نفت مصادر مقربة من هولاند أن يكون الرئيس الفرنسي اقترح على بوتين تحالفًا بين الجيش السوري النظامي والحر المعارض، في وقت أعلن بوتين أن الطيران الروسي سيساند الجيش السوري في عملياته البرية ضد داعش، وأن روسيا شنت منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في أواخر الشهر الماضي غارات جوية مستهدفة 112 هدفًا.

إيلاف - متابعة: أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قواته نفذت ضربات صاروخية من سفن حربية في بحر قزوين ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن شويغو قوله إن أربع سفن حربية أطلقت 26 صاروخا من طراز كروز ضد 11 هدفا، وأن الأهداف دُمّرت. وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجيش بلده، مشيرا إلى أن الأهداف كانت تبعد نحو 1500 كيلومتر عن السفن.

واعلن الرئيس الروسي الاربعاء ان ضربات الطيران في سوريا ستتكثف دعما لهجوم بري يشنه الجيش السوري ضد تنظيم داعش وذلك بعد اسبوع على القصف وضرب 112 هدفا.

وقال بوتين خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نقله التلفزيون الروسي "ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع- ضد الارهابيين-. وبالتأكيد لا يزال من المبكر استخلاص نتائج لكن ما تم القيام به حتى الان يستحق تقديرا جيدا".

وتحدث الرئيس الروسي ايضا عن هجوم بري محتمل للجيش السوري ضد التنظيم مؤكدا أن العمليات العسكرية الروسية في هذا البلد "ستكون متزامنة" مع تحركات القوات الحكومية. وقال بوتين خلال الاجتماع ان الجهود الروسية "سيتم تنسيقها مع تحركات الجيش السوري على الارض وتحركات قواتنا الجوية ستدعم بفعالية هجوم الجيش السوري".

عمليات برية واسعة

الى ذلك بدا الجيش السوري الاربعاء عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية، تزامنا مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين ان قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاربعاء "بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي (...) تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي".

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "طائرات حربية روسية نفذت منذ ليل الاربعاء الخميس حتى الان 23 غارة على الاقل على ريف حماة الشمالي، اضافة الى 14 غارة استهدفت محافظة ادلب (شمال غرب)". ووصف المرصد الغارات الروسية في الساعات الاخيرة بانها "اكثر كثافة من المعتاد"، لافتا الى انها "المرة الاولى التي تترافق فيها مع اشتباكات ميدانية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة".

وافاد المرصد عن مقتل "مواطنتين وطفلة الاربعاء في غارات لطائرات يعتقد انها روسية في بلدة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي"، فيما تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن "ضربات دقيقة على اوكار تنظيم داعش في مناطق عدة من حلب وريفها". وبحسب المصدر العسكري السوري، يستهدف الهجوم البري "اطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا" التي تتعرض منذ ايام لضربات روسية جوية.

ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر، جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، اضافة الى فصائل اخرى مقاتلة بعضها اسلامية كـ"صقور الغاب وتجمع العزة". واكد مصدر عسكري في ريف حماة لوكالة فرانس برس "إن الجيش السوري يعمل في عملياته الاخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي".

ويسيطر "جيش الفتح" المكون من فصائل اسلامية عدة بينها جبهة النصرة وحركة احرار الشام على محافظة ادلب. وتنتشر هذه الفصائل الاسلامية اضافة الى مجموعات اخرى مقاتلة في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي.& وحاولت هذه الفصائل خلال الاشهر الاخيرة التقدم من ادلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية (غرب) التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد.

ويسعى الجيش، وفق المصدر، الى "تأمين طريق دمشق حلب الدولي" الذي يمر عبر حماة و"المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية". وتزامن بدء هذه العملية مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء ان العمليات العسكرية الروسية المقبلة في سوريا "ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري، كما ان سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري".

في سياق متصل، اعلن لواء "صقور الجبل"، وهو فصيل سوري مقاتل يتلقى دعما اميركيا، ان غارات روسية دمرت امس مستودعات اسلحته الرئيسة في ريف حلب الغربي (شمال). وتثير الحملة الجوية الروسية قلق دول غربية داعمة للمعارضة المعتدلة. واكدت مصادر في اوساط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نفي اقتراحه اقامة تحالف بين الجيش السوري و"الجيش السوري الحر" خلافا لما اعلنه بوتين في وقت سابق اليوم، موضحة انه "تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة".

الرئاسة الفرنسية تكذب بوتين

إلى ذلك، أعلنت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي الأربعاء أن فرنسوا هولاند لم يقترح تحالفًا بين الجيش السوري النظامي و"الجيش السوري الحر" المعارض للأسد خلافًا لما أعلنه الرئيس الروسي، مشيرة إلى أنه ذكر فلاديمير بوتين "بضرورة وجود المعارضة السورية" في مفاوضات السلام.

واوضحت المصادر ان "الرئيس تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة. والبقية ليست فكرة فرنسية". وسيلقي هولاند كلمة لاحقا مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ (شرق فرنسا).

وكان بوتين اعلن الاربعاء ان هولاند عرض عليه فكرة "مثيرة للاهتمام" هي "توحيد جهود" القوات الحكومية و"الجيش السوري الحر" المعارض. والجمعة اعلن الرئيس الفرنسي انه بحث مع بوتين ضرورة السعي الى حل سياسي يخول "الحكومة والمعارضة تشكيل حكومة توافق". وكرر القول ان "مستقبل سوريا يمر برحيل بشار الاسد".