لليوم الثالث على التوالي، واجه الحوثيون المتظاهرين المناوئين لهم في العاصمة اليمنية، وخصوصًا في محيط جامعة صنعاء، بالعنف والقمع، مما أدى إلى وقوع إصابات.


صنعاء:&&خرج يمنيون إلى شوارع العاصمة صنعاء أمس وسط قلق متنام من تواجد الحوثيين في المدينة والاضطرابات السياسية التي أعقبته. وبسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر (أيلول).
&
وتنتمي جماعة الحوثي للأقلية الشيعية التي حكمت اليمن في مملكة استمرت ألف عام حتى 1962. وانقلب الحوثيون على الرئيس عبد ربه منصور هادي في الأسبوع الماضي متهمين إياه بعدم تنفيذ اتفاق بتقاسم السلطة وهم يحاصرون مقر إقامته حاليا. وأدى تقدم الحوثيين إلى إثارة أكبر احتجاجات ضد الحركة منذ سبتمبر.
&
وردد المشاركون في احتجاج بصنعاء أمس هتافات منها: «عَلي الصوت.. عَلي الصوت.. واللي بيهتف مش هيموت» و«يا شباب الحرية.. أنتم رمز الحرية» و«ثوار أحرار.. حنكمل المشوار» وغيرها. وقال محتج يدعى سلام الشيباني خرجت عشان أدافع عن اليمن. عن حقه في الوجود. تمام. عن شرعية هذا. عن حق الدولة. دولة مواطنة حقيقية لجميع أبناء اليمن من دون أي تمييز.
&
وشكا كثير من سكان صنعاء من نقاط التفتيش التي أقامها مقاتلو الحوثيين في شوارع مدينتهم واستيلائهم على مقار الوزارات وكتابة
&
الشعار المقتبس من إيران باللونين الأخضر والأحمر الموت لأميركا والموت لإسرائيل على جدران المساجد والحوائط في صنعاء القديمة. وفي إشارة على اقتراب نفاد صبر الحوثيين قال شهود عيان بأنهم اقتحموا احتجاجا صغيرا أمام جامعة صنعاء أمس وأطلقوا الرصاص في الهواء وألقوا القبض على ثمانية أشخاص. وقالت محافظات في مختلف أنحاء اليمن الذي تربط أجزاءه شبكة معقدة من التحالفات القبلية والدينية بأنها لن تقبل أي أوامر عسكرية من صنعاء بعد أن حاصرت جماعة الحوثي الشيعية المتحالفة مع إيران بيت الرئيس هادي وقصره الأسبوع الماضي.
&
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة مساء أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمناقشة تطورات الأوضاع الأخيرة في اليمن والتحديات التي تواجه سير العملية السياسية السلمية المستندة الى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الامن ذات الصلة .
&
واستمع أعضاء مجلس الأمن الــ١٥ ، خلال الجلسة التي رأسها المندوب الدائم لجمهورية تشيلي لدى الأمم المتحدة ـ الرئيس الدوري للمجلس لشهر يناير الجاري السفير كريستيان باروس ميليت- إلى إحاطة قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر، من مقر اقامته في صنعاء عبر اتصالات تقنية الفيديو المرئي.
&
وأطلع بنعمر أعضاء المجلس في إحاطته على المستجدات الأخيرة في اليمن على الصعيد السياسي والأمني وحقوق الإنسان، إضافة إلى الجهود المستمرة من أجل تجاوز الانسداد في الأفق السياسي.
&
وأكد المبعوث الأممي في احاطته التي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ملخصًا لها أنه على اتصال وثيق ومستمر مع كل الأطراف السياسية، من خلال تنظيم اجتماعات يومية للأطراف الموقعة على وثيقة السلم والشراكة.
&
وشدد أن الإمكانية&لا تزال قائمة، من خلال المشاورات الحثيثة مع كل الأطراف السياسية، لإبرام اتفاق يتيح المضي قدمًا في العملية السياسية وفقًا للمرجعية التي أسست لها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، وما تبقى من مهام آلية تنفيذ المبادرة الخليجية .
&
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر إن اجتماعات الأطراف السياسية اليمنية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية تواصلت الاثنين في صنعاء برعايته.&
&
وأشاد المبعوث الأممي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بروح المسؤولية التي سادت اجتماع الاثنين، مطالبًا جميع القوى السياسية بالحفاظ على هذه الروح، و تسريع الحوار بغية انهاء الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حاليًا.&
&
وكشف أن ممثلي القوى السياسية جددوا خلال الاجتماعات التزامهم باستمرار لقاءاتهم المكثفة للتوصل الى حل ينهي الأزمة السياسية في البلاد.
&
وفي رده&على سؤال أحد النواب اليوم حول استقالة هادي، رجح بنعمر أن الاحتمالات تؤكد عدول الرئيس هادي عن الاستقاله، في حال توصلت الاطراف إلى حل مرضيّ للجميع.
&
هذا وكانت بعض الاحزاب اليمنية انسحبت من الحوار مع الحوثيين، وقال محمد مسعد الرداعي، الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري، إن الحوار أو اللقاء الذي تم مع الحوثيين كان بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، ويؤكد أنهم طرحوا أنه «لا يمكن أن يكون هناك لقاء أو حوار أو تفاهم في ظل غياب التهيئة لهذا الأمر، من جانب، ومن جانب آخر، هناك اعتقالات وهناك مسؤولون تحت الإقامة الجبرية، وهذا لا يسمح بوجود حوار أو الجلوس على طاولة واحدة».
&
ويقول الرداعي لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن «الوطن في الوقت الراهن مسؤولية الجميع وليس (أحزاب اللقاء المشترك) أو (أنصار الله) فقط، ولنا اتصالات مع كل الأطراف في الساحة اليمنية من أجل وضع حلول للأزمة الراهنة».
&
ويؤكد الرداعي وجود رؤيتين، وأن هناك خلافًا حولهما، وأن كل طرف عاد إلى هيئته العليا للنقاش بشأنهما، ويكشف لـ«الشرق الأوسط» أن الرؤيتين هما: «مسألة بقاء عبد ربه منصور هادي رئيسًا وتراجعه عن استقالته، مقابل ضوابط وضمانات مطروحة عليه وعلى الآخرين (أنصار الله) وغيرهم....".
&
أما بالنسبة للنقطة أو الرؤية الثانية المطروحة، حاليًا، من قبل كثير من الأطراف اليمنية، فيقول الرداعي لـ«الشرق الأوسط»، إنها تتمثل في أن «يشكل مجلس رئاسة لإدارة البلاد، والمجلس الرئاسي في هذه الحال يتطلب إعلاناً دستوريًا..".