ارتفعت حصيلة القتلى في سيناء المصرية إلى أكثر من 27 ما بين عسكريين ومدنيين، والضحايا قتلوا في هجمات بالعريش عاصمة المحافظة، وتبناها فرع تنظيم (داعش) الارهابي في مصر.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تعرضت مجموعة من المقار العسكرية والأمنية في مدينتي العريش بشمال سيناء والسويس لهجمات إرهابية متفرقة ومتزامنة، أدت إلى مقتل نحو 27 عسكرياً وشرطياً، وإصابة العشرات الآخرين.

وفي ثاني أكبر هجوم إرهابي تتعرض له قوات الجيش والشرطة في سيناء، تعرضت مقارات عسكرية وأمنية في مدينة العريش والشيخ زويد بسيناء لهجمات بسيارات مفخخة، وقذائف الهاون.

وجاءت الهجمات متزامنة على عدة أهداف عسكرية وأمنية، فسقطت قذائف الهاون على مقارات الكتيبة 101 حرس الحدود، وتشمل فندقا ومستشفى ومقرا سكنيا للضباط. كما تعرضت نقطة تفتيش عسكرية بالجورة بالشيخ زويد، لهجوم مماثل بقذائف الهاون.

وتعرضت مديرية أمن شمال سيناء وقسم شرطة العريش لهجمات متزامنة، بسيارات مفخخة وقذائف صاروخية.

وقتل ضابط شرطة في مدينة السويس، في هجوم منفصل على إدارة تأمين الطرق في حي المستقبل بالمدينة.

وتضاربت أعداد الضحايا في الهجمات الإرهابية، التي تعتبر الأكبر من نوعها منذ هجوم نقطة تفتيش كرم القواديس، الذي راح ضحيته 31 عسكرياً خلال شهر أكتوبر/ تشرين الثاني 2014.

وقال مصدر طبي بمديرية أمن شمال سيناء لـ"إيلاف" إن مستشفى العريش تلقى 26 جثة، ونحو 29 مصاباً، مشيراً إلى أن عدد الضحايا مرشح للإرتفاع، لاسيما أن الهجمات استهدفت أكثر من مقر عسكري وشرطي.

وأضاف أن بعض الجثث وصلت في صورة أشلاء، بسبب شدة الإنفجارات التي أصابت الأهداف العسكرية.

وذكرت قناة صسكاي نيوز عربيةص، أن العدد النهائي للضحايا بلغ 26 قتيلاً، و69 مصاباً، بينما قالت وسائل إعلام مصرية وعربية أخرى أن عدد الضحايا 29 قتيلاً و28 مصاباً، من العسكريين والشرطيين.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن هذه الهجمات "جاءت رداً على نجاح الجيش في تويجه ضربات شديدة للجماعات الإرهابية في سيناء".

وأوضح في بيان له: "نتيجة للضربات الناجحة التى وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى فى الذكرى الرابعة لثورة (25 يناير) المجيدة، قامت عناصر إرهابية مساء اليوم 29 / 1 / 2015 بالإعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش بإستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون".

وأضاف: "جارى تبادل إطلاق النيران والتعامل معهم".
ولم يذكر المتحدث العسكري عدد الضحايا سواء القتلى أو المصابين.

وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعًا مع المسؤولين المرافقين له في رحلته إلى إثيوبيا إجتماعاً، لبحث الهجمات وكيفية الرد عليها.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، "إن الرئيس السيسى يتابع بشكل مكثف الحادث، وأجرى اتصالات من مقر إقامته بأديس أبابا حيث يشارك في القمة الأفريقية، مع عدد من المسؤولين المصريين المعنيين بمتابعة الحادث، وعلى رأسهم الفريق أول صدقى صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس الأركان، للوقوف على آخر التطورات، وبحث آليات مواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية.

وقال اللواء علي حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، والخبير العسكري، إن الهجمات الإرهابية "ليست دليلا على قوة الجماعات الإرهابية أو فشل الجيش في مواجهة تلك الجماعات"، مشيراً إلى أن الحرب على الإرهاب "تحتاج إلى وقت طويل للحسم، لاسيما في ظل حالة الفوضى والسيولة التي تشهدها المنطقة كلها، والدعم غير المحدود الذي تقدمه دول وجهات خارجية للجماعات الإرهابية في المنطقة، ولاسيما مصر".

