استبعد الكرملين إمكانية فرض التسوية السياسية في سوريا من خلال العملية العسكرية الروسية، وتزامناً، رفضت الانتقادات الأميركية وذكّرت واشنطن بموقفها المتعاطف معها بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.


نصر المجالي: قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن "المسار السياسي للتسوية السياسية هو الهدف النهائي للعمليات الروسية، كما أنه الهدف الأساسي للمجتمع الدولي، والآراء هنا تتطابق.

وأشار إلى أن المسار السياسي هو الهدف المطلق للقيادة السورية، الأمر الذي سمعنا عنه الكثير خلال الأسابيع القليلة الماضية "إن لم أكن مخطئا".

وقال بيسكوف: لقد أكد وزير الخارجية السوري& ذلك قبل أيام في مقابلة تلفزيونية "لذلك من الصعب ربط احتمال التسوية السياسية مع عملية القوات الجوية الروسية".

موقف المعارضة

وجاء هذا الموقف ردا على تصريحات لبعض ممثلي المعارضة السورية تناقلتها وسائل إعلام وزعموا فيها أن العملية الجوية الروسية في سوريا تدفعهم إلى التخلي عن المفاوضات الخاصة بالتسوية السياسية.

وكانت بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة أصدرت أمس الاثنين بيانا طالبت فيه بوضع حد للغارات الروسية على سوريا، مدعية أن تلك الغارات "قطعت الطريق على أي حل سياسي".

وجاء في البيان أن الحملة الروسية جاءت "في لحظة سياسية حرجة من عمر الثورة بهدف فرض نفسها(موسكو) كلاعب أساسي في العملية السياسية في سوريا وضمان مصالحها الإقليمية".

وفي بيان آخر وقعه عدد من فصائل المعارضة المسلحة ونشره الائتلاف الوطني السوري بعد بدء العملية الجوية الروسية في سوريا، اعتبر المعارضون أن الغارات الروسية قد تشكل "نقطة لاعودة في العلاقة بين الشعب السوري من جهة وروسيا من جهة أخرى، وتظهر بطريقة لا تحتمل الشك أن روسيا لم تكن جادة أو صادقة في التزامها بالعملية السياسية".

وترفض موسكو مطالب المعارضة السورية بوقف الغارات والربط بين تلبية تلك المطالب ومشاركة فصائل المعارضة في مفاوضات السلام، مصرة على القول أن جميع الغارات الروسية تستهدف حصريا فصائل إرهابية.

رفض الانتقادات

وإلى ذلك، رفضت روسيا بشدة الانتقادات الأميركية لضرباتها الجوية في سوريا يوم الثلاثاء وحرصت على تذكير واشنطن بدعمها لها في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) العام 2001 في نيويورك.

وتنتقد موسكو بشدة ما تصفها بحملة دعائية غربية تهدف إلى تشويه هدف تدخلها في سوريا.

ويقول الكرملين إن هدفه الأساس هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ولكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتهم روسيا بالسعي لدعم الأسد واستهداف جماعات المعارضة الأخرى.

وفي تصريحات، لـ (رويترز) قالت إنها من المرجح أن تثير رد فعل في واشنطن، استحضرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء رد فعل الكرملين لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) في إطار رفضها للموقف الأميركي تجاه العملية الروسية في سوريا.
وقالت في مؤتمر صحافي "أود أن أذكركم... بعد هجمات 11 سبتمبر شاركنا الولايات المتحدة ألمها إذ أننا نتفهم ما يعنيه الإرهاب".

وأضافت "دعمنا الولايات المتحدة في كل شيء بما في ذلك في مجلس الأمن. ساعدناها على محاربة الإرهاب. لم نتساءل "هل هم إرهابيون جيدون أم سيئون؟".

هجمات المتشددين

وتحدثت زاخاروفا عن تاريخ روسيا مع هجمات الإسلاميين قائلة إن قتال الإسلاميين المتشددين مسألة أمن قومي بالنسبة لموسكو.

وقالت "لقد مررنا بذلك ونعلم ما هو ولا نريد أن نرى إرهابا دوليا في بلادنا ثانية. هذا أمر مؤلم بالنسبة لنا. ونتوقع تفهما فيما يتعلق بهذا الأمر."

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب الإذن من المجلس الفيدرالي، في وقت سابق، لاستخدام القوات المسلحة الروسية في الخارج. ووافق المجلس على الطلب.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء العمليات الجوية الروسية بضربات تستهدف مواقع "الدولة الإسلامية" في سورية. وصرح رئيس إدارة الكرملين سيرغي إيفانوف، في وقت سابق، أن روسيا تعتزم استخدام الطائرات فقط، بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقود المعركة ضد الإرهابيين.

تقليص عدد السفن

على صعيد آخر، نقلت وكالة "تاس" عن مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو أن القوات البحرية الروسية ستقلص عدد سفنها المتواجدة قبالة السواحل السورية يوم الأربعاء 6 تشرين الأول/اكتوبر إلى 5 سفن.

ووفقا لأقواله فإن نحو 10 سفن تابعة لأساطيل البحر الأسود وبحر البلطيق والشمال تتواجد حاليا بالقرب من الساحل السوري من أجل توفير الدعم اللوجستي للوحدات العسكرية الروسية.

وقال المصدر: "كان في الجزء الجنوبي الشرقي من البحر المتوسط بالقرب من السواحل والموانئ السورية يوم الاثنين 15 سفينة، لكن 5 منها تابعة لأسطول البحر الأسود اتجهت إلى الجزء الشمالي من البحر المتوسط لتمر عبر المضيق وتعود إلى البحر الأسود. وسيتم تقليص السفن يوم الأربعاء 5 سفن".

وأشار المصدر إلى أن عدة سفن إنزال كبيرة وسفن مساعدة تبقى حتى الآن في ميناءي طرطوس واللاذقية تحت حماية السفن الحربية من أجل تسليم الذخيرة والإمدادات الأخرى للفرقة الروسية.