بهية مارديني: بدأ اليوم الاثنين في موسكو منتدى بين شخصيات مدعوة من معارضتي الداخل والخارج السوري، إضافة إلى شخصيات طرحت على أنها ممثلة للمجتمع المدني، لينضم وفد النظام السوري، الأربعاء القادم، إلى اللقاء وسط تشكيك في جدول عمل المنتدى وما سينتج عنه.

حوارات مكررة

وقال المحلل السياسي السوري جوني عبو لـ"ايلاف" إنه من الواضح من برنامج اللقاءات المعلن انها "ستكون غالبا مجرد محاولات عصف فكري اكثر منها محادثات او حوارات ذات نتائج، لكن المشاركين يرون فيها تكرارا لإسماع الروس صدى الكلام الذي سيدور في قاعات موسكو الحليفة السياسية والعسكرية الأبرز دوليا لنظام الأسد".

ورأى أن "المسألة السورية باتت محاصصة دولية خاصة بعد الشروع في تموضعات سياسية جديدة إقليما ودوليا".

وأضاف" لا اعتقد أنه يرتجى كثيرا من لقاءات موسكو لكن يمكن القول ان نظام الاسد لا يمكنه تجاهل موقف روسيا او ضغوطها اذا ارادت موسكو ذلك والنظام يلعب مستفيدا من الخلافات غير المعلنة بين طهران وموسكو حول الملف السوري".

تأهيل بشار من جديد

اعتبر محمد صبرا رئيس حزب الجمهورية في تصريح لـ"ايلاف" أن مايحدث في موسكو هو "شيء مخجل الهدف منه توفير المبرر الأخلاقي لبعض الدول الفاعلة عربيا وعالميا لاعادة تأهيل نظام بشار".

وقال "جوهر ما يحدث في سوريا هو ثورة شعبية تهدف لبناء الدولة الوطنية وإعادة إنتاج الذات السورية على أسس المواطنة الحقة وليس خلافا بين معارضة ونظام حكم على توزيع مقاعد الوزارة، إن الذاهبين إلى موسكو وضعوا أنفسهم اليوم في خط المواجهة مع أحلام الشعب السوري بالحرية والكرامة وأصبحوا في نفس الخندق الذي يقف به النظام الذي قتل وشرد وارتكب جرائم حرب فظيعة بحق الشعب السوري".

يمثلون أنفسهم

وشدد على أن المشاركين "لايمثلون سوى أنفسهم وقوى الثورة والشعب السوري غير معني بحفلات الشاي التي ستقيمها الخارجية الروسية لهؤلاء المجتمعين ،لأن طعم الدم الذي ما زال يشربه السوريون يوميا بسبب جرائم هذا النظام أقوى من طعم الشاي في موسكو".

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف& والمكلف بمتابعة اللقاء التمهيدي الجاري في موسكو أعلن "وصول ثلاثين شخصية سورية لبدء اللقاءات المرتقبة".

ومن بين الغائبين، ممن وجهت لهم دعوة للحضور: عبد الباسط سيدا، عبد الأحد اصطيفو، بدر جاموس ،هادي البحرة. صلاح الدين درويش، معاذ الخطيب، وليد البني ، حسن عبد العظيم ،هيثم مناع، عارف دليلة ، منى غانم ،أيمن أصفري ،عبد المجيد منجونة.

أما أسماء بعض الحاضرين، بحسب الصحافي أحمد كامل، فمن بينهم نائب رئيس الوزراء السوري الاسبق قدري جميل في وفد المعارضة وأبجر مللول، أمينة أوسة، محمود مرعي، ميس كريدي، صالح مسلم، سمير العيطة. مجد نيازي. سهير سرميني، مازن مغربية، فاتح جاموس، حميدة العلي، رنده قسيس ،عبد المجيد حمو، جمال سليمان.

ويشكك البعض بمدى فاعلية وجدوى اللقاء المرتقب للمعارضة السورية والنظام في موسكو رغم توسيع الدعوات، لاسيما مع أنباء عن تخفيض مستوى تمثيل النظام من وزير الخارجية إلى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ترافقه شخصيات من النظام.

ووفقا لمعلومات متطابقة فان "الوفد الرسمي السوري غادر ليل امس من مطار دمشق الدولي ووصل في ساعة متأخرة" وقالت مجد نيازي على صفحتها في فايسبوك ان وفد "معارضة الداخل" وووفد النظام كانا على نفس الطائرة الا ان وفد النظام كان على الدرجة الاولى.

وشهد اليوم بدء مشاورات الشخصيات المعارضة فيما بينها وبمتابعة روسية وسيتم يوم غد لقاء بين الجانب الروسي والوفد الرسمي السوري على ان يلتقي الطرفان يوم الاربعاء، ووفقا لمجريات اللقاء سيتم الاتفاق على بيان مشترك يعلنه الجانب الروسي لتحديد موعد الحوار على تفاصيله.

الائتلاف الوطني السوري أعلن صراحة رفضه المشاركة أو إرسال ممثلين عنه لأن المنتدى ليس تحت رعاية الامم المتحدة، ولأن روسيا جزء من الصراع وليست دولة محايدة، كما رفضت أيضاً شخصيات معارضة أخرى الحضور، فيما قبلت شخصيات من معارضة الداخل والخارج والمجتمع المدني المشارك.

فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن مشاورات موسكو بشأن الأزمة السورية تهدف لتوفير ساحة للنقاش بين الأطراف المتنازعة.

وأضاف، بحسب روسيا اليوم ، أن جميع الأطراف المشاركة متفقة على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا.

وأوضح لافروف أن لا مفاوضات في موسكو، وإنما مشاورات بدون أي جدول أعمال، مشيرا إلى أنه لا توجد أية شروط مسبقة من قبل المشاركين.

وشدد لافروف على أن المشاورات ينبغي أن تفضي إلى مفاوضات مستقبلية تحت رعاية أممية.

وكان لافتا أمس اعلان وزارة الخارجية الروسية أن لافروف بحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري الوضع حول سوريا وسبل الخروج من الأزمة فيها في ضوء اللقاء التشاوري السوري السوري في موسكو.

كما بحث لافروف خلال اتصال هاتفي الأحد مع نظيره المصري سامح شكري سبل التوصل إلى حل للازمة السورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه “تم خلال الاتصال الذي جرى بمبادرة من وزير الخارجية المصرية مناقشة قضايا تعزيز التوصل إلى تسوية سياسية عاجلة في سورية من خلال الحوار على أساس بيان جنيف في الثلاثين من حزيران عام 2012 “إضافة إلى تعزيز& العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر في المجالات كافة.