اعتبر مسؤول عراقي بارز اليوم، أن حرب العراق ضد الإرهاب شرسة وطويلة لكنه قال إن رسالة العراقيين الهية سيحققون النصر فيها ويمهدون لظهور الامام المهدي المنتظر، وأكد ضرورة التقدم بقوة لانجاز الاصلاح ودعا لمعالجة مشكلة هجرة الشباب، فيما حذرت مراجع شيعية من خطورة نفاذ صبر الشعب من الظلم الواقع عليه.

لندن: قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم الخميس، في كلمة بمؤتمر المبلغين والمبلغات بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد)، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، "نحن نعلم أن معركتنا ضد الإرهاب طويلة وشرسة، ولكن ستحسمها ارادتنا الصلبة النابعة من عقيدتنا باذن الله تعإلى واليوم حركتنا في المجتمع هي حركة دفاع وبناء، ندافع عن مقدساتنا ونبني مستقبل اجيالنا ونمهد لظهور امامنا (المهدي المنتظر الامام الثاني عشر لدى الشيعة والغائب منذ قرون بانتظار ظهوره) فنحن جزء من مشروع آلهي في هذا العالم ونتحمل المسؤولية الأكبر لأننا نشغل الموقع الجغرافي الأهم في هذا المشروع حيث العراق والكوفة والنجف"، مشيرًا إلى ان "تجربتنا حديثة ومرتبكة وقد تداخلت فيها الكثير من العوامل الداخلية والخارجية وعلينا ان نقيم ونصحح ونعاود العمل ونستمر بالتقدم للأمام ونلتفت للخلف كي نرى كم قطعنا من أشواط وكم انجزنا وأين اخفقنا وتلكأنا". وقال "لقد انعم الله علينا بهذا الوطن وهو وطن علي والحسين عليهما السلام ومن هذا الوطن ستنطلق راية الامامة المهدوية لتطوف في ارجاء العالم كله ولذلك نحن نعرف ماذا يعني العراق ولأي غاية آلهية اخذ هذا الدور المحوري في حركة التاريخ".
&
ودعا الحكيم حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى خلق شراكات حقيقية في الإصلاح والتقدم للأمام بقوة، وقال "ان مرجعيتنا العليا تحدد لنا اتجاه البوصلة وتقدم الكثير من الدعم والإسناد وهي فرصة ثمينة قد لا تتكرر وعلى الحكومة أن تستثمرها بأقصى طاقاتها من اجل ان تنهض بالأعباء والمسؤوليات المكلفة بها". واضاف انه من هذا المنطلق "لا نحتاج إلى كثير من الجهد كي نثبت ان أهمية العراق تتجاوز حدوده الجغرافية وتتعدى امكانياته الاقتصادية وتفوق بكثير عدد سكانه بكل مللهم وطوائفهم وأن يكون العراق نقطة التقاء المشاريع وتقاطعها وصراعها فهو ليس بالشيء الجديد على تاريخ هذا الوطن وهذه الأرض، اذ نقرأ في كتب التاريخ عن احداث لم نكن نتصور وقوعها رغم تفاعلنا معها، ولكننا الان اصبحنا نرى ونسمع ونعيش هذه الاحداث ".
&
واشار إلى أنه أمام هذا السيل من التطرف والتكفير والإرهاب، &فإن دور المبلغين الشيعة كبير وعظيم، فهم اليوم "مقاتلون ناطقون ودورهم أهم من المدافع والطائرات لأنها حرب عقيدية وليست حرب جيوش لأن عدونا التكفيري يستهدفنا بدوافع عقيدية منحرفة ومن كانت عقيدته اقوى وارسخ واصلب سينتصر فيها طالت ام قصرت"، مشددًا بالقول "ان حربنا اليوم هي حرب مقدسة لأننا نخوضها كشعب ودولة بفتوى مرجعيتنا المباركة". وقال "اليوم بفضل من الله أصبح العالم ينصت عندما تتكلم النجف ويستمع لما تقوله النجف ويعيد ترتيب أولوياته في المنطقة بناء على أولويات النجف".
&
وعن هجرة الشباب العراقي إلى الخارج، اشار الحكيم إلى انه "علينا ان نركز على موضوع مهم نشعر به جميعاً، وهو موضوع هجرة أبنائنا إلى الخارج وهي مسؤولية كبيرة نتحملها في هذا المجال، فنحن نمثل الخط الايماني في المجتمع، وعلينا ان نكون قريبين من الشباب نتلمس احتياجاتهم ونتفهم مشاكلهم" .
