هزت انفجارات محافظة الحديدة جراء قصف طائرات التحالف العربي منزلاً تابعاً للمخلوع صالح، في وقت تواصل ميليشيا الحوثي حصارها الخانق للأحياء السكنية في مدينة تعز، مانعة دخول المواد الغذائية ومياه الشرب إليها.

إيلاف - متابعة: دوّت انفجارات عنيفة في محافظة الحديدة في غرب اليمن، صباح اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات التحالف العربي منزل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومواقع في المطار العسكري وأخرى للمتمردين.

سقط قتيل، وأصيب اثنان آخران من ميليشيات الحوثي وصالح في هجوم على نقطة تابعة للميليشيات أمام ملعب العلفي في شارع جمال في مدينة الحديدة. وذكرت مصادر أمنية يمنية لـ"سكاي نيوز عربية"، ليل الخميس الجمعة، أن 23 من المتمردين قتلوا، وأصيب 34 آخرون في مواجهات وكمائن في مناطق متفرقة من محافظة تعز.

وأوضحت المصادر أن الاشتباكات دارت في مناطق متفرقة من تعز، فيما قتل 3 وجرح 19 آخرون من عناصر المقاومة في المواجهات. وبحسب "سكاي نيوز عربية"، فإن عشرات المدنيين أصيبوا في قصفٍ عشوائي لميليشيا الحوثي وصالح على الأحياء السكنية في تعز. إلى ذلك، قصفت بوارج التحالف تجمعات المتمردين في مدينة المخا، فيما حلقت طائرات الأباتشي بكثافة في سماء المدينة، واستهدفت تجمعات الانقلابيين.

يأتي هذا فيما سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على قرية الجديد القريبة من مدينة المخا، فيما سيطرت قوات التحالف والجيش الوطني على منطقة ذباب الساحلية، كما تقدمت باتجاه منطقة واحجة القريبة من ميناء المخا، التي تبعد عن مدينة المخا قرابة 10 كم. ودارت اشتباكات بين المقاومة من جانب والحوثيين وقوات صالح من جانب آخر في منطقة عزلة الدمدم ومنطقة البذيجه ومديرية الشمايتيين في محافظة تعز.

كما استهدفت طائرات التحالف مواقع متفرقة على الشريط الساحلي أهمها جبل الملح في منطقة الصليف في شمال مدينة الحديدة. وقصفت زوارق حربية تابعة للتحالف مواقع الحوثيين في ميناء المخا، وسُجل تقدم ميداني وسط تأكيدات على السيطرة على الميناء خلال الساعات المقبلة.

وأشارت الأنباء إلى أن مواجهات عنيفة جرت مع الميليشيات في مدينة المخا، استخدم فيها السلاح الثقيل، وسط حالة انهيار واسع وتقهقر في صفوف الميليشيات جراء ضربات قوات الجيش وسلاح الجو التابع للتحالف. كما تمكن الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف من السيطرة على منطقة الجديد القريبة من ميناء المخا. ووردت أنباء عن تحرك تعزيزات عسكرية تابعة للمتمردين من محافظة الحديدة باتجاه مدينة المخا لمساندة قواتها. من جهته، أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مساء الخميس، عن تعيين اللواء الركن جعفر محمد سعد محمد محافظًا لمحافظة عدن.&

منع الغذاء والمياه عن تعز

هذا وذكرت مصادر يمنية أن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية تواصل حصارها الخانق على الاحياء السكنية في مدينة تعز، وتمنع دخول المواد الغذائية ومياه الشرب الى المدينة.

وقالت المصادر، في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية، إن أزمة خانقة تشهدها الاحياء السكنية في وسط مدينة تعز في ما خص المواد الغذائية ومياه الشرب والادوية والمشتقات النفطية.. مضيفة ان مياه الشرب لا يتم الحصول عليها سوى بطوابير طويلة من محطة تحلية واحدة فقط مازالت في الخدمة. وكان 19 مدنياً قد أصيبوا أمس الخميس في قصف عشوائي شنته ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على احياء سكنية في مدينة تعز.

عسيري: لم تصلنا تعهدات الحوثي

من جانبه، أكد العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف لـ"العربية.نت" أن قوات التحالف مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية وأعوان علي صالح حتى تحقق أهدافها، والتي هي إعادة الشرعية وتحقيق أمن واستقرار اليمن، مشددًا على أن إعادة الأمل ستحقق أهدافها، إما عسكريًا من خلال تنفيذ العمليات العسكرية أو سياسيًا بقبول القرار الأممي 2216 بكامل فقراته".

وقال المتحدث باسم قوات التحالف إن القيادة العسكرية لم يصلها شيء بخصوص تعهد الميليشيات الحوثية بوقف إطلاق النار والإقرار بالحكومة الشرعية اليمنية، قائلا: "في حال حصل ذلك سيتم الإعلان عنه من قبل الحكومة اليمنية والأمم المتحدة بصورة رسمية".

وكانت وسائل إعلام غربية قد ذكرت بتقديم الميليشيات الحوثية تعهدًا خطيًا بالالتزام الإيجابي مع الحكومة الشرعية سياسيًا وعسكريًا مع تنفيذ القرار 2216، مشيرة إلى تقديم الحوثيين في اليمن التزامًا كتابيًا باتخاذ خطوات تجاه إنهاء النزاع، وجاء التعهد في خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ويتحدث الخطاب بحسب ما نقلت وسائل الإعلام عن عملية من عدة مراحل تؤدي في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار، وانسحاب المسلحين من المدن، وعودة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى العاصمة صنعاء.

استهداف عرس في ذمار

وفي خبر مفجع، استهدف الانقلابيون عرسًا جماعيًا في قرية سنبان وقتلوا عشