تزامناً مع إحياء المصريين للذكرى الرابعة لثورة 25 كانون الثاني (يناير)2011، أفرج القضاء المصري عن علاء وجمال نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأثير الكثير من التكهنات حول تفاصيل وطريقة حياتهما خارج أسوار السجن، بعد نحو أربع سنوات خلف القضبان، وكيفية تأمينهما، هما وأسرتيهما، لاسيما أن فصائل سياسية كثيرة بالإضافة إلى قطاع عريض من المصريين، يكنون لهما الكراهية الشديدة، ويحملانهما المسؤولية المباشرة، عما آلت إليه الأوضاع في مصر من فقر وأمراض وانتشار التعذيب والإستبداد.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: خشية استفزاز المصريين الغاضبين من حصولهما ووالدهما ورموز نظامه على البراءة، في اتهامات قتل المتظاهرين والفساد، يخضع علاء وجمال نجلا الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى ما يشبه "الإقامة الجبرية" كل في منزله في القاهرة، ويحظر عليهما الإنتقال إلى أي مكان إلا بعد إبلاغ السلطات الأمنية في مصر.
وقالت مصادر أمنية لـ"إيلاف" إن علاء وجمال، تلقيا تعليمات مشددة من جهات سيادية، ووقعا على إقرارات بعدم السفر للخارج، أو اتخاذ أية إجراءات أو قرارات يمكن أن تشكل استفزازاً للمصريين وإحراجاً للنظام الحالي. ولفتت المصادر إلى أن نجلي مبارك تلقيا تعليمات أيضاً بضرورة الصمت وقمع شهوة الحديث للصحافة والإعلام، وعدم الإستجابة لأية ضغوط أو محاولات ترغيب من الصحافة المحلية أو الأجنبية.
وأشارت المصادر إلى أن وزارة الداخلية خصصت أفراد أمن رسميين لحماية نجلي مبارك وأسرتيهما، لكنها ليست حماية على درجة عالية من الكثافة، منوهة بأنهما تعاقدا مع شركة أمن وحراسة، وفرت لهما ولأسرتيهما حراسة خاصة تتكون من عدة أفراد.
&
ونبّهت إلى أنهما ممنوعان من التصرف في أموالهما طبقاً للقانون، لافتة إلى أن أموالهما الثابتة والمنقولة رهن التجميد بقرار من النائب العام المصري منذ عام 2011.&
وأفادت المصادر إلى أن هناك سوء فهم في ما يخص علاء وجمال، وأوضحت أنهما لم يحصلا على البراءة النهائية والباتة حتى الآن، في أية اتهامات، بما فيها قضايا الفساد والتربح من منصب والدهما، والخاصة بالحصول على فيلات من رجل الأعمال حسين سالم في مدينة شرم الشيخ. وقالت المصادر إن أمامهما مرحلة أخيرة في التقاضي، أمام محكمة النقض.
ونبهت إلى أنهما لم يحصلا على البراءة في قضية القصور الرئاسية، بل إخلاء سبيل على ذمة القضية، بعد انتهاء مدة الحبس الإحتياطي لهما، مشيرة إلى أن هذه القضية ما زالت منظورة أمام القضاء.
وتداولت أنباء تفيد بأن علاء وجمال زارا قبر نجل الأول، محمد، الذي توفي في شهر (مايو) آيار 2009، كما زار والدهما في مستشفى المعادي العسكري في القاهرة.
&
التزام بالتعليمات
ووفقاً للعميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، فإن علاء وجمال ليسا موقوفين على ذمة أية قضايا، ومن حقهما ممارسة حياتهما بشكل طبيعي مثل أي فرد من المصريين، وقال لـ"إيلاف" إن نجلي مبارك سوف يلتزمان بالتعليمات الأمنية الموجهة إليهما، ولاسيما في ما يخص الظهور العلني أو الإعلامي أو ممارسة أي عمل سياسي، لتجنب منح جماعة الإخوان ومعارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي الفرصة لتأليب الرأي العام المصري ضد النظام الحالي. وأضاف أن نجلي مبارك سوف يحظيان بمتابعة أمنية بسيطة، وليست حراسة مكثفة، لاسيما أنهما يعتبران من الشخصيات المستهدفة، لافتاً إلى أن ذلك ليس مجاملة لهما أو لوالدهما، بل لأن حماية المواطنين جميعاً من مهام وزارة الداخلية.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، حكماً في 29 (نوفمبر) تشرين الثاني، يقضي بانقضاء الدعوى الجنائية ضد علاء وجمال من اتهامات تتعلق بالفساد، واستغلال منصب والدهما في تكوين ثروات، وهو حكم لا يعني البراءة، ولكنه نتيجة خطأ إجرائي، ودعت المحكمة السلطات التشريعية إلى تعديل القانون التي "غل يدها" عن إنزال العقوبة بحقهما، ووالدهما الرئيس الأسبق وصديقه رجل الأعمال الهارب لإسبانيا حسين سالم.
ويواجه علاء وجمال إتهامات أخرى بالفساد واستغلال منصب والدهما في قضية تعرف إعلامياً باسم "القصور الرئاسية"، و"التلاعب في البورصة"، وحصلا على الإفراج في تلك القضايا، نظراً لانقضاء مدة الحبس الإحتياطي.
&
&
&