كركوك: استعادت قوات البيشمركة الكردية السيطرة مساء السبت بدعم من قوات التحالف الدولي على حقل خباز النفطي وعدد من القرى في منطقة كركوك شمال العراق، كما حررت موظفين كان تنظيم الدولة الاسلامية قد اخذهم رهائن في المنطقة نفسها.

وقال العميد سرحد قادر مدير شرطة الاقضية والنواحي ان "قوات البيشمركة والشرطة طهرت قبل قليل حقل خباز، وتمكنت من الدخول اليه بعد تطويقه لساعات". واكد ان "عمليات التطهير شملت قرى الاظفر والروت والهندية والعسل وملا عبدالله وتل الورد، وهي مناطق بالتماس مع عناصر داعش، وتم تحرير هذه القرى بشكل كامل".

وتمكنت القوات الكردية من تحرير جميع الرهائن من الموظفين، الذين كانوا محتجزين في الموقع في ملجأ تحت الارض، بعد فرار عناصر التنظيم، بحسب اللواء وستا رسول قائد عمليات البيشمركة.& وكان تنظيم الدولة الاسلامية سيطر ليل الجمعة السبت على حقل خباز النفطي، وهو احد اكبر حقول منطقة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، واحتجز 24 من موظفيه، بعد الهجوم الذين شنه المتطرفون على المدينة الخميس الماضي.

وقال مسؤول في شركة نفط الشمال السبت قبل استعادة الحقل ان "تنظيم داعش اقتحم حقل خباز النفطي الواقع في ناحية الملتقى غرب كركوك (30 كلم) وقام باحتجاز 24 موظفا مناوبا نفطيا لتشغيل الحقل". وينتج الحقل الواقع على الحدود الفاصلة بين سيطرة السلطات العراقية والمناطق التي يسيطر عليها الجهاديون غرب كركوك 35 الف برميل يوميا.

وطلب المسلحون من الموظفين وقف عمليات الانتاج، وبعد ذلك انقطع الاتصال معهم، بحسب المسؤول. واضاف المسؤول ان "المعلومات تشير الى ان الموظفين محتجزون في احد ملاجئ حقل الخباز، وهم رهائن لدى تنظيم داعش". واندلع حريق داخل الحقل الذي يضم 400 بئر نفطي منتج، بحسب المصدر.

بدوره، اكد مصدر امني في شركة نفط الشمال ان "الموظفين لم يستطيعوا الخروج ليلة امس بسبب الاشتباكات، وظلوا عالقين في الموقع النفطي". وتسلل مسلحو الدولة الاسلامية الى داخل الحقل بالتزامن مع هجوم كبير على كركوك من اربعة محاور، قتل خلالها 19 من عناصر قوات البيشمركة الكردية بينهم ضابط كبير.

وقام طيران التحالف الدولي بطلعات مكثفة فوق الموقع لمنع وصول امدادات من المسلحين الى داخل الحقل، ومنع تهريب الرهائن، بحسب مسؤول امني. من جهة اخرى، اكد مصدر في قوات البيشمركة مقتل اللواء حسين منصور احد القادة خلال عملية عسكرية قرب الحقل.

واوضح المسؤول الامني الكردي رافضا الكشف عن اسمه ان منصور قتل بنيران "قناص عندما كان يتقدم جنوده خلال العملية التي اسفرت عن تطهير قرية الاضيفر، الواقعة بين حقل خباز، وناحية الملتقى، غرب كركوك". وكان هذا الضابط مسؤول قوات البيشمركة في ناحية جلولاء التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

كما قتل في الوقت ذاته ضابط برتبة رائد في قوات البيشمركة، واصيب ثلاثة اخرون بانفجار منزل مفخخ بقوات البيشمركة في قرية العسل، القريبة من الحقل النفطي. وتمكنت القوات الكردية كذلك السبت من فرض سيطرتها على مناطق التماس الفاصلة مع تنظيم الدولة الاسلامية في جنوب غرب كركوك.

واوضح مسؤول في البشمركة أن "القوات بدأت هجومها على معاقل داعش من ثلاثة محاور من قرية الملا عبد الله جنوب كركوك وهي تحت السيطرة الان". الى ذلك، اعلن مصدر في قوات البيشمركة جنوب كركوك أن "معلومات أولية تشير الى مقتل الملا شوان في معركة الجمعة" وهو يقاتل الى جانب قوات تنظيم الدولة الاسلامية.

واضاف "لقد تلقينا للتو خبر مقتل شوان من مركز الاستخبارات بكركوك". يشار الى ان الملا شوان هدد في مقطع فيديو نشر باللغة الكردية الجمعة باحتلال كركوك وأربيل.
وكان الملا شوان، وهو امام وخطيب الجمعة في احد مساجد اربيل التحق مع زوجته وأولاده بصفوف تنظيم الدولة الاسلامية عقب سيطرة التنظيم على الموصل، واعلن انه اصبح "مجاهدا في الدولة الاسلامية".

يشار الى ان محافظة كركوك المتنازع عليها، تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة بعد انسحاب قوات الجيش العراقي في حزيران/يونيو اثر هجوم الدولة الاسلامية على مناطق شمال العراق.
&