يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إثيوبيا، اليوم الخميس، لحضور إجتماع القمة الأفريقية الرابعة والعشرين، في العاصمة أديس أبابا. ومن المقرر أن يلتقي مع رئيس الوزراء الإثيوبي وكبار مسؤولي الدولة، في محاولة لحل الخلافات العالقة بين البلدين مع إصرار الجانب الإثيوبي على المضي قدماً في بناء سد النهضة، الذي ترفضه مصر، بسبب توقعات بتأثيره السلبي على حصتها من مياه نهر النيل.

&
يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية الرابعة والعشرين، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في شهر يونيو/ حزيران 2014، ومن المقرر أن يلتقي القادة الأفارقة من أجل تعزيز سبل التعاون بين الدول الأفريقية، وتعزيز حقوق المرأة، لاسيما أن القمة الحالية تعقد تحت عنوان عام تمكين المرأة والتنمية من أجل تحقيق أجندة ٢٠٦٣".
&
وتستمر القمة لمدة يومين اعتبارًا من الجمعة، ويتسلم السيسي من الرئيس التنزاني جاكايا مريشو كيكويتي، رئاسة لجنة الدول والحكومات الأفريقية المعنية بالمناخ، في نهاية القمة الحالية.
&
توتر العلاقات
وتشكل زيارة السيسي لأثيوبيا محاولة لدفع العلاقات التي تعاني التوتر، بسبب بدء أديس أبابا في بناء سد النهضة على نهر النيل، رغم المعارضة المصرية الشديدة، لاسيما أن القاهرة تعتقد أن السد سوف يؤثر على حصتها من المياه. وبلغت العلاقات ذروة توترها في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، لاسيما بعد أن عقد إجتماعاً مع القوى السياسية في بداية شهر يونيو/ حزيران 2013، وتضمن الإجتماع الذي بث على الهواء مباشرة، تهديدات بشن حرب ضد أثيوبيا، وقصف سد النهضة بالطائرات.
&
حالة عدم الثقة
&ومن المقرر أن يلتقى السيسي، رئيس الوزراء الإثيوبي هيلى مريام ديسالين على هامش القمة. وقال السفير محمد عمار، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون أفريقيا، إن زيارة السيسي إلى أثيوبيا سوف تزيل الكثير من حالة عدم الثقة بين البلدين، لاسيما في ما يخص أزمة سد النهضة. وأضاف لـ"إيلاف" أن العلاقات بين مصر وأثيوبيا تشوبها حالة عدم الثقة والقلق، بسبب سد النهضة وتأثيره على حصة مصر من المياه، مشيراً إلى أن كل المساعي التي جرت بينهما لم تكلل بالنجاح حتى الآن. ولفت إلى أن تقدمًا حذرًا حدث في مساعي بناء الثقة بين البلدين، منوهاً بأن الجانب الأثيوبي يصر على تجاهل الملاحظات المصرية على سد النهضة، وهو ما يصيب المصريين حكومة وشعباً بالكثير من الغضب، لاسيما أن المصريين يعتقدون بوجود مؤامرة عليهم، تشترك فيها إسرائيل ودولتا قطر وتركيا خاصة أن علاقة القاهرة معهما متوترة منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام حكم الإخوان.
&
علاقات لها جذور وتاريخ
استبق رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين، زيارة السيسي بتصريحات لفضائية مصرية، بالقول إن "العلاقات المصرية الاثيوبية لها جذور وتاريخ طويل"، معتبراً أن زيارة السيسي لبلاده "تشكل خطوة شديدة الأهمية فى تاريخ البلدين".
وأضاف في تصريحات له عبر فضائية "التحرير" المصرية، أن "فترة وصول الرئيس السيسي للحكم، شهدت تقارباً بين مصر وإثيوبيا، وأصبحت لدى الشعب الإثيوبي روح تشبه روح القائد المصري"، وأضاف: "أقول مرة أخرى إن هذه الروح يجب أن نبني عليها للمصير المشترك، ومن هنا إما أن نسبح سويًا أو نغرق سويًا".&
&
شخصية غير عادية&
وأثنى ديسالين على شخصية الرئيس المصري، وقال: "يمتلك (السيسي) شخصية غير عادية، تمتاز بالإخلاص لبلاده، وتتميز بخصائص رجل الدولة، ومن هنا لدينا مسؤوليات ليخدم القائد المصري شعب إثيوبيا وأخدم أنا شعب مصر، ولذا علينا أن نركز علاقاتنا وارتباطاتنا للعمل سويًا لخدمة شعوبنا دون تفرقة بين الشعبين".
&
مفاوضات مباشرة
وقال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي، لـ"إيلاف" إن مصر وإثيوبيا ترتبطان بعلاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، مشيراً إلى أن هذه العلاقات المتعمقة تؤهل البلدين لخوض مفاوضات مباشرة، للتوصل إلى حلول ترضي الطرفين، وتحقق مصالحهما.
وأضاف أن&مصر وقفت إلى جانب أثيوبيا كثيراً، من أجل التحرر من الإستعمار الأجنبي، مشيراً إلى أن هناك علاقات تاريخية وثيقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، ونوه بأن إثيوبيا من حقها بناء السدود وتحقيق نهضة إقتصادية، ولكن بدون الإضرار بحق مصر التاريخي في المياه، معتبراً أن تحقيق هذه المعادلة، لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين البلدين.
&
مرسي سبب ضياع مصر
زيارة السيسي إلى أديس أبابا للمشاركة في مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، من الأهم الزيارات التي قام بها الرئيس منذ توليه رئاسة مصر. هذا ما أكدته وفاء عكة، عضو المجلس الرئاسي لائتلاف "نداء مصر"، وقالت "إن مصر تواجه خطرًا كبيرًا من قبل أثيوبيا، بسبب انشاء سد النهضة. وأوضحت في تصريح أرسلته لـ"إيلاف" أن الرئيس السابق محمد مرسي كان سببًا في ضياع مصر اقليميًا والسماح لاثيوبيا ببناء سد النهضة من خلال الحوار المجتمعي الذي أجراه أنذاك مع القوى السياسية دون الوصول إلى حلول على أرض الواقع، بالإضافة إلى تهميشه للقضايا التي تمس المصريين والاتجاه إلى تشتيت مصر والتفريط في حدودها.
&
&وأشارت إلى أن السيسي يحاول أن يعيد إلى مصر&مكانتها العربية والأفريقية وكذلك الحفاظ على حدودها وحصتها في مياه نهر النيل والسعي إلى وحدة الوطن وتماسك الأمة العربية، وهو ما ظهر من خلال زياراته العربية والخليجية خلال الفترة الماضية، مضيفة أن زيارته لأديس أبابا هي الزيارة الأولى له منذ توليه الرئاسة.
&
وتوقعت أن &تعمل زيارة السيسي على تعزيز العمل الأفريقي المشترك وتطوير العلاقات المصرية الأفريقية، والسعي إلى ايجاد حلول حول سد النهضة والأزمة التي سيتسببها لمصر في حال بنائه.
&