بعد ساعات من تعرض طائرة اماراتية لإطلاق نار في مطار بغداد الدولي وإغلاقه وتوقف الحركة فيه وجه العراق اليوم نداء إلى دول العالم بضرورة استئناف الرحلات الجوية إلى عاصمته مؤكدًا أن مطار العاصمة آمن وأن 40 طائرة عراقية وإيرانية هبطت فيه اليوم.

لندن: دعا وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء تابعته "إيلاف" جميع الدول وشركات الطيران إلى استئناف رحلاتها إلى بغداد. موضحا ان عدد الطائرات التي اقلعت وهبطت اليوم في مطار بغداد الدولي بلغ 40 طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية والخطوط الجوية الإيرانية.

وقال إن هناك عدداً من الخطوط الجوية علقت رحلاتها إلى مطار بغداد مؤقتا ودعا وزراء النقل في الدول العربية والإسلامية والعالم إلى استئناف الطيران إلى المطار.

وأشار إلى أنّ ان القوات الامنية ستعالج الموقع الذي تم اطلاق النار منه مبينا انه نفسه الذي انطلق منه عام 2006 خرق امني وتمت معالجته حينها مشددا على ان القوات الامنية ستتخذ اجراءات امنية كافية تؤمن عدم تكرار حادث اطلاق النار على طائرة "فلاي دبي" الاماراتية الليلة الماضية.

روايتان

وعن تفاصيل الحادث أوضح الوزير العراقي ان هناك روايتين لاطلاق النار الذي أصاب الطائرة إحداها يشير إلى إمكانية أن يكون إطلاق النار ناجم عن فعالية اجتماعية والثانية أنه حادث إرهابي. وقال إن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 600 متر ورجح أن السلاح الذي اطلق منه النار هو رشاش نوع "بي كي سي" باعتباره ضمن مدى وصول الاطلاقة إلى 600 متر.

وأضاف وزير النقل العراقي ان سلطة الطيران المدني أبلغت جميع الخطوط الجوية الدولية بانها اذا تلكأت عن نقل المسافرين إلى مطار بغداد فالطائرات العراقية ستتولى المهمة.. وأكد بالقول "لقد استنفرنا جميع الطائرات وفي حال عدم كفايتها سنستأجر طائرات&اخرى لتنفيذ التزاماتنا. وطالب الجميع باستئناف الطيران إلى مطار بغداد الدولي.

وكانت طائرة إماراتية& تعرضت مساء أمس لإطلاق نار أسفر عن خسائر مادية طفيفة قبل هبوطها في مطار بغداد الدولي.. وقال حسين كريم مدير إعلام مطار بغداد الدولي إن "طائرة تابعة للخطوط الإماراتية تعرضت لإطلاق نار أسفر عن إصابتها بأضرار قبل أن تتمكن من الهبوط بسلام في المطار.

على صعيدٍ متصل، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني اللبناني بياناً أعلنت فيه أن شركة طيران الشرق الأوسط «MEA» ألغت رحلتها المقررة إلى بغداد، اليوم، «كتدبير وقائي ومؤقت»، بانتظار تقويم الوضع في مطار بغداد لاتخاذ القرار المناسب لاحقاً، وذلك عطفاً على خبر حادثة طائرة «فلاي دبي» في مطار بغداد، وحرصاً من الشركة على سلامة الركاب والمسافرين من بيروت إلى مطار بغداد.

&مبرّر لقطع الرحلات الجوية

ومن جهته أكد المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي أن الحكومة العراقية تتطلع لأن لا تكون حادثة الأمس مبرراً لقطع الرحلات الجوية إلى بغداد.. وشدد على&أن الأجواء العراقية مؤمّنة والحكومة&& ستقوم بكل ما من شأنه تجنب تكرار حادثة الطائرة الإماراتية.

اما لجنة الأمن والدفاع البرلمانية فقد أشارت إلى أنّ القوات الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادث وقال رئيس اللجنة حاكم الزاملي ان سلطة الطيران تجري الآن تحقيقاً بالحادث ويتوقع ظهور نتائج التحقيقات بسرعة. وحذر من ان تكرار مثل هذه الحوادث سينقل صورة سيئة للعالم. وانتقد الاجراءات الامنية في مطار بغداد الدولي وقال إنها غير جيدة.

وفي وقت سابق اليوم استدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير العراقي لديها موفق مهدي عبودي بعد يوم من تعرض الطائرة إلاماراتية إلى إطلاق نار أثناء محاولة هبوطها في مطار بغداد الدولي قادمة من دبي. وأعربت الوزارة عن قلقها الشديد بشأن تعرض إحدى طائرات شركة& "فلاي دبي" رحلة رقم "إف زد 215" إلى إطلاق نار في مطار بغداد الدولي. وقال بيان رسمي إن محمد مير عبد الله الرئيسي وكيل وزارة الخارجية الإماراتي عبر للسفير العراقي عن قلق دولة الإمارات الشديد من هذه الحادثة.

وطالبت الخارجية الاماراتية السلطات العراقية بإجراء تحقيق شامل لمعرفة جميع الملابسات المحيطة بحادثة إطلاق النار على الطائرة وكذلك ضرورة الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ الاتفاقيات الدولية في ما يتصل بسلامة الطيران المدني وتوفير الضمانات والحماية اللازمة.

وقد بدأت قوات الامن العراقية اليوم حملة أمنية واسعة في قضاء أبو غريب غرب العاصمة بغداد لتأمين محيط مطار بغداد الدولي.. وفيما لم تعلن اي جهة مسلحة مسؤوليتها عن حادثة اطلاق النار على الطائرة الا ان شكوكا تشير إلى امكانية قيام احدى المليشيات العراقية الخمس التي كانت وضعتها الامارات اواخر العام الماضي على قائمتها للارهاب هي المسؤولة عن الحادث خاصة وانها كانت وجهت تهديدات باستهداف مصالح الامارات.

وكانت الإمارات أدرجت اواخر العام الماضي 83 منظمة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بينها منظمات عراقية هي كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق ومنظمة بدر ولواء ابو الفضل العباس. لكنها قررت إتاحة فرصة الاستئناف أمام الجماعات التي أدرجتها في قائمتها للإرهاب وذلك بعدما انتقدت بعض هذه المنظمات تصنيفها ضمن القائمة.
&