دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء العنف الذي تعرض له مدراء شركة "إير فرانس" من قبل عمال مضربين ووصفه بأنه "غير مقبول" مؤكدًا أنّه يمكن أن يشوه& صورة فرنسا.

إعداد ميسون أبو الحب: بلغت المشاكل داخل شركة "إير فرانس" حد استخدام العنف ويرى مراقبون أن سببها عدم حل المشاكل السابقة بشكل جذري. وتطورت المشاكل داخل الشركة الفرنسية إلى حد العنف يوم الاثنين الخامس من تشرين الاول (أكتوبر) عندما هاجم موظفون غاضبون عددًا من مسؤولي الشركة خلال اجتماع خصص للاعلان عن إلغاء 2900 وظيفة.

وتعرض مدير الموارد البشرية كزافييه بروزيتا إلى اعتداءات أدت إلى تمزيق ملابسه فظهر شبه عار وأشخاص حوله يحاولون إبعاده عن الجمع الغاضب الذي كان يطالب باستقالته في الحال. كما هاجم المحتجون بيار بليسونييه المسؤول عن قسم الرحلات الطويلة، ومزقوا قميصه وسترته.

وجرح سبعة اشخاص من بينهم حارس امني نقل الى المستشفى بعد إصابة تسببت له بالاغماء. وقال مسؤولو الادعاء الثلاثاء إنهم سيفتحون تحقيقًا جنائيًا في اعمال العنف.

هولاند يندد بالعنف

ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء العنف الذي تعرض له مدراء الشركة من قبل عمال مضربين ووصفه بانه "غير مقبول" مؤكدًا أنه يمكن ان يشوه& صورة فرنسا. وصرح هولاند خلال زيارة الى كلية بحرية في شمال فرنسا ان "الحوار الاجتماعي مهم، وعندما يقاطعه العنف والخلافات فانه يأخذ شكلا غير مقبول ويمكن ان تكون له تأثيرات سلبية على صورة" البلاد.

ودعا الرئيس الفرنسي الى "الحوار المسؤول مع الادارة التي تتخذ قرارات تأخرت كثيرا، ومع قادة النقابات الذين يملكون الورقة الوحيدة الممكنة وهي التسوية والمفاوضات". وأعربت رابطة أصحاب العمل الفرنسيين عن رأي مشابه. وقالت في بيان الاثنين "ستتضرر بلادنا اذا واجهت مثل هذه الشركة التي تعتبر رمزا للبلاد صعوبات بسبب رفض اقلية التأقلم من التغيرات العالمية".

ردود غاضية

وأثارت هذه الاحداث ردود فعل غاضبة من أغلب الاوساط السياسية في البلاد ابتداء من رئيس الوزراء مانويل فالز الذي قال إنه يشعر بصدمة كبيرة ووصف الاعتداءات بأنها غير مقبولة ثم عبر عن دعمه ادارة الشركة.

وعبر وزير النقل ألان فيداليز عن رأي مشابه ودعا إلى معاقبة المسؤولين عن هذا العنف. وحدها الجبهة الوطنية اليمينية رأت ان الحق مع الموظفين والعمال وقالت إن الشركة تلعب بحياتهم.

ما المشكلة؟

واجهت شركة إير فرانس ظروفا صعبة منذ أكثر من عقد لا سيما بسبب ظهور شركات طيران منافسة بعضها يستخدم مبدأ الكلفة المنخفضة وبعضها الآخر يستخدم مبدأ الفخفخة. وتركزت منافسة النوع الاول من الشركات على الرحلات القصيرة والمتوسطة مثل شركة اي جيت وشبيهاتها.

أما بالنسبة للمسافات الطويلة فجاءت المنافسة من دول الخليج الغنية بالنفط ودول أخرى ذات إقتصاد ناهض. وكان على الشركة أن تصارع من أجل البقاء فقررت في عام 2008 تنفيذ خطة لالغاء ثلاثة آلاف وظيفة وتجميد اي توظيف جديد دون ان يتضمن القرار اعادة النظر في الهيكلية لضمان الديمومة.

ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية ساءت الامور ثم جاءت خطة تحمل "التغيير" بين 2012 و 2015 وتلتها خطة "تحسين الاداء" وتستمر حتى 2020 وبدأ كل ذلك مع تسلم الكسندر دون جونياك إدارة الشركة في نهاية عام 2011. وتتضمن الخطط الغاء آلاف الوظائف لغرض البقاء ومن هنا جاء غضب عمال الشركة وموظفيها الذين يخشون& فقد مصدر رزقهم في فترة اقتصادية عصيبة.

هذا ويرى مراقبون أن شركة إير فرانس لم تستطع التكيف ومواكبة المستجدات حتى ان اسعارها اكثر من اسعار شركات طيران اوروبية مثلها بـ 25%.