هاجم حزب الله الاربعاء جنودا إسرائيليين عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية، ما أدّى الى مقتل جنديين وإصابة سبعة بجروح، فيما ردّ الجيش الاسرائيلي بقصف مناطق حدودية، وسط توتر متصاعد بين الجانبين على خلفية الغارة الاسرائيلية على الجولان قبل عشرة ايام.


بيروت:&أعلن حزب الله تبنيه لهجوم استهدف جنودا إسرائيليين الاربعاء عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية، معلنا استهداف "موكب عسكري إسرائيلي" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بحسب ما جاء في بيان له.
واوضح البيان ان مجموعة من عناصر حزب الله قاموا ظهر الاربعاء باستهداف "موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطا وجنودا صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما ادى الى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو".

وأضاف البيان أن المجموعة التي نفذت الهجوم تحمل اسم "مجموعة شهداء القنيطرة الابرار"، في اشارة الى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت في الجولان السوري قبل عشرة أيام موكبا لحزب الله وقتل فيها ستة من عناصر الحزب. وقبيل صدور البيان، أعلنت قناة "المنار" التابعة لحزب الله ان الهجوم استهدف تسع آليات إسرائيلية وقتل وأصيب فيه "عدد كبير" من الجنود الإسرائيليين.

وأكد الجيش الإسرائيلي إصابة آلية عسكرية بصاروخ مضاد للدبابات في منطقة مزارع شبعا.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة سبعة له في هذا الهجوم.
وقال البيان "في وقت سابق اليوم، ضرب صاروخ مضاد للدبابات مركبة عسكرية ما أدى الى مقتل جنديين اثنين واصابة سبعة آخرين".

ولا توجد حدود مرسومة بوضوح بين لبنان واسرائيل في المنطقة التي شهدت الهجوم. وتحتل إسرائيل منذ حرب حزيران/يونيو 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة لبلدة شبعا ويطالب لبنان باستعادتها، بينما تقول الامم المتحدة انها عائدة الى سوريا.
وفور وقوع الهجوم، بدأت إسرائيل قصف مناطق لبنانية حدودية، بينها قرى كفر شوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب حيث يوجد مواقع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، بحسب مصادر أمنية لبنانية أشارت الى سقوط نحو 50 قذيفة على هذه المناطق.

وفي الجانب الذي تحتله اسرائيل من قرية الغجر، قال& حسين (31 عاما) ان ثلاثة منازل في القرية أصيبت بقذائف خلال تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وقع في وقت لاحق ولم يؤكده حزب الله.
واوضح حسين وهو احد سكان القرية "اصيب مدنيون بإطلاق قذائف كانت على ما يبدو تستهدف المواقع الاسرائيلية في القرية".

وسقطت ايضا قذائف هاون على قاعدة عسكرية في منطقة جبل الشيخ، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أعلن أنه بدأ إجلاء المدنيين من المنطقة وقام بإغلاق الموقع العسكري.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر "قمنا بالرد على تصعيد حزب الله. يواصل الجيش الرد لحماية إسرائيل"، في حين تحلّق مقاتلات إسرائيلية فوق جنوب لبنان على علو منخفض، وفق مراسلي فرانس برس في المنطقة.

وعقد نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون ومسؤولون أمنيون آخرون اجتماعات طارئة في مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل ابيب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي خضم هجوم حزب الله والرد الاسرائيلي، قال اندريا تينينتي المتحدث باسم وحدات اليونيفيل لوكالة فرانس برس "يمكننا ان نؤكد مقتل جندي"، وأعلنت وزارة الدفاع الاسبانية في وقت لاحق أنه اسباني يدعى فرانسيسكو خافيير سوريا توليدو (36 عاما).

وتنتشر قوة الامم المتحدة الموقتة لحفظ السلام منذ العام 1978، اثر احتلال اسرائيل أجزاء واسعة من جنوب لبنان. وتوسعت مهماتها في العام 2006 اثر صدور القرار 1701 الذي وضع حدا لمواجهات استمرت 33 يوما بين حزب الله اللبناني واسرائيل.
يبلغ عديد القوة الدولية نحو 10 آلاف جندي ينتمون الى 36 دولة، بينهم نحو 600 جندي اسباني.

واكد مصدر في اليونيفيل لفرانس برس ان قيادة القوة الدولية قامت باتصالات مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي ودعتهما الى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وتصاعد التوتر منذ 18 كانون الثاني/يناير الماضي بعد الغارة الاسرائيلية على منطقة القنيطرة جنوب سوريا. وعزز الجيش الاسرائيلي بشكل كبير وجوده على الحدود منذ هذه الغارة.

ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الغارة ولم تنف لكنها كانت تتوقع ردا من حزب الله الذي اكتفى بتشييع عناصره الذين قتلوا في الغارة من دون ان يعلن عن كيفية رده عليها وتوقيت ذلك.
وخاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله حربا مدمرة في صيف 2006 أحدثت دمارا هائلا في لبنان واوقعت 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي.

&
&