قريبًا.. تدسّ شريحة متناهية الصغر في المخ، وتصير عبقريًا، ترسل البريد الالكتروني من عقلك، وتستطيع البحث في غوغل، وأنت مغمض العينين، إنه العلم الذي لا يحده سوى الخيال.


مروان شلالا: تستمر التقنيات في تطورها، لا حدود لها سوى الخيال. وها هي التقارير اليوم تفيد بإمكان تعزيز قدرات الدماغ البشري عن طريق زرع شريحة "روبوتية" صغيرة فيه، تتصل بشبكة سحابية من الحواسيب، لكي تهب الإنسان قدرات معرفية عالية، كما يقول راي كورزويل، أحد جهابذة المعلوماتية.

تعزيز قدرات

وكورزويل هذا مؤلف ومخترع يصف نفسه بأنه "مستقبلي يعمل على مشروع أداة غوغل التعليمية. ويقول: "ربما تكون هذه التكنولوجيا الخطوة التالية في تطور البشرية"، متوقعًا أن يستخدم الإنسان الـ "روبوتات" متناهية الصغر، التي تلتصق بالقشرة المخية الإنسانية، فتربط الإنسان مباشرة بالعالم حوله، في مهلة قد لا تتجاوز الثلاثينيات من هذا القرن.

أضاف: "هذا أمر سيتيح للإنسان إرسال رسائل البريد الإلكتروني والصور مباشرة إلى أدمغة الآخرين، وتخزين أفكاره وذكرياته، وتعزيز قدراته الشعورية والإبداعية"، متحدثًا في لقاء نظمته جامعة "التفرد" في موفيت فيلد في ولاية كاليفورنيا.

وتابع كورزويل قائلًا: "هذه القدرة على تعزيز قدرات عقولنا بالمعلومات المحفوظة في السحابة الحاسوبية ستتحد مع قوة الذكاء الاصطناعي، لتهبا معًا الإنسان قدرات خارقة، فهناك الجمال والحب والإبداع والذكاء في العالم، ويأتي كل ذلك من القشرة المخية الحديثة في مخ الإنسان، ونحن ماضون قدمًا نحو توسيع هذه القشرة المخية الحديثة وتعزيز عملها".

وبحسبه، واعتمادًا على هذه التقنية الجديدة، "نحن سائرون نحو إضافة مستويات&جديدة من التجريد، وإيجاد وسائل تعبير أكثر عمقًا، نحو وضعية إنسانية موسيقية أكثر، مسلية أكثر، جنسية أكثر، وبقدرة أكبر على التعبير عن مشاعر المحبة".

قوة دماغية مضاعفة

أضاف كورزيول: "قد يكون ممكنًا في المستقبل استخدام قوة دماغية إضافية توفرها هذه السحابة لمضاعفة الذكاء البشري، وإذا التقيت في ثلاثينيات هذا القرن الشريك المؤسس في غوغل لاري بايج، على سبيل المثال، في الشارع، فهذه التكنولوجيا ستوفر لي كلامًا ذكيًا كي أقوله له، لأن 300 مليون وحدة عصبية في قشرتي المخية الحديثة لن تساعدني كثيرًا من دون مساعدة خارجية، فأنا سأحتاج حينها عمل مليار وحدة في ثانيتين، وبذلك سأكون قادرًا على الوصول إلى ذلك بوساطة السحابة، تمامًا كما أفعل اليوم بوساطة هاتفي الذكي".

وقصة دس شرائح للذكاء الاصطناعي ليست أمرًا جديدًا، خصوصًا في روايات الخيال العلمي، لكن غالبية – إن لم نقل كل – ما فكر فيه الخيال العلمي منذ خمسينيات القرن الماضي حتى الآن قد تحقق، وصار أمرًا واقعًا يتلمسه الناس يوميًا. إلا أن بعض العلماء يحذرون من أن فاعلية هذه الشرائح الدقيقة لن تكون عالية جدًا، لكن يمكن استخدامها لإنتاج أدوية مخصصة لبعض الخلايا في جسم الإنسان. إلا أن الحصول على موافقة رسمية لدس هذه الشرائح في دماغ الإنسان لن يكون أمرًا سهلًا. كما إن علماء عديدين يعربون عن خشيتهم من التوجه الحالي نحو الذكاء الاصطناعي، مطالبين بتقنينه.