بهية مارديني:&تحدث معارضون سوريون لـ"إيلاف" عن أسباب فشل اجتماع القاهرة التشاوري الذي اختتم أعماله أمس واعتبروا أن أحد أسباب الفشل هو سوء التحضير إضافة إلى اقصاء الدعوات لمعارضين بارزين واعتذار معارضين آخرين عن الحضور .
الدكتور محمد حسام حافظ الدبلوماسي المنشق ورئيس دائرة الشؤون الخارجية في المعارضة السورية اعتبر "أن مؤتمر القاهرة فشل لأنه لم يؤسس بشكل جيد". وقال "استضعفونا كمعارضة واعتقدوا اننا كلنا مرتزقة ونتحرك عبر الأوامر." لافتا إلى أن الفشل كان أيضا بسبب" &استبعاد المعارضين الأساسيين وجور بعض الدول عن طريق تقويم انتماءات بعض المعارضين، وشعور الجميع بأن المطلوب جسم أو وفد آخر يذهب لموسكو &بسقف منخفض".
من جانبها قالت نورا الأمير، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، ونائب رئيس الائتلاف السابق" إن مؤتمر القاهرة فشل بسبب عدم التحضير الجيد، وتجاوز المؤسسات والجهات الثورية مما أنبأ بنتائج مخيبة للآمال ليست على مستوى المرحلة الحرجة من تاريخ الثورة وسوريا".
&ولكنها أشارت إلى أنه "من العبث ان يتجاهل المجتمع الدولي المسبب الأساسي، وهو النظام و يعلق كل عجزه على المعارضة"&
وأضافت "أثمن كل المساعي لكن المرحلة تتطلب أعلى مستوى من الجدية و تتطلب التوجه الحقيقي للأطراف الثورية، وان تكون هي الحاضرة بعيدًا عن الإدعاءات والشعارات، العمل الجدي لأجل سوريا يجب البحث فيه عن الشركاء الاستراتيجيين و ليس العمل باعتباطية كما حصل للقاء القاهرة للأسف".
&ورأت "أن الوضع لا يحتاج مؤتمرات بل ورشات عمل حقيقية وجدية لتحضر كل ما يلزم في معركة الثورة السياسية ضد النظام".
وعلل المحامي محمود مرعي القيادي في هيئة العمل الوطني فشل القاهرة "بالاعتماد على طرف من المعارضة واقصاء الآخرين، اضافة إلى عدم وجود حضور يمثل كافة اطراف المعارضة او لجنة تحضيرية تمثل ذلك" .
واعتبر وهو في طريقه من دمشق إلى منتدى موسكو أن "الخارجية المصرية منعت اعضاء من المعارضة السورية من دخول مصر وتدخل جهات اقليمية بالتحضير والتمويل مما ادى إلى اعتذارات وانسحابات كل ذلك أدى لفشل لقاء القاهرة ".
&
المعارض السوري المستقل الدكتور كمال اللبواني رأى " أن الدعوة تمت بمزاج اثنين هما أحمد الجربا رئيس الائتلاف الأسبق، وحسن عبد العظيم منسق هيئة التنسيق الوطنية، والهدف هو سرقة قرار الثورة وبيعه في سوق التنازلات العالمي الذي وكل روسيا باللعب في الوقت الضائع ، بينما ينتهي &التفاوض مع ايران"، ورأى أن سبب الفشل ايضا "أن مصر غير مهتمة بالملف السوري أصلا، وقد اتفقت مع العراق على تسوية لصالح النظام، فكل من يرفض فكرة الحوار مع النظام مستبعد سلفا، ولأن الشعب السوري قد تعرض لما لا يمكن نسيانه من هذا النظام، فالطبيعي أن غالبية بل كل المعارضين هم خارج هذا المسار". وقال "كل سياسي يحترم نفسه وقرار شعبه لا يوافق. وبالتالي الفرز كان واضحا، هيئة التنسيق تنوي فرض ورقتها المضادة للثورة ، والجربا يريد نزع الشرعية عن الائتلاف وتشكيل مجموعة جديدة، وهكذا كان الفشل حتميا، ناهيك عن النزعات الفردية والأنانيات التي يتصف بها بعض الحضور الذين هم من نوعية انتهازية باحثة عن منصب وسياحة ولا علاقة لها بالشأن العام ولا قاعدة اجتماعية فوضتها وتحاسبها ".
