اعتبر مرجع سني عراقي أن تدخل إيران وروسيا في العراق وسوريا واليمن يهدف إلى إبادة المسلمين السنة وتصفيتهم، وليس موجّهًا ضد داعش. وقال إن طلب العبادي من موسكو شن غارات في العراق يدخل ضمن هذا المسعى.. فيما فشلت الأحزاب الكردية في التوصل إلى حل أزمة رئاسة الإقليم، بينما كان متظاهرون يطالبون بمرتباتهم المتأخرة منذ 3 أشهر يشتبكون مع قوات الشرطة التي أصابت بالرصاص اثنين منهم.


أسامة مهدي: قال المرجع السني العراقي الشيخ عبد الملك السعدي انه قد اتضح للعالم أن إيران وروسيا تهدفان إلى القضاء على المسلمين من أهل السنة وتصفيتهم في العراق وسوريا واليمن، بذريعة محاربة داعش والقضاء على الإرهاب. واشار الى ان التحالف، الذي يقصف مدن السنة تحت ذريعة مقاتلة ما يسمونه تنظيم "داعش"، هو في الحقيقة وعلى يقين أنه لا يصيب منهم إلا النزر القليل، فإن ضحيته هم العجزة والأطفال والنساء والعُزَّل.

واوضح الشيخ السعدي في بيان صحافي، حصلت "إيلاف" على نصه الجمعة، أن نزوح أهالي مدن السنة ليس خوفًا من داعش فقط، بل فرار من موت صواريخ التحالف، وهو ما يحصل الآن. واشار الى إنه اذا كانت لإيران مصلحة في احتلال العراق، فلا مصلحة لروسيا في ذلك.. متسائلًا: "وإلا فما المصلحة التي ترجوها من بقاء الأسد (الرئيس السوري بشار الاسد) في السلطة في سوريا، وتجاهل رغبة الشعب السوري؟".

واضاف ان القصف الروسي على سوريا ودعوة العبادي (حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي) إياهم إلى قصف العراق ما هو إلا للقضاء على هذه الشريحة الكبيرة في البلدين، لأن العبادي على ثقة أنهم لا يصيبون أحدًا من داعش، بل يدمرون البنية الأساسية في هذه البلاد ويقضون على أهلها، وإلا فعقيدة الحوثيين تتنافى مع عقيدة الإمامية، والجامع بين المذهبين هو تصفية السنة.

وشدد المرجع السعدي على ان التحالف الروسي الإيراني العراقي السوري الاستخباراتي ما هو إلا نوع من الاستعباد لشعوب المنطقة بأسرها. وقال "أنا لا أستنكر ولا أدين، لأن الشعوب المظلومة ملّت من هاتين الكلمتين، إلا أني أدعو أهل الغيرة من العراقيين والسوريين واليمنيين وغيرهم من المسلمين إلى أن يوحدوا كلمتهم للوقوف أمام هذا العدوان الغاشم، وأطالب من له دعوة مستجابة عند الله أن يرفع يَدَي الضراعة إلى المولى جل شأنه كي يردّ كيدهم في نحورهم، ويجعل الدائرة تدور عليهم، ليضرب بعضهم رقاب بعض ويعيد المهجرين والنازحين إلى ديارهم سالمين، بعدما تطهرت بلادهم من الماكرين والظالمين والمخادعين، وأن يخيّب نوايا إيران وروسيا، ويجعل بأسهم بينهم، وأن يهزم روسيا كما هزمها في الأفغان".

يذكر ان الشيخ عبد الملك السعدي هو أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العراق ومن كبار فقهائها، وكان مرجعًا دينيًا للمحتجين في ساحات الاعتصام في المحافظات السنية في تظاهراتهم ضد سياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بين عامي 2012 و2014.

وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري قال امس إن المجلس لم يتلقَ أي طلب من الحكومة بالتنسيق مع أي محور دولي جديد، وانه هو المخول بتقرير الموقف من ذلك، في اشارة الى التنسيق الاستخباري الرباعي العراقي الروسي الايراني السوري، لكنه رحب بكل الجهود لمساعدته على حربه ضد تنظيم "داعش".

واضاف الجبوري في تصريح صحافي مقتضب، تلقت "إيلاف" نصه، أن "العراق يرحّب بكل جهود الأصدقاء لمساعدته على مواجهة تنظيم داعش".. مشترطًا ان يكون هذا الدعم في إطار قانوني. وشدد على أن "البرلمان هو الذي سيقرر الموقف من أي تنسيق ومع أية دولة أو محور دولي جديد، وذلك عبر التصويت على طلب الحكومة، علما أن مجلس النواب لم يتلقَ أي طلب بهذا الخصوص".

جاء تصريح الجبوري في وقت تتصاعد حدة خلافات شيعية سنية في البلاد حول تشكيل غرفة عمليات استخبارية للمعلومات في بغداد للجيوش الاربعة، تحت هدف معلن هو مواجهة تنظيم داعش في سوريا، وحيث يمكن أن تتطور هذه المواجهة الى غارات روسية ايضًا ضد التنظيم في الاراضي العراقية. فقد أحدث التشكيل الرباعي الجديد، الذي تقوده موسكو، انقسامًا طائفيًا في العراق.. ففيما يرى الشيعة ان الروس حليف حقيقي لهم من خلال تحالفهم مع ايران.. يعتقد السنة أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هو المكلف بمواجهة داعش، وأن العراق عضو فيه، اضافة الى دول عربية أخرى، ويمكن تطوير عمل هذا التحالف لالحاق الهزيمة بداعش.&&
&
الأكراد يحاولون حل أزمة رئاسة الإقليم على أصوات الرصاص
هذا وفشلت الاحزاب الكردية في اجتماعات انتهت في مدينة السليمانية الشمالية الليلة الماضية في التوصل الى حل لأزمة رئاسة الاقليم، بينما كان متظاهرون يطالبون بمرتباتهم، المتأخرة منذ 3 أشهر يشتبكون مع قوات الشرطة التي اصابت بالرصاص اثنين منهم.