وشدد على ان "الأمم الفتية والشابة هي نعمة الهية واليوم نرى شبابنا يهاجر ويتعرض لمخاطر الموت في هذه الهجرة وعلينا أن ندرك بأن العالم اصبح كالقرية الصغيرة وأن وسائل الاتصال قد ازالت الكثير من الحدود وأيضا الكثير من الخصوصية، اننا ندرك أن هناك الكثير مما يحتاجه شبابنا في حياتهم، ونحن لا نوفره لهم حاليًا بالطريقة المناسبة، ولذلك يجب كسب احترام الشباب وثقتهم لأنها الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم وتغيير بعض أفكارهم الخاطئة".
&
مراجع دين يحذرون من خطر نفاذ صبر الشعب من الظلم
وخلال المؤتمر نفسه، فقد حذر مراجع الدين الكبار في النجف من خطورة الأوضاع التي يمر بها العراق، &مشددين على وجود أزمة ثقة بين المواطن والمسؤول وعلى الحكومة الاسراع في الاصلاحات داعين إلى معالجة الاوضاع الخدمية والامنية ومشاكل النازحين ، محذرين مما وصفوه بـ"نهاية صبر الشعب ضد الظلم".
جاء ذلك خلال كلمات رسمية لمراجع الدين الحكيم والفياض والنجفي، ألقيت خلال المؤتمر ونشرتها الوكالة الوطنية العراقية "نينا"، حيث قال المرجع الشيعي السيد محمد سعيد الحكيم في كلمته التي القاها نجله علاء الحكيم " إن الشعب العراقي وشيعة اهل البيت، يتعرضون إلى هجمة ارهابية شرسة ادت إلى استشهاد وجرح ما لا يحصى من الابرياء وتهجير مئات الالاف من العوائل الآمنة، ولولا تدخل المرجعية الدينية في الدفاع عن المقدسات والارواح وكان لاستجابة المؤمنين في الدخول إلى الميدان في صد تلك الهجمة الظلامية، أثر في رد الهجمة الإرهابية، واننا اذ نثمن تلك الوقفة الشجاعة والإيثار ندعو المبلغين إلى التواصل مع المدافعين وشحذ هممهم وتقويتها ودعمها".
&
وطالب الحكيم " المتصدين للشأن العام مطالبة المؤسسات الدولية للتعامل مع هذه العمليات الإجرامية على إنها جرائم إبادة ضد الإنسانية وملاحقة من يدعمها من خلال المنظمات الدولية، ونطالب المتصدين للشأن السياسي توحيد صفوفهم وتوجيه الطاقات نحو هدف واحدة نحو بناء مؤسسات الدولة بأسس صحيحة لتقديم الخدمات للمواطنين "، مؤكدًا على ضرورة" معالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم للاستفادة من خبرات المنظمات الدولية بهذا المجال ورعاية عوائل الشهداء والجرحى وتخفيف معاناتهم".
&
من جانبه، حث المرجع الشيعي الشيخ محمد اسحاق الفياض السياسيين إلى ما وصفه بـ"الوفاء بواجباتهم تجاه المقاتلين في سوح القتال ضد عصابات داعش الإرهابية، داعيًا إلى الاسراع في تنفيذ ما وعدوا به من الإصلاحات، وأن تكون فعالة وجدية تلامس تغيير الواقع المنحرف فعليًا قبل فوات الأوان".
وشدد على ان البلاد تمر بأزمة ثقة بين المواطن وبين المسؤولين الحكوميين والحاجة الملحة إلى تلبية حاجات المواطنين ومطالبتهم وإصلاح الفاسد من أمور إدارة شؤون البلاد ومؤسساتها نتيجة الموروث السياسي الفاسد الذي خلف الكثير من المشاكل".
كما حذر المرجع الشيعي الشيخ بشير النجفي، من جانبه، مما وصفه بـ"انتهاء صبر الشعب بسبب وطأة الظلم الذي يتعرض له من سوء الخدمات وقلة والامن، مشدداً على ان " الشعب مازال يعاني من نقص ما فقده في زمن البعث المجرم".
وقال " علينا تنبيه المسؤولين للاهتمام بواجباتهم تجاه الشعب العراقي وحثهم للقيام بمسؤولياتهم وتبيان ما وصلت اليه حال الشعب العراقي من فقدان الخدمات الاساسية في البلد، من الغلاء الفاحش والتقصير المتعمد بالجانب الصحي"، محذرًا من "انتهاء صبر الشعب وخروج الأمور من سيطرة الحكماء،&و يحدث ما لا يحمد عقباه" .
&