يعتقد الكثير من الناشطين والمتظاهرين العراقيين أن رئيس الوزراء حيدر العبادي غير جاد في اصلاحاته وانه يستغل الزمن لتسويفها.

عبد الجبار العتابي من بغداد: على الرغم من اصدار العبادي لعدة حزم اصلاحية الا ان المحتجين العراقيين يرون ان ايا منها لم يدخل حيز التنفيذ وهذا ما جعلهم يعتقدون انه غير جاد تماما في تنفيذ اصلاحاته وان ما يقوم به هو رهان على الوقت لانتهاء التظاهرات وافراغها من محتواها وتسويف مطاليبها وانه يلعب على اعصاب الجماهير وتخديرها بكلامه الكثير على شاشات الفضائيات.

(ايلاف) كانت في ساحة التظاهرات امس في الجمعة التاسعة للاحتجاجات واستطلعت اراء العديد من الناشطين المدنيين والمتظاهرين الذين اكدوا انهم مستمرون في تظاهراتهم الاسبوعية لانهم لا يثقون بجدية العبادي في تحقيق المطالب لانه غير قادر على ذلك وهو بذلك يخيب ظن المرجعية به كما يخيب ظن الجماهير التي فوضته لتنفيذ الاصلاحات التي لم ينفذ منها شيء ، وقالوا انهم بعد اكثر من شهرين لم يروا فاسدا واحدا تمت محاكمته وان كل ما يقال عن الاصلاحات مجرد كلام على الورق.

تسويف

فقد اكد المتظاهر منتظر علي ان الجماهير بدأت تفقد ثقتها بالعبادي، وقال: المرجعية اليوم قالت للعبادي اسجن اللصوص ورجّع فلوس العراق التي سرقها الفاسدون وكأنها تريد ان تقول له بامكاننا ان نعطيك الاسماء ان لم تكن تعرفها، لكنه مثل كل مرة سيغلس.

واضاف: العبادي يخاف من الاخرين، يخاف من ماضيه الذي هدده به البعض وقد لوّح له بملفات فساد سابقة، لذلك سوف يغلس مراهنا على عامل الوقت عسى ان تنتهي التظاهرات ويعود كل شيء الى وضعه السابق، ولكننا نقول له هيهات فنحن مستمرون بالتظاهرات وسنصرخ بالضد منك ايضا وسوف نعزلك وتذهب الى زوايا التاريخ المظلمة.

وتابع: بدأنا نفقد الثقة به وصرنا نعتقد انه واحد من السياسيين الفاسدين الذين لا يمكن اصلاحهم ولا يمكنهم ان يقدموا للشعب ما يرضيه.

حبر على ورق

اما الناشط المدني عبد الرحيم كامل، فقد اشار الى ان الاصلاحات حبر على ورق، وقال : اكثر من مرة توجه المرجعية الدينية العبادي بالضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين ولكنه كما يبدو يضحك من هذه الكلمة لان يعلم انه ضعيف ولا يستطيع ان يفعل شيئا.

واضاف: ان العبادي لا يريد ان يعادي اصدقاء الامس وهو على علم باللصوص والسراق فهو يعيش بينهم منذ 12 عاما ، وان اصلاحاته مجرد حبر على ورق للاستهلاك الاعلامي او الضحك على ذقون الناس والدليل انه اصدر قرارا بإلغاء نواب رئيس الجمهورية وقال (فورا) لكنهم لا زالوا في مناصبهم ولا زالوا يحملون الصفة ذاتها ويتقاضون رواتبهم العالية ولم نسمع له اي اعتراض او تعليق ، وهذا معناه التسويف ليس الا.

وتابع: لكننا كمتظاهرين لن نسكت وسوف نستمر بالتظاهر وسنطالبه بالاقالة حينما تحين الفرصة المناسبة.