فيما اعتبر الدكتور الدكتور عمار قربي الامين العام لتيار التغيير الوطني " ان مؤتمر المعارضة الاول في انطاليا، والذي اشتق تيارنا اسمه منه الافضل والانجح، في ما بعد شاركنا بالتعاون مع الجامعة العربية بتنظيم مؤتمر القاهرة في صيف 2012 والذي نجح في اعداد الاوراق التي تعتبر الوثائق الوحيدة للمعارضة السورية ".
وقال " لايمكن توحيد المعارضة لان الاصل هو الاختلاف"، ورأى " ان الاتفاق يجب ان يكون على توحيد الرؤيا او الاتفاق على المشتركات بدلا من بيع الشعب السوري الأوهام والامال عن توحيد المعارضة "
وأضاف "ان كنا نتحدث في مؤتمراتنا عن توحيد او البحث عن مشتركات، فلماذا يدعى للمؤتمر تسعة اعضاء من هيئة التنسيق وهو ربما اعضاء الهيئة كلها مع عدد مقارب من الائتلاف المعارض ناهيك عن اربعة اعضاء من حزب البي يه دي الكردي ... الا يمثل كل عضو وجهة نظر حزبه او الجهة التي ارسلته"؟ لافتا إلى مشكلة تجمع "من هم محسوبين على النظام ودول معينة بطرق شتى وبوجوه مختلفة في المؤتمرات ".
وأكد على ضرورة الاعتراف "انه لاتوجد حتى الآن تنظيمات سياسية في سوريا ولا توجد احزاب بل شخصيات نفخها الاعلام وروجت لها الصحف، وهي كلها مجتمعة لا تملك السيطرة على الارض".
وعبّر عن أسفه "لانه وبعد اربعة سنوات من الصراع في سوريا، فاللاعبون الوحيدون هم الأسد وداعش والنصرة، اما الباقي فهم كومبارس، ولذلك لن تستقيم الامور بالمؤتمرات ولا بالبيانات بل باستعادة الشعب السوري لثورته واستعادة الشعب السوري لقراره الوطني".
وقال "الثورة تحتاج إلى تجديد وقيادات تفرزها الحارات والشوارع والمعاناة ومخيمات اللاجئين، والا سيكون مصير الثورة كمصير ليبيا واليمن ان ربح "الثوار"، او سيكون مصيرنا كمصر وتونس ان انتصر محور ايران موسكو".
هذا وأعلن تيار بناء الدولة انسحابه من مؤتمر المعارضة في القاهرة، لأن مبادرته وضعت ضمن اصطفافات إقليمية وتزيد من انقسام المعارضة.
وقال التيار في بيان له "المأمول أن يتم العمل على توحيد جهود المعارضة لبناء إطار عام للعملية السياسية والتوافق على أسس للتفاوض وظروفه وشكله، إلا أن مسار النقاش وتوجه بعض الحاضرين قد ذهب باتجاه وضع المبادرة ضمن إطار اصطفافات إقليمية، نرى أنها لا تساهم في حل الأزمة السورية وتعمل بالإضافة إلى ذلك على شرخ المعارضة وزيادة انقسامها، مما جعلنا نتأسف عن المتابعة والانسحاب من المؤتمر".
وأضاف البيان "نأمل من الحكومة المصرية أن لا يثنيها هذا عن مواصلة العمل لحل الأزمة السورية". وقال أنه "سيستمر بعمله مع كافة القوى السياسية السورية المعارضة وحتى الموالية لتوحيد جهودها على أسس تفاوضية مشتركة، ودعم مساعي الحكومة المصرية الساعية للمساعدة الجادة في توفير سبل ومقومات صناعة حل سياسي سوري – سوري يساعد السوريين على بدء عملية الانتقال السياسي".
&