رغم الإضطرابات الأمنية والتظاهرات والنفايات، تصدر لبنان المركز الرابع لأعلى نسبة إشغال فنادق في الشرق الأوسط، ويُعيد الكثيرون الأمر إلى تنوّع مناخه الفريد في المنطقة.
&
بيروت: حظيت مدينة بيروت على صعيد إقليمي، عن الأشهر السبعة الأولى من عام 2015، على رابع أعلى نسبة إشغال فنادق (56%) بين عواصم المنطقة التي شملها تقرير أرنست أند يونغ، حول أداء الفنادق ذات فئة الأربع والخمس نجوم في منطقة الشرق الأوسط، في حين تصدّرت إمارة أبو ظبي لائحة عواصم المنطقة لجهة أعلى معدّل اشغال بين الفنادق ذات فئة الأربع والخمس نجوم، والذي بلغ 79% في الفترة المذكورة، تبعتها مدينة الدوحة (71%) ومدينة الرياض (64%).
&
الأحداث الأمنية
في هذا الخصوص، يؤكد الخبير الدكتور إيلي يشوعي لـ "إيلاف"، أن هذا لا يعني أن الوضع السياحي في لبنان ممتاز، إنما الدول المحيطة بنا تشهد أحداثًا أمنية من شأنها أن تعطل السياحة فيها وأيضًا في لبنان، لذلك يبقى لبنان في الحد الأدنى للوضع الأمني الذي يتمتع به وبمناخ جيد يبقى يجذب السياح، رغم النفايات والأمور التي أثرت سلبًا على موسم الإصطياف هذا العام.
كيف يمكن تحسين نسبة إشغال الفنادق في لبنان، وبالتالي السياحة عمومًا؟
يشير يشوعي إلى أن التحسين يكون من خلال بيئة مرحبة للسائح، وحاضنة له وتريحه، وهذه البيئة غير موجودة، خصوصًا مع أزمة النفايات والتصحّر وكل أنواع الأزمات كانقطاع التيار الكهربائي، وانقطاع المياه وهي ضروريات أساسية تفتقدها حياتنا اليومية في لبنان، وكلها لا تشجع السائح&على المجيء إلى لبنان.
من دون أن ننسى فوضى تعريفات النقليات، وكل الأمور غير المنظمة في لبنان، الذي يبقى بلدًا جميلاً بطبيعته غير أن الإنسان فيه سيئ جدًا وخصوصًا ان حكامه سيئون، فهو بلد فيه ميزات تفاضلية كثيرة مقارنة مع دول المحيط، ولكن مع سياسيين سيئين جدًا ومع شعب فردي لا يؤمن بالعمل الجماعي لذلك تبقى السياحة ضعيفة فيه.
&
منافسة خارجية
مع وجود المنافسة من بعض دول الخليج كدبي مثلاً في السياحة كيف يمكن أن يستثمر لبنان في إشغال فندقي يميزه عن البلدان المجاورة؟ يجيب يشوعي أن هناك أمرًا لا يمكن أن نُنافس عليه في البلدان المجاورة وهو أننا نملك مناخًا متنوعًا وجميلاً، ولا دولة عربية حتى لو كانت ذات ثراء فاحش، لا يمكن أن تنافس لبنان لامتلاكه مناخًا فريدًا في المنطقة، فالعامل المناخي يبقى الأساس، لكن هذه الطبيعة الجميلة جدًا في لبنان نحن شوهناها بكل الوسائل، من قطع أشجار وتصحّر، ورمي نفايات وتلويث مياه الأنهر والبحر، والإنسان في لبنان وخصوصًا الحكّام فيه دمروا كل شيء جميل فيه. ولبنان الواحة الخضراء أصبح صحراء.
هل يمكن القول إن السياحة في لبنان بحالة خطر؟ يؤكد يشوعي أن كل لبنان بحالة خطر، والإنسان فيه بحالة سيئة، والحراك الشبابي الذي حصل كشف أمورًا كثيرة، وكنا نعرف مدى الفساد والهدر والمخالفات والخروج عن القواعد والقوانين والأخلاق، لكن هذا التحرك الشبابي أظهر هذه الأمور وبشاعتها.
&
تراجع
أما أمين عام اتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي فاعتبر أنه خلال تشرين الاول (اكتوبر) ستتراجع المؤشرات السياحية بنسب غير معقولة بعد عطلة عيد الاضحى حيث وصلت نسبة التشغيل في بيروت إلى 40 في المئة وخارج بيروت الى 70 في المئة خصوصًا في جونيه وجوارها.
واستغرب بيروتي كيف يمكن للسياحة أن تتحسن في بيروت في ظل الفراغ الذي تعانيه منطقة الوسط التجاري وغيرها من المناطق البيروتية.
&