أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفضه بأن يتحول الاتفاق الرباعي مع روسيا وإيران وسوريا إلى إرسال قوات إلى بلاده. مؤكدًا ان دول العالم تدعم العراق في حربه ضد الإرهاب، لان لها مصلحة في تجنيب مواطنيها مخاطره أيضًا.. وأكد تصميمه على ضرب الفساد برغم مقاومة الفاسدين، منتقدا هدر الحكومات السابقة للمال العام.&
&
واضاف العبادي خلال افتتاحه مستشفى جديد في مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) الثلاثاء بلغت كلفته حوالى 100 مليون دولار أن العراق ينجز هذه المشاريع في وقت يخوض فيه حربا مقدسة ضد الارهابيين من أعداء الإنسانية الذين لا يريدون خيرا للعراق والذين يقاتلون ابناءه في ساحات المواجهة العسكرية ضد تنظيم داعش.
&
ووعد العبادي في كلمته التي تابعتها "إيلاف" بتحقيق انتصارات حاسمة في جبهات القتال ضد الإرهاب. وقال "إن الكثير من دول العالم تقف معنا في هذه الحرب ضد داعش .. واني لا يمكن أن امنع أي دولة تريد مساعدتنا في هذه الحرب".
&
وأضاف أن لجميع هذه الدول مصالح في الوقوف بوجه داعش كما للعراق مصلحة لان هذا التنظيم لا يمثل تهديدا للعراق وحده وانما لكل الدول الاقليمية والمجتمع الدولي الذي يشعر ويقدر خطورته من خلال توجه آلاف المهاجرين اليهم وبشكل سيؤثر على اوضاعهم الاجتماعية والمالية ولذلك لهم مصلحة في الحرب ضد التنظيم كما للعراق مصلحة مماثلة ايضا .. موضحا ان المساعدات التي تقدمها مختلف الدول للعراق في هذا المجال تقوم على احترام السيادة العراقية.
&
غرفة العمليات مع روسيا وإيران وسوريا
&
وحول غرفة العمليات التي تم الاتفاق على انشائها في بغداد للتنسيق بين الجيوش العراقية والروسية والايرانية والسورية في مواجهة تنظيم داعش اشار العبادي الى ان هذه الفكرة قد طرحت قبل ثلاثة اشهر لكنه لم يتم&حتى الان تنفيذها .. موضحا انه لا تعارض بين هذا الاتفاق والتحالف الدولي ضد داعش الذي يضم حوالى 60 دولة.
&
وشدد العبادي على أن الاتفاق الرباعي لا يعني مطلقا وجود قوات اجنبية من دوله على الأراضي العراقية لان هذا سيعتبر خرقا للسيادة العراقية .. موضحا انه حتى الغطاء الجوي وضرباته ضد داعش فإنها تتم بموافقة وعلم السلطات العراقية .. ومن ذلك عبور الطائرات الاجنبية الاجواء العراقية او قيامها بطلعات استطلاعية وارضاع جوي.&
&
واشار الى ان طائرات اف 16 الاميركية وصلت العراق مؤخرا وشاركت في هجمات ناجحة ضد اهداف داعش ومقاتليه وستصل طائرات اخرى قريبا .. لكنه اشار الى انه لا قيمة للضربات الجوية من دون وجود مقاتلين عراقيين على الارض .. وقال "التحالف الدولي لم يقدم لنا الدعم المتوقع لكننا نقبل كل ما يقدم لنا في الحرب ضد الارهاب ومن خلال ضربات التحالف الجوية نحمي مقاتلينا على الأرض".
&
وشدد العبادي على وجود مصلحة عراقية بقبول الدعم الروسي في الحرب ضد الارهاب .. وقال "نجد تلاقي في هذا التفاعل في المصالح وحديثنا مع الروس سابقا كان يدور حول وجود ما بين 2000 و2500 مقاتل روسي شيشاني يحاربون في العراق وسوريا وهم مقاتلون خبراء في المتفجرات فأصبح لدى روسيا استيعاب للمخاطر التي يشكلها هؤلاء المقاتلون فانضموا الى الحرب ضد الارهاب".
&
اصرار على مواجهة الفساد وإهدار المال العام للحكومات السابقة
&
واشار العبادي إلى وجود ترهل في مؤسسات الدولة وهدر للمال العام خلال السنوات الماضية بسبب سوء الادارة والاهمال وهي ظواهر تشكل اسوأ انواع الفساد الذي تعرض له العراق .. موضحا ان بعض الفاسدين يأخذون نسبا من قيمة المشاريع المنفذة وهو فساد آخر.
&
واضاف ان عملية الاصلاح التي يقودها حاليا طويلة ومضنية لان الكثير ممن تعودوا على سياقات عمل تكفل لهم الحصول على المال العام لا يريدون تغيير هذه السياقات ولذلك فهم يقاومون الاصلاح وبشكل قال انه "ولّد معارضة ومقاومة من داخلنا من قبل الفاسدين لانه حين تنظم الامور ويوقف هدر المال العام فإنه سيتم انهاء الفساد ومنع الفاسدين من مد أيديهم إلى المال العام".
&
واكد العبادي ضرورة دعم القطاع الخاص وقدراته لتحسين اوضاع الاقتصاد وانتقد الاعتماد كليا على الواردات النفطية موضحا ان هذه الواردات يجب ان تكون داعمة للانتاج المحلي وليس الاعتماد الاول عليها في الواردات. ونوه الى ان واردات العراق انخفضت حاليا بنسبة 45 بالمائة نتيجة انخفاض اسعار النفط في وقت مطلوب من الدولة توفير الخدمات ومرتبات الموظفين ونفقات الحرب الباهظة ضد الارهاب وهو ما يتطلب معالجات مهمة للخروج من هذا الوضع.
&
وأقر العبادي ان العراق يواجه حاليا معضلة لان الحكومات السابقة انفقت اموالًا باهظة لا مردود لها .. وشدد على ضرورة خلق منظومة للاستفادة من الكفاءات العراقية واعادة المهاجرة منها ومواجهة البيروقراطية التي تعطل القرارات التي تصدرها الحكومة في سبيل الإصلاح.
&
وشدد بالقول انه سيستمر بالضرب على ايدي الفاسدين .. وقال: "لا يمكن ان نطلب من شبابنا الدفاع عن العراق بوجه الارهاب ثم نسمح بوجود فاسدين بيننا يسرقون المال العام". وأكد بالقول "لن نسمح او نتسامح مع الفساد والفاسدين".
&
وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد دعا الجمعة الماضي الى اصلاحات حقيقية وجريئة والاستمرار بها بدون تردد او استرخاء ومعاقبة المسؤولين السراق واسترجاع الأموال التي نهبوها.
&
&يذكر ان العبادي وضمن حزم الاصلاحات التي اطلقها منذ آب (أغسطس) الماضي قد اعفى 123 وكيل وزارة ومديرا عاما من مناصبهم واحالتهم الى التقاعد .. كما قرر تقليص عدد المناصب الوزارية الى 22 بدلا من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات &ودمج ثماني وزارات وجعلها اربعا فقط. كما قام بتقليص مرتبات المسؤولين الكبار والغاء غالبية عناصر حماياتهم وإعادتهم إلى القوات الأمنية.
&
واتت هذه الخطوات الإصلاحية بعد أسابيع من التظاهرات في بغداد ومناطق عراقية عدة طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. &