فقد انتهت اجتماعات الاطراف الكردستانية الخمسة، وهي: الحزب الديمقراطي الكردستاني والتغيير والاتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي الكردستاني في محافظة السليمانية الشمالية، والتي خصصت لحسم مسألة رئاسة اقليم كردستان، من دون نتائج. وكان مقررًا صدور بيان بعد انتهاء الاجتماعات، لكنه نظرًا إلى الخلافات في وجهات النظر بين الاطراف المجتمعة لم يصدر أي& بيان أو اعلان عن&نتيجة الاجتماعات.

واوضحت وكالة "رووداو" الكردية أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني قد اصرّ على أن يتم انتخاب رئيس إقليم كردستان من خلال الشعب مباشرة، إلا ان الاطراف الاربعة رفضت هذا المقترح. وخلال الاجتماع، قدم الحزب مقترحاته الى الاحزاب الاربعة الاخرى، وطالب بأن يكون رئيس الاقليم قائدًا للقوات المسلحة، في وقت طالبت الاحزاب الاربعة بسحب هذه الصلاحية من رئيس الاقليم، من خلال مشروع كانت قدمته سابقًا، فقام الحزب بعرض مقترحاته الى هذه الأحزاب، وهي تدور حول خيارين:

الأول: يكون رئيس إقليم كردستان هو القائد العام للقوات المسلحة، ويترأس مجلس الأركان، الذي سيتألف من نائب لرئيس المجلس ووزير البيشمركة ورئيس اركان قوات البيشمركة.

الثاني: يكون رئيس إقليم كردستان هو القائد العام للقوات المسلحة، وتكون إدارة وتنظيم هذه القوات بيد رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء.

واشار الحزب الديمقراطي الى انه لا يعترض على المشروع الذي قدمته الاحزاب الاربعة الاخرى بإجراء انتخابات رئاسة إقليم كردستان عن طريق البرلمان، وليس مباشرة من الشعب، لكنه اشار الى ملاحظات قانونية على ذلك. واوضح ان له ملاحظات اخرى على مشروع قدمته الأحزاب الاربعة تتعلق بتكليف من يشكل الحكومة من قبل الكتلة الأكبر في البرلمان، فإن الحزب يرى ان يتم تكليف القائمة الفائزة في الانتخابات بتشكيل الحكومة بدلاً من ان يتم ذلك من قبل الكتلة الاكبر في البرلمان، وايضًا عدم اختيار رئيس الحكومة داخل البرلمان، وانما يقوم رئيس الاقليم بتكليف إحدى الشخصيات بذلك.

وقد انتهت الاجتماعات بالفشل، فيما كان مواطنون اكراد ينظمون تظاهرات خارج قاعة الاجتماعات احتجاجًا على تأخر سداد مرتباتهم منذ ثلاثة اشهر. وخرج معلمون وعاملون في مستشفيات وموظفون آخرون في القطاع العام للشوارع لمطالبة حكومة كردستان بأجورهم المتأخرة، لكن الشرطة تصدت لهم، حين حاولوا اقتحام قاعة الاجتماعات فاندلعت اشتباكات بين الطرفين، ادت الى اصابة اثنين من المحتجين برصاص الشرطة. وهذه المظاهرات المستمرة منذ اسبوع هي الاطول التي يشهدها الاقليم منذ بدء أزمة اقتصادية مصحوبة بصراع مع الدولة الإسلامية "داعش" وانخفاض في أسعار النفط الذي دفع المنطقة إلى شفا الافلاس.

وقال سفين ديزيي المتحدث باسم حكومة كردستان العراق إن كل هذا تفاقم إلى وضع مزرٍ، مضيفًا أنه إذا استمر ذلك، واستمرت أسعار النفط في الانخفاض، فسيسبب هذا المزيد من المشاكل للمنطقة.

ويحتاج كردستان العراق نحو مليار دولار شهرياً حتى يتجنب حدوث عجز، يضخ منها 700 مليون دولار إلى القطاع العام، الذي يوظف 1.3 مليون شخص في منطقة يقطنها خمسة ملايين نسمة.

وسعى الأكراد إلى تغطية هذه التكاليف بتحقيق مبيعات نفطية مستقلة منذ بداية حزيران (يونيو) الماضي، ليلغوا اتفاقًا مع بغداد، كانت المنطقة وافقت بمقتضاه على المساهمة بما يصل إلى 550 ألف برميل نفط يوميًا في الصادرات العراقية في عام 2015 مقابل إعادة مدفوعات الميزانية.

وتم تصدير 620 الف برميل يوميًا بشكل مستقل من المنطقة في أيلول (سبتمبر) الماضي، ولكن الكثير من الأكراد يتساءلون عن كيفية انفاق العائدات، وكتب على لافتة رفعها المحتجون أن أموال النفط يجب أن تكون للشعب، وليس للمافيا.
&

&