في نهاية حوارات أجراها في بغداد وكربلاء وأربيل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، فقد أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ميلادينوف، اليوم أن المنظمة الدولية بصدد الإعلان عن عقد مؤتمر دولي للمصالحة الوطنية في العراق .. فيما أكدت بغداد لواشنطن أنها ليست بحاجة إلى مقاتلين، وإنما إلى أسلحة ومعلومات استخبارية لمواجهة الإرهاب.

لندن: بحث الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، في بغداد مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف ووفد بعثة الأمم المتحدة المرافق له دور المنظمة الدولية في مساعدة العراق لاسيما في ظل الظروف الحالية التي يواجه فيها الإرهاب ووجود أعداد كبيرة من النازحين والمهجرين، فضلاً عن حاجة العراق لدعم ومشورة الأمم المتحدة لانجاح مشروع المصالحة الوطنية.&
&
وأكد الرئيس معصوم على أن العراق يتطلع إلى دور البعثة الدولية &من أجل انجاح هذا المشروع الوطني المهم، معبراً عن تقديره لدور البعثة في هذا المضمار، مشدداً على أن يتم انجاز المصالحة على أسس موضوعية ومثمرة.
&
من جانبه، أوضح ميلادينوف أنه تبادل مع معصوم الآراء في مشروع المصالحة الوطنية والسبل العملية لانجاحه، مؤكدًا على أهمية دور الرئيس في جمع الصف وتقريب وجهات النظر لتدعيم الوحدة الوطنية. كما أشار إلى أن الأمم المتحدة&بصدد الاعلان عن عقد مؤتمر دولي حول المصالحة الوطنية وأهميتها لجميع أطياف الشعب العراقي.
&
واكد المبعوث الاممي تمسك الأمم المتحدة في سعيها الدؤوب لتقديم جميع اشكال المساعدة في سبيل ترسيخ المصالحة والوحدة الوطنية في العراق، بالاضافة إلى تخفيف معاناة النازحين والمهجرين في جميع المناطق. كما عبر عن الارتياح لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان وتصميم الطرفين على تثبيت التفاهم القاضي بإنهاء المشاكل العالقة.
&
وكان ميلادينوف قال الأحد الماضي في مؤتمر صحافي بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) انه بحث في لقاء مشترك مع محافظين من وسط وجنوب العراق ومسؤولين آخرين تفعيل جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد .&
&
وأوضح أن "الأمم المتحدة اختارت محافظة كربلاء لتكون منطلقًا لعملية وحدة وطنية شاملة ستنفذها بجهود دولية من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد، وهذه الجهود تأتي بالتزامن مع جهود دعم العراق اقتصاديًا". كما حضر الاسبوع الماضي مؤتمرًا في اربيل للحوار والمصالحة.
&
وكان نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي كشف أواخر العام الماضي عن تقديمه الى الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة مشروعًا للمصالحة الوطنية قال انه الخيار الاخير لانقاذ العراق.&
&
وقال علاوي في تصريح صحافي مكتوب تسلمته "إيلاف" إن انزلاق العراق الى الاحتراب وتراجع مفهوم المواطنة وغياب الوحدة المجتمعية والسلم الاهلي، يضاف الى ذلك ما آلت اليه المنطقة من صراعات اقليمية، وخراب ودمار وانقسام وفقر وخوف، فضلاُ عن المتغيرات في المشهد العالمي من توترات وصراعات دولية جديدة وطغيان ظاهرة الارهاب الخطيرة في العالم وكساد السوق العالمي، كل ذلك له انعكاساته على العراق، مما يجعل من المصالحة الوطنية الخيار الاخير لانقاذ العراق، ولملمة الجروح وبناء البلاد وتحقيق الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي وانهاء حالة القهر النفسي وترسيخ المواطنة وحقوقها التي نصت عليها الشرائع والقوانين. &
& &
بغداد لواشنطن: لا نحتاج مقاتلين ولكن أسلحة ومعلومات استخبارية
&
وأكدت الحكومة العراقية لنظيرتها الاميركية انها ليست بحاجة الى مقاتلين وانما الى أسلحة ومعلومات استخبارية لمواجهة الارهاب.
&&
وأبلغ وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز خلال اجتماعهما الليلة الماضية أن العراق لا يعاني من أزمة مقاتلين وانما يحتاج الى اسلحة ودعم لوجستي ومعلومات استخبارية. وأضاف أن "العراق لا يعاني من أزمة مقاتلين" .. وقال إن القوات الأمنية والحشد الشعبي أثبتوا أن العراق ليس بحاجة للقوات البرية وذلك من خلال الانتصارات التي يحققونها على الأرض.
&
وأضاف أن "العراق بحاجة للمزيد من الدعم الأمني والعسكري المتمثل بالغطاء الجوي والدعم اللوجستي والمعلومات الاستخبارية والمساعدات الإنسانية". وطالب جميع الدول التي وصفها بالصديقة للعراق "بتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين الذين تجاوز عددهم المليونين يعيشون ظروفاً معيشية صعبة ومعاناة كبيرة مع شدة البرد وهطول الأمطار"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمته "إيلاف".
&
ومن جانبه، أكد السفير الأميركي أن بلاده "مستمرة في تقديم الدعم والإسناد والمساعدة للعراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية".. مشيراً إلى أن "الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي ساهمت في إضعاف تنظيم داعش وكبدته الكثير من الخسائر". وقال إن بلاده ستبذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية للعوائل العراقية النازحة.
&
وكان الجعفري قال لدى عودته الى بغداد السبت الماضي عقب مرافقته لرئيس الوزراء حيدر العبادي الى مؤتمري لندن للتحالف الدولي ضد "داعش" والمنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، إن الوفد العراقي " اوضح للمشاركين في المؤتمرين أن العراق في حرب ضد داعش والجبهات اليوم ربما تتوسع غداً أو بعد غد لتكون جبهات أخرى، لذا يجب أن يتعاملوا بمنطق الاستباق والمناعة الأمنيّة قبل أن يفتك بهم داعش ويُصيبهم في عُقر دارهم".
&
ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً إذ تتواصل العمليات العسكرية لطرد تنظيم "داعش" من المناطق التي ينتشر فيها بمحافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، بينما تستمر العمليات في الأنبار لمواجهة التنظيم، &كما ينفذ التحالف الدولي ضربات جوية تستهدف مواقع التنظيم في مناطق متفرقة من تلك المحافظات توقع قتلى وجرحى بصفوفه.