أهل ليبيا يهددون الآن، إذا لم يتم تعيين اللواء خليفة حفتر قائداً للجيش، وإذا لم يتم إنصاف القوات المسلحة الليبية، ربما تكون هناك خطة بديلة لا تحمد عواقبها. إن الشارع يحتقن بسبب هذا الوضع، وليس "30 يونيو" ببعيد علينا، نحن الليبيين.

الحل بيد مجلس النواب
في إعتقادك، ما الأسباب التي تدفع إلى عدم تعيين حفتر قائداً للجيش؟
تقول الحكومة إنها جهة تنفيذية، وكنت في مجلس النواب وفي مكتب خليفة حفتر، وتأكدت بصفتي رجلاً قانونياً من أن ترقية حفتر &في أيدي عقيلة صالح فقط. وأنا أتساءل: لماذا يتلكأ ويتقاعس عقلية صالح عن تكليف حفتر قائداً عاماً للجيش الوطني، وترقيته إلى رتبة فريق أو فريق أول، لكي يمنع الأصوات التي تقول إن الرجل غير شرعي؟! لماذا لا يعطي الرجل حقه. هذا التأخير يثير الريبة والشكوك.
&
* كم من الوقت تتوقع أن يستغرق الجيش الليبي لدحر تلك الميليشيات وإعادة بعض الهدوء لليبيا؟
يحدث ذلك إذا توافر دعم الأمة الليبية لجيشها الوطني، بالإضافة إلى دعم مجلس النواب، والحكومة، ودعم الاطراف الدولية والاقليمية أيضاً. في تلك الاحوال يستطيع رجال وصقور ليبيا أن ينجزوا على الأرض تلك المهمة في غضون شهر أو شهرين فقط، اذا توافرت تلك العوامل مجتمعة. وفي هذا الصدد أريد توجيه رسالة إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وأقول فيها: يجب أن يعلم هؤلاء أن ليبيا في طريقها للسقوط، وأنها تضيع من بين أيديهم. ونحن لم نعد نثق في الإتحاد الأوروبي ومجلس الأمن. فليبيا دولة عربية افريقية اسلامية، ويقع على هذه الجهات مسؤولية شرعية وقانونية ودولية وتاريخية لإنقاذها. فهم يستطيعون الضغط على الدول العالمية لإيقاف المهزلة التي تحدث في ليبيا الآن، من دعم غير محدود للجماعات الإرهابية.

&