تنطلق اليوم في أديس أبابا أعمال قمة الاتحاد الأفريقي، وعلى جدول النقاش مجموعة ساخنة من الملفات وعلى رأسها تقدم بوكو حرام في نيجيريا وتفشي مرض ايبولا في القارة السمراء، بالإضافة الى ملف جنوب السودان وغيرها من القضايا.

أديس أبابا: يشكل تقدم اسلاميي بوكو حرام والنزاع الدامي في جنوب السودان والانتخابات التي تنطوي على مخاطر في عدد من الدول الافريقية ووباء ايبولا المواضيع الرئيسية التي ستبحثها الجمعة والسبت القمة الرابعة والعشرون للاتحاد الافريقي.
&وفي هذه القمة التي يشارك فيها رؤساء دول القارة، سيتولى روبرت موغابي الحاكم منذ 1980 الرئاسة الدورية للمنظمة، مما يشكل عودة كبيرة له على الساحة الدبلوماسية الدولية.
&
وفي نيجيريا، سيطرت حركة بوكو حرام الاسلامية التي اسفر تمردها الذي بدأ في 2009 عن اكثر من 13 الف قتيل، في 25 كانون الثاني/يناير على بلدة مونغونو وشنت هجومًا على مايدوغوري كبرى مدن شمال شرق البلاد، مما اثار قلق الدول المجاورة.
وصرحت رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما الاثنين ان "ما بدا على هيئة عصابة اجرامية محلية بات ينتشر في غرب ووسط افريقيا، علينا التحرك الآن وبشكل جماعي ضد هذا التهديد المتزايد".
&
وتابعت "الامر ليس مجرد تهديد ضد دول معينة بل للقارة بكاملها. انه تهديد دولي يجب محاربته بشكل دولي مع افريقيا في الطليعة".
وستسعى القمة خصوصا الى تفعيل قوة متعددة الجنسيات من ثلاثة الاف عنصر انشأتها الدول المطلة على بحيرة تشاد وبنين في 2014 الا انها تواجه صعوبات لبدء العمل بسبب الخلافات بين ابوجا وجيرانها.
&
ونشرت تشاد التي تعتبر أن "مصالحها الحيوية" مهددة، فرقة في الكاميرون في اواسط كانون الثاني/يناير. ويفصل شريط ضيق من اراضي الكاميرون بين تشاد ومناطق نشاط بوكو حرام في نيجيريا.
ويفترض أن تبحث القمة في تمويل هذه القوة &في اطار الاستقلال المالي الاوسع للاتحاد الافريقي الذي يتولى الغرب ولا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تمويل عملياته الى حد كبير وخصوصًا قوة اميسوم التي تحارب حركة الشباب الصومالية.
&
كما سيبت القادة الافارقة في تقرير للرئيس النيجيري السابق اولوسيغون اوباسانجو حول "موارد التمويل البديل" للمنظمة. الا أن بعض الاجراءات المقترحة مثل فرض ضرائب على بطاقات السفر جوًا أو الاقامة في الفنادق لا تلقى اجماعاً.
ويمكن ان تعرقل حركة بوكو حرام تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في شباط/فبراير في نيجيريا. كما يمكن أن تزيد من التوتر الموجود اصلا في هذا البلد، حيث غالبا ما تشهد الانتخابات اعمال عنف على غرار العام 2011 عندما سقط اكثر من الف قتيل.
&
وهناك انتخابات رئاسية وتشريعية مقررة في نحو 15 بلدًا افريقيًا، وستسعى القمة الى تفادي مخاطر اعمال عنف في بعض المناطق مثل بوروندي وافريقيا الوسطى ومصر.
واعتبر معهد الدراسات الامنية ان هذه الاقتراعات "يجب ان تشكل اختبارًا للاتحاد الافريقي ومبادئه، وذلك بعد المحاولات أو الرغبة التي اعلن عنها بعض القادة لجهة إلغاء القيود الدستورية لعدد الولايات الرئاسية، او الثورة الشعبية الاخيرة التي اطاحت بليز كومباوري من على رأس السلطة في بوركينا فاسو.
&
ويواجه الاتحاد الافريقي اتهامات متكررة بالعجز. واعتبر سولومون ديرسو المحلل لدى معهد الدراسات الامنية&&أن "الاتحاد الافريقي يصدر تصريحات طويلة لا يتبعها تنفيذ".
وعلى هامش القمة، سيحاول القادة الافارقة ممارسة ضغوط على رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار لوضع حد للنزاع بينهما، والذي تشهد البلاد وهي الاحدث في العالم منذ كانون الاول/ديسمبر 2013.
&
ورغم عام من المحادثات في العاصمة الاثيوبية تحت اشراف هيئة السلطة الحكومية لدول شرق افريقيا "ايغاد"، واعلان وقف اطلاق النار مرات عدة، الا أن اعمال العنف والاعمال الوحشية مستمرة في جنوب السودان حيث الوضع الانساني كارثي.
وسيتباحث القادة الافارقة ايضًا في النهوض الاقتصادي للدول التي تشهد انتشار فيروس ايبولا الذي اوقع تسعة آلاف قتيل في غضون عام خصوصًا في ليبيريا وغينيا وسيراليون والذي يبدو أن انتشاره توقف.
&
ويثير تولي موغابي (90 عامًا) الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي والمتهم باللجوء الى العنف خلال الانتخابات لفرض سطوته، قلق العديد من المنظمات غير الحكومية.
ويقول مراقبون إن تولي موغابي رئاسة الاتحاد تؤشر لعودته على الساحة الدولية. وموغابي الذي تعاني بلاده من عقوبات اوروبية واميركية يدافع عن الاكتفاء الذاتي في افريقيا مع أن بلاده غارقة في أزمة اقتصادية كبيرة.