واحد منهم

الى ذلك قال الناشط المدني والصحافي مهدي العامري: رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يعتبر من قيادات حزب الدعوة وهو ﻻيخرج عن اهداف الحزب ﻻنه يعتبر من الحلقات الضعيفة في الحزب ويوصف بالرجل الضعيف، وتبوأ منصب وزير اﻻتصاﻻت في عهد رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي ولم يتمكن من تاسيس رخصة للهاتف النقال ولم يعيد شبكات خطوط الهواتف اﻻرضية المدمرة بعد ان اصابها الدمار وطالها التخريب بعد العام 2003.

واضاف: في الدورة البرلمانية ااسابقة كان رئيس اللجنة المالية البرلمانية لم يقم بدوره الحقيقي في تقديم وطرح قوانين للمشاريع المالية مثل قوانين للضرائب والرواتب وهو ما سبب تراجع في مدخوﻻت الدولة من اﻻموال وباعتباره رئيسا للجنة المالية البرلمانية لم يكشف عن حجم العملة الصعبة التي يجري تهريبها الى الخارج وعمليات تبييض اﻻموال التي تقوم بها المصارف اﻻهلية وحتى الحكومية.

وتابع: ان العبادي وبصفته رئيسا للوزراء محكوم ضمن دائرة مغلقة يصعب الخروج منها تعتمد اناسا سيئين في تمشية امور البلاد من اﻻحزاب المختلفة ،وهو ﻻيقدر على ازاحة مدير تربية او مدير عام اﻻ بموافقة احزاب لديها وزراء حتى يتم التصويت عليه داخل مجلس الوزراء ، لذلك من اﻻمور المعيبة في النظام الديمقراطي في العراق ، ان اﻻحزاب هي من تدير شؤون البلاد كما هو الحال في لبنان، فالوزارات والمناصب التي قام العبادي بالغائها تطالب اﻻحزاب التي سحبت منها تلك المناصب بتوفير بديل لمناصب اخرى وهو ما يؤرق العبادي حيث يطالب اﻻخرين بالكف عن مطالبات اخرى وهو ما يردده باستمرار في خطاباته وبياناته باستمرار.

غير جاد في اصلاحاته

من جانبه اكد الاستاذ الجامعي الدكتور اثير عبد الوهاب ، ان العبادي لن يفعل شيئا للناس ، وقال: لا لا لا، العبادي غير جاد في اصلاحاته وفي محاربة الفاسدين وانا متيقن من ذلك،انه جزء من منظومة الفساد ،ومتورط في الدفاع عن سيده المالكي من قبل ،وهو حلقة ضعيفة في مواجهة حيتان الفساد،وليس جادا لأنني متأكد انه متورط ،ويحمل الآخرون ضده ملفات.

واضاف: الذين جاءوا بعد سقوط النظام السابق عام 2003 تربوا في المنافي والسراديب والتنكيل والجوازات المزورة والتهريب، مثل هكذا مواصفات لن يهمهم البلد، ولعلنا نتذكر كيف منح المالكي عفوا عن اصحاب الشهادات المزورة، من هذه النقطة سقط البلد في خراب دائم

وتابع: انهم اولاد أفاعي كما يقول السيد المسيح، وسوف نظل نبكي في بئر الامام علي عليه السلام الى أبد الابدين اذا ما بقي هؤلاء المرتزقة.

خيب الامال&

الى ذلك اكد الاستاذ الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعية النفسية العراقية: أن خطب المرجعية ما عادت تنفع، وقال: اعاد خطيب الجمعة السيد احمد الصافي في الجمعة التاسعة ما طالب به في الجمعة اﻻولى في السابع من اب / اغسطس ..فلا ضرب بيد حتى من خشب على حيتان الفساد.

واضاف: من المؤكد ان السيد العبادي لن يحقق دعوة المرجعية ومطلب المتظاهرين حتى وﻻ بإقالة السيد مدحت المحمود ..ﻻسباب تتعلق بشخصيته واملاءات حزبه وضغوط قوى سياسية..ورأي السفارة الأميركية.

وختم بالقول : أخشى على المرجعية الموقرة ان يسحب الناس ثقتهم منها كما سحبوها من الذي خيب امالهم ..السيد حيدر العبادي.

&