&

يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعًا استثنائيًا ثانيًا في الرياض يوم السبت المقبل يخصص لمناقشة الوضع في اليمن والتطورات المتسارعة، خاصة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتقديم الرئيس عبدربه منصور هادي استقالته.

&
الرياض: قالت مصادر خليجية في الرياض لـ"إيلاف" إن الاجتماع المقبل والثاني خلال 10 ايام فقط، الذي سيعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، سيركز على الوضع المتدهور الذي وصل إليه اليمن بسبب سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء واتساع نفوذهم وسيطرتهم على الكثير من المواقع الحساسة، الأمر الذي دفع الرئيس اليمني إلى تقديم استقالته، وما تبع ذلك من تطورات، وأكدت المصادر أن امن اليمن المشارك في عشر من المنظمات المتخصصة العاملة في إطار مجلس التعاون يؤثر مباشرة على أمن دول الخليج .
&
وقدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته لرئيس مجلس النواب يحيى الراعي، وبرر مستشاره الاستقالة بأنها نتيجة للضغوط التي مارستها جماعة الحوثي عليه.
&
وسبقت استقالة الرئيس هادي أحداث كثيرة كان الحوثيون نجومها من دون منازع، بدأت مع سيطرتهم على العاصمة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، الأمر الذي مكنهم من السيطرة - حسب تقرير صادر عن مركز أبعاد اليمني للدراسات والبحوث - على نحو 70% من القدرات العسكرية للجيش اليمني، ومحاصرة معسكرات أخرى فيها أسلحة نوعية وإستراتيجية مثل الصواريخ البعيدة المدى، وأصبحوا يتحكمون في المطارات العسكرية وبالطائرات الموجودة فيها.
&
التأكيد على "يمن موحد"
وقالت المصادر لـ "إيلاف" إن الاجتماع سيبحث أيضًا الدعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة ، مشيرة إلى أن وزراء الخارجية سيؤكدون خلال الاجتماع ضرورة الحفاظ على "يمن موحد" وتفويت الفرصة على من اسماهم بـ "المدعومين من الخارج"، في اشارة الى دعم ايران للحوثيين .
&
وأضافت المصادر أن وزراء خارجية التعاون سيبحثون أيضًا المستجدات الخطيرة، والجهود المبذولة لوقف الزحف"الحوثي" في البلاد والجهود التي يقوم بها "ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وما يمكن لدول الخليج أن تقدمه لمساعدة اليمنيين على الخروج من النفق المظلم الذي وصل إليه بلد يعد من أفقر بلدان العالم ".
&
السعودية تتابع
وقال مسؤول سعودي إن القيادة الجديدة الممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز "تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في اليمن"، مشيرًا إلى أنه يجري مشاورات مع عدد من الدول العربية؛ والغربية وكان آخرها مباحثاته مع الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال زيارته إلى الرياض، والتي بحث خلالها الوضع اليمن وما الت اليه الاحوال في هذا البلد الجار، الذي يشارك المملكة في حدود يبلغ طولها حوالي 1500 كيلومتر".
&
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أعلن أن اليمن طلبت التريث قبل عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، بسبب ما اسموه "بـ المشاورات الجارية ".
وأكد الأمين العام على دعم جامعة الدول العربية للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من أجل استعادة الأمن والاستقرار، وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق الشراكة والسلم وما نصت عليه مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتبارها تشكل الأساس اللازم لإنجاز الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية.
&
وكانت دول الخليج اكدت مساء الأربعاء قبل الماضي من خلال اجتماع استثنائي عقد في الرياض لوزراء خارجيتها، أنها ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية في اليمن، وأعلنت إدانتها للتمرد الحوثي.
&
وأوضح البيان الصحافي الصادر بعد انتهاء الاجتماع "دعم دول المجلس للشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ورفضها كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني"، داعياً الحوثيين إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والانخراط في العملية السياسية، مهيباً بكافة الأطراف والقوى السياسية تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وتجنيب اليمن الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف بما يزيد من معاناة الشعب اليمني.
&
وشدد البيان على "ضرورة تنفيذ مجلس الأمن الدولي لكافة قراراته ذات الصلة باليمن، خصوصاً وأن ما يجري في اليمن الآن يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم كله".
ودان البيان الانقلاب الذي نفذه المتمردون الحوثيون في اليمن، وأن "دول مجلس التعاون تؤكد أن أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون، وأن استقرار اليمن ووحدته يشكلان أولوية قصوى لدول المجلس".
&