تقوم مجموعة استثمارية ببناء مدينة كاملة في الولايات المتحدة ستتوافر فيها كل معالم المدن الحديثة، ولكنها ستخصص لأغراض التجريب والاختبار فقط.


ميسون أبو الحب: قد يتهيّأ للسامع والقارئ للوهلة الاولى أن هذه المدينة جزء من نتاج الخيال العلمي. وهي بالفعل كذلك مع بدء ظهور معالمها تدريجيًا. وتقع هذه المدينة في منطقة وعرة في نيو مكسيكو في الولايات المتحدة في منطقة وسطى بين حدود المكسيك والمكان الذي جرت فيه تجربة تفجير أول قنبلة ذرية، وتبلغ مساحتها 39 كيلومترًا مربعًا، وبإمكانها استيعاب 35 ألف ساكن، وفيها مركز تجاري حديث وضواحٍ سكنية وشوارعها معبدة أنيقة تحيط بها مساحات خضراء ومجمعات تسوّق وفيها حتى كنيسة.

كلفتها مليار دولار
يكلف انشاء هذه المدينة مليار دولار، ولكن لن يسكن فيها احد، رغم أن فيها كل ما تحتاجه أي مدينة اميركية لإدامة حياة سكانها. ذلك ان هذه المدينة ستتحول الى ميدان لاختبار وتجريب الابتكارات التكنولوجية وستستخدم مثل مختبر ضخم لدراسة تأثيراتها على المدن وبيئتها.

تموّل هذا المشروع مجموعة بيغاسوس العالمية للتكنولوجيا، وتتضمن مساحة تخصص للتجارب على صعيد النقل والمواصلات ثم البناء والانشاء والاتصال او حتى الامن وستتضمن ايضًا مساحات تخصص لتطوير اشكال جديدة من الزراعة والطاقة ومعالجة المياه وشبكة تحت الارض لجمع المعطيات وتحليلها، حسب قول المجموعة الممولة.

ويمكن لهذه المدينة أن تستقبل كل انواع التجارب، مثل اختبار السيارات الذكية التي تسير من دون سائق، حيث يمكن اختبارها من دون خوف على حياة احد من السكان. سيتم ايضا بناء منازل تزود بآليات لمقاومة الكوارث الطبيعية وتجهز بروبوتات حديثة وستجرى تجارب عليها ايضًا.

لخدمة المدن
ستستخدم في هذه المدينة مصادر طاقة بديلة من الثوريوم الذي سيتم تجريبه على نطاق واسع. ويحمل هذا النوع من الطاقة اسم الطاقة النووية الخضراء ويمكن ان تكون طاقة الغد.

والثوريوم واحد من اكثر الفلزات كثافة في العالم إذ تحتوي كمية صغيرة منه على كمية طاقة تزيد بعشرين مليون مرة على الكمية التي تحتويها كمية مشابهة من الفحم.

وقال مدير عام مجموعة بيغاسوس روبرت بروملي "هدفنا هو تجريب منتجات وخدمات وتكنولوجيا جديدة من دون التأثير على حياة احد". كما قال ايضًا "تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات على البحوث ولا تسوق سوى 2 أو 3 بالمائة من المنتجات التي تصنعها، ويمكن لهذه المدينة أن تزيد هذه النسبة". على اية حال المدينة لا تزال قيد البناء ولن تكتمل حتى عام 2018، حسب صحيفة لو فيغارو الفرنسية.

&