وأضاف لـ"إيلاف" أن نجاح تنفيذ العملية العسكرية المنتظرة بتدميرالأنفاق ومحاصرة الإرهابيين في سيناء، ومنع وصول إمدادات المال والسلاح والتعليمات سوف يساهم في محاصرة الجماعات الإرهابية، وتحديدا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية التى سوف تكون آخر محاولة للإرهابيين نحو التصعيد ضد الدولة.

ولفت إلى أن مواجهة الإرهاب صعبة للغاية، لاسيما أن الجيوش المنظمة عادة ما تكون غير مدربة بشكل جيد على مواجهة حرب العصابات، ورغم ذلك، فإن الجيش المصري حقق نجاحات كبيرة في المواجهة دون الحسم، وقد يستمر الإرهاب الداخلي حتى نهاية الفترة الأولى للرئيس السيسي؛ ولكن بدرجات أقل بكثير مما نحن فيه الآن.

وتأتي الهجمات الإرهابية بعد أقل من ثلاثة أيام على إعلان المتحدث العسكري العميد محمد سمير مقتل ثلاثة إرهابيين بمنطقة (النصرانية) بمدينة العريش.

وأضاف في تصريحات له أمس، إنه تم "ضبط عدد (17) فرد مطلوبين أمنياً وعدد (40) فرد مشتبه به من بينهم فرد فلسطينى الجنسية"، مشيرا إلى أن قوات الجيش دمرت (23) مقر ومنطقة تجمع خاصة العناصر الإرهابية، وضبطت ودمرت [عدد (23) عربة أنواع مختلفة -عدد (50) دراجة بخارية] بدون لوحات معدنية وتستخدم فى تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية.

ووفقاً للمتحدث العسكري فإن القوات "ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر[عدد (3) مدفع هاون أعيرة مختلفة - عدد (2) قاذف (RBG) - مدفع رشاش عيار (54) مم - عدد (2) بندقية آلية - عدد (2) حزام ناسف - عدد (47) دانة هاون أعيرة مختلفة - عدد (4) مفجر طرقى وكهربائى - قنبلة مضادة للدبابات - قنبلة دفاعية - كمية (5) كجم من مادة ال T.N.T - شوال بارود خاص بمبة الهاون - كمية من الطلقات ذات أعيرة مختلفة – ملابس عسكرية - أعلام خاصة تنظيم (أنصار بيت المقدس ) الإرهابى - معدات ضبط السلاح ومدافع الهاون - كتب عن كيفية إستخدام القنابل والمتفجرات - جداول رماية خاصة صواريخ (جراد)].

فرع داعش يتبنى

تبنت جماعة "انصار بيت المقدس"، التنظيم "الجهادي" الرئيسي في مصر والذي بايع مؤخرا تنظيم "الدولة الاسلامية" واتخذ لنفسه اسم "ولاية سيناء"، الهجمات التي استهدفت الخميس شمال سيناء واسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الاقل غالبيتهم من العسكريين.

واعلنت الجماعة في تغريدة على حسابها على موقع تويتر عن "هجوم واسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح".

وبايعت جماعة "انصار بيت المقدس" تنظيم "الدولة الاسلامية"، وباتت الفرع المصري للتنظيم "الجهادي" الذي يسيطر على اجزاء كبيرة من العراق وسوريا واصبحت تذيل بياناتها باسم "الدولة الاسلامية-ولاية سيناء".

وقتل 27 شخصا على الاقل، معظمهم من العسكريين، واصيب 34 آخرون، في هجمات وقعت الخميس في شمال سيناء، في اكثر يوم دموي تشهده شبه الجزيرة المصرية منذ ثلاثة اشهر، كما أفاد مسؤولون أمنيون ومصادر طبية.

ووقع الهجوم الاكبر في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، واسفر عن سقوط 24 قتيلا، غالبيتهم من العسكريين.

وسبق ان تبنى "انصار بيت المقدس" معظم الاعتداءات الدامية التي استهدفت قوات الشرطة والجيش في مصر بعد اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

وتقول المجموعات "الجهادية" انها لجأت الى السلاح انتقاما من القمع الدامي للاسلاميين في مصر الذي اوقع اكثر من 1400 قتيل وادى الى توقيف 15 الفا.

&

&