دعا مسؤولون ألمان، تزامناً مع احتفالهم بمرور 25 عاماً على توحيد الألمانيتين، إلى حشد نفس القوة والتماسك في مواجهة التدفق القياسي الراهن في أعداد اللاجئين.

وجاء احتفال ألمانيا هذا العام بتوحيد شطريها الشرقي والغربي في الوقت الذي تقف فيه البلاد، التي تعد صاحبة أكبر كيان اقتصادي في أوروبا، على مفترق طرق حقيقي.

وفي كلمة له خلال الاحتفالات التي جرت في مدينة فرانكفورت، وبحضور المستشارة أنجيلا ميركل، حث الرئيس الألماني يواخيم غاوك مواطنيه على ضرورة استعادة نفس روح العزيمة التي سبق أن سادت البلاد في الأشهر العنيفة التي كانت في الفترة ما بين سقوط جدار برلين وإعادة توحيد الشطرين الشرقي والغربي.

وأضاف غاوك :" نحتفل اليوم بما كنا عليه من شجاعة وثقة بالنفس في تلك الفترة. دعونا نستخدم تلك الذكرى كجسر للعبور. فقد كان هناك تساؤل مشروع في العام 1990 أيضاً : هل نحن مستعدون لمواجهة ذلك التحدي ؟ - ووقتها لم يكن هناك مثال سابق في التاريخ لكي نحذو حذوه. وبالرغم من ذلك، أخذ الملايين على عاتقهم تنفيذ تلك المهمة الوطنية المتعلقة بتوحيد الألمانيتين وجعلهما دولة واحدة".

وتخوض ميركل، التي ستتم عامها العاشر في منصبها كمستشارة للبلاد خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم، حالة أشبه ما تكون بالصراع، على خلفية وصول ما يقرب من مليون شخص إلى ألمانيا، هرباً من جحيم الحرب المشتعلة الآن في سوريا.

وبفضل قوة الاقتصاد الألماني وسوق العمل، فقد حظيت السياسة التي تتبعها بخصوص توسيع نطاق المساعدات المقدمة لهؤلاء اللاجئين، بدعم وتأييد من الناخبين.

كما دفعت الحفاوة التي استقبل بها المتطوعون الألمان هؤلاء اللاجئين، الذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف، المستشارة أنجيلا ميركل لتؤكد أن ذلك "يُشعِرُها بالفخر ببلادها".

وخرجت ميركل في تصريحات أخرى ذات صلة تشدد من خلالها على حقيقة أن أزمة اللاجئين الحالية تشكل اختباراً تاريخياً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأنه وبعد مرور 25 عاماً من الآن، ستواجه أوروبا تحديات كبرى بشأن قضية اللاجئين التي تحتاج لتكاتف مختلف الدول الأوروبية وكذلك بقية دول العالم وليست ألمانيا وحدها.

وفي المقابل، أبدت بعض الدول امتعاضها من سعي برلين إلى أخذ زمام القيادة في أوروبا، وهو الامتعاض الذي وصل إلى حد اتهام ميركل من قبل رئيس الوزراء المجري المتشدد، فيكتور أوربان، بـ "الامبريالية الأخلاقية". في حين أعرب الرئيس الألماني، في غضون ذلك، عن تفهمه لما يراود دول شرق أوروبا من مخاوف، لاسيما وأنها تفتقر للخبرة في ما يتعلق بالقدرة على إدماج الأجانب داخل مجتمعاتها.

&