تواترت التقارير وتغريدات نشطاء عن إعدام تنظيم (داعش) منظر التيار السلفي في الأردن الدكتور سعد الحنيطي بسبب مخالفته فتاوى التنظيم.

نصر المجالي: تناقلت مواقع الكترونية وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومة وردت على تغريدة كتبها (السياسي المتقاعد) على تويتر قال فيها: "وآخر تسريب أتى من داخل الرقة أن الحنيطي (منظر التيار السلفي في الأردن سعد الحنيطي) تم قتله وهو الآن بين يدي ربه. خبر قتل الخوارج للحنيطي شبه يقيني، يعني لا يمكن نفيه إلا بخروج الحنيطي وينفي بنفسه".

وكانت صحيفة (الغد) الأردنية نقلت عن أنباء تفيد بقيام تنظيم داعش بإعدام سعد الحنيطي قبل نحو شهر، بسبب مخالفته فتاوى التنظيم. وكان الحنيطي قد انشق عن التيار السلفي والتحق بـ"داعش" برفقته أسرته في الرقة قبل حوالى سنة ونصف.

مخالفة فتاوى

وذكر قيادي في التيار السلفي ان سبب إعدام "داعش" للحنيطي، الذي يعد من قياديي التيار في الأردن، كان بسبب مخالفته فتاوى التنظيم، بعد أن اكتشف أن ما يقوم به "داعش" على الأرض مخالف لمعتقداته الفكرية.

تجدر الإشارة إلى أن سعد الحنيطي لا يزال مطلوبا للتحقيق أمام محكمة أمن الدولة في الأردن في قضية أحداث الزرقاء ويعد فارا من وجه العدالة، حيث كان موقوفا وتم إخلاء سبيله بالكفالة، قبل أن يلتحق بـ"داعش" في سورية.

وكان ناشطون على مواقع التواصل أطلقوا قبل أيام وسم #أين_سعد_الحنيطي"، متسائلين عن مصيره في ظل غيابه الطويل.

ولوحظ أن الحنيطي الذي كان ينشر تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، انقطع كليا عن التواصل عبر العالم الافتراضي منذ عدة شهور.

ونقلت في تقرير لها يوم الثلاثاء أن جهاديين بارزين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن معلومات تسربت لهم عن قيام تنظيم الدولة بإعدام الدكتور سعد الحنيطي، بعد وضعه فترة رهن الاعتقال.

إقامة جبرية

وأوضح الجهاديون أن "الحنيطي منذ انضمامه للتنظيم قبل عام كامل تم وضعه ابتداء في دورة لتخريج التائبين من الردة، ومن ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية".

ومن جهتها، قالت صحيفة (السبيل) المتحدثة باسم الإخوان في الأردن إنها تواصلت مع عبد الرحمن الحنيطي شقيق الدكتور سعد، الذي تفاجأ بشكل كبير من الأنباء المتداولة، مؤكدا أن شقيقه لم يتواصل معهم منذ التحاقه بالتنظيم.

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن "السياسي المتقاعد" هو أول من نقل الأنباء عن أسر الحنيطي أو اعتقاله، إلا أن الحساب المقرب من قيادات "القاعدة" أكد عدم وجود معلومة مؤكدة حول مصيره.
وعلق الداعية الإسلامي الدكتور أيمن البلوي لـ (السبيل) على الهاشتاغ، قائلا: "خبر قتل د. سعد الحنيطي يمكن أن ينفى بمقطع قصير يتحدث به الدكتور سعد نافيا مقتله، وإلا فإن مقتله على يد من بايع هو الراجح".

وكان الحنيطي غادر الأردن برفقة عائلته إلى سوريا في شهر آذار (مارس) من العام الماضي قاصدا الإصلاح بين "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة، لكنه فشل في مساعيه، ما دعا "النصرة" لتنصيب قاضٍ شرعي تابع لهم، قبل أن ينهي علاقته معهم لخلافات ويذهب إلى تنظيم الدولة.

ما أزعج الأردنيين

وكان آخر موقف أزعج الأردنيين من سعد الحنيطي، هو رده على والدة الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في سياق الإجابة على المناشدات الموجهة إلى التنظيم، من أجل الإفراج عن الطيار الذي اعدمه التنظيم بعدما أسقطت طائرته بصاروخ حراري في سماء مدينة الرقة السورية.

وقال الحنيطي عبر حسابه في (تويتر) موجهًا كلامه إلى والدة الطيار: "هل تعلمين كم أمٍّ مسلمة ثكلى بسبب ابنك؟ هل تعلمين أنه ينصر عبّاد الصليب على أهل التوحيد؟" وأضاف الحنيطي: "كل من يقاتل مع التحالف الصليبي فردّته ردّة مغلظة". وختم بالقول: "مبارك لجميع إخواني المسلمين إسقاط الطائرة الأردنية وأسر قائدها".
&