كشف معارض بارز لـ "إيلاف" أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، طلب من الائتلاف الوطني السوري المعارض خلال لقاء في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة "توسيع المشاركة السياسية"، لتشمل كافة أطياف المجتمع السوري وتياراته السياسية، كما علمت "إيلاف" أن الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون طلب أن يكون اجتماعه مع الائتلاف سريًا.

بهية مارديني:&عاد وفد الائتلاف الوطني السوري من نيويورك، بعد إجراء عدة لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وعدد من الوزراء والمسؤولين، اضافة إلى اجتماع مع بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة الذي أراده سريًا.
وللحديث عن اللقاءات، وما سبب تأخير وفد الائتلاف عن لقاء وزيري خارجية النمسا والفاتيكان، وكيف كان لقاء بان كي مون، وماذا دار في اللقاء مع وزير الخارجية السعودي، أوضح القيادي الكردي فؤاد عليكو عضو الائتلاف وعضو الوفد لـ "إيلاف"، "لقد كانت تجربة ثرية ومليئة باللقاءات المكثفة مع العديد من المسؤولين الدوليين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الفرنسية هولاند، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وعدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب. كما جرت عدة لقاءات هامة مع مساعدي الامين العام للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحقوق الإنسان، والإغاثة، ومساعد وزير الخارجية الاميركي، وقد استقبل الوفد بشكل رسمي إسوة ببقية الوفود المدعوة".
وأكد "كانت المحادثات تتركز حول عدة نقاط أساسية: الأزمة السورية بشكل عام، وكيفية محاربة الإرهاب سواء أكان ارهاب النظام أم ارهاب المنظمات المتطرفة، كداعش، ومبادرة ديمستورا ووضع اللاجئين والهجرة إلى أوروبا والمنطقة الآمنة، وكان موقف الائتلاف واضحاً من هذه القضايا، أما مواقف الدول فكانت متباينة، بين مؤيد بقوة للثورة السورية، رافضاً اشراك بشار الأسد في أية مرحلة من مراحل تطبيق بيان جنيف، وبين متعامل بشكل ضبابي مع الملف السوري وبشكل يترك مساحة لتساؤلات كثيرة".

لقاءات لم تعقد
أما بالنسبة لعدم تمكنهم من اللقاء بوزير خارجية النمسا، فقال "لقد كان بسبب ضيق الوقت الفاصل بين لقائنا بوزير خارجية الفاتيكان وموعدنا مع وزير خارجية النمسا، وما حصل من اختناقات مرورية أثناء عودتنا واعتذرنا منه ولم تكن هناك أية أسباب أخرى".

لقاء مع الجبير
وحول لقاء عادل الجبير وزير الخارجية السعودي مع وفد الائتلاف، أشار عليكو إلى "أنه من المعروف ان المملكة العربية السعودية، من الدول الصديقة للشعب السوري ومؤيدة بقوة لثورته، ووقفت إلى جانبه منذ اليوم الأول للثورة، فلقد قال بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، لذلك يتوجب عليكم توسيع دائرة المشاركة السياسية لتشمل كافة أطياف المجتمع السوري، وتياراته السياسية ولدينا الإستعداد لمساعدتكم في هذا المسعى، ومن الممكن أن تطرحوا فكرة سوريا دولة ديمقراطية مدنية، لأنكم متهمون بسيطرة التيار الإسلامي على جسم الائتلاف، وان تمنحوا الاقليات القومية والدينية امتيازات أكثر" .
ورأى عليكو "أن هذه الرؤية تصب في مصلحة الشعب السوري، وعلينا كائتلاف الوقوف عندها بكل مسؤولية".&وكان قد التقى الجبير في نيويورك بوفد الائتلاف الذي ترأسه خالد خوجة رئيس الائتلاف في مقر وفد المملكة الدائم.
&
وجرى خلال اللقاء بحث الأزمة السورية، ومستجداتها على الساحة الدولية، وفي إطار دعم الحقوق المشروعة للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية في ظل سيادتها واستقلالها.&
وحضر اللقاء من الجانب السعودي الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان ، ومدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي ، والقائم بالأعمال في السفارة بواشنطن سامي السدحان.&
وأشاد خالد خوجة بمواقف المملكة، والجهود الدبلوماسية لوزير الخارجية عادل الجبير في دعم قضية الشعب السوري.
ووصف نائب رئيس الائتلاف هشام مروة اللقاء في تصريحات صحافية بالإيجابي، وقال إنه تناول دور الائتلاف باعتباره أكبر ممثل لمكونات الشعب السوري المختلفة، وقدّم فيه وفد الائتلاف رؤيته السياسية المكونة من 13 نقطة توافق عليها سابقاً مع أطراف أخرى من المعارضة.
وأكد الجبير للوفد تمسك المملكة العربية السعودية بموقفها بوجوب رحيل الأسد، ورفض أي دور له في المرحلة الانتقالية، مشيراً الى أن بعض التصريحات الدولية الأخيرة أُخذت بغير مجراها، وأن المملكة ملتزمة بضرورة رحيل الأسد. واتفق الطرفان على الاستمرار في مسار الحل السياسي، رغم ما اعتبراه عرقلة روسية في ظل تدخلها العسكري في سوريا. كما أجمع الطرفان على أن مكافحة الإرهاب تبدأ برحيل الأسد وتستمر خلال مرحلة الحكم الانتقالي. وبحثا أيضاً أزمة اللاجئين، وطالبا بتكثيف المساعي الدولية لحل الأزمة بحسب نائب الائتلاف.
&
والأمين العام
أما عن اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة فاعتبر أنه "كان إيجابيًا " ووعد كي مون، بحسب عليكو، "بذل اقصى الجهود لإخراج الشعب السوري من محنته، ووجد في مبادرة دي مستورا نقاطاً إيجابية قد تؤدي إلى مخرج للأزمة، لذا تمنى علينا أن يتم التجاوب معها بمرونة وحكمة".

هولاند
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال قبل لقائه بوفد الائتلاف الاثنين الماضي، إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحاً طرحته تركيا والائتلاف الوطني السوري، بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا.
وأضاف هولاند خلال مؤتمر صحفي في نيويورك : إن وزير خارجية بلاده لوران فابيوس "سيبحث في الأيام القادمة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمين هذه المنطقة وما الذي يفكر فيه شركاؤنا".
وأوضح هولاند أن هذا الاقتراح "لن يحمي الذين يعيشون في تلك المناطق وحسب، ولكن يمكن أن يعود اللاجئون إلى هذه المنطقة، وهذه هي الفكرة الكامنة وراء الاقتراح".
واعتبر أنه "يمكن أن يجد (الاقتراح) مكاناً له في قرار لمجلس الأمن الدولي يضفي شرعية دولية على ما يحدث في هذه المنطقة".
&
فيما كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو عن أن تركيا يمكنها بناء ثلاث مدن كبيرة في المنطقة الآمنة، ليست على شكل مخيمات، وإنما بيوت مسبقة الصنع، كما فعلت في مناطق بتركيا إبان الزلازل، بمعنى أن تكون المدن الثلاث على مسافة 100 كيلومتر ما بين مدينتي مارع وجرابلس، وتستوعب كل مدينة 100 ألف سوري، ويكون التمويل أوروبياً والتنفيذ تركياً، خاصة أن أوروبا بدأت تفهم معنى أزمة اللجوء التي تتحملها تركيا حكومة وشعباً على مدار السنوات السابقة.
وكان رئيس الائتلاف قد أكد على ضرورة إقامة المنطقة الآمنة في سوريا؛ لأنه اعتبرها ستحمي الكثير من السوريين من براميل نظام الأسد المتفجرة وطيرانه المجرم، وستبسط مفهوم الإدارة المدنية، وهكذا يتم مكافحة الإرهاب والتطرف بشكل أكبر.
وأضاف: "إن المنطقة الآمنة تعني تحقيق الاستقرار، وبإحلال المنطقة الآمنة يرجع اللاجئون إلى أرضهم، ويتم إيصال المساعدات الإنسانية إليهم بشكل أكبر".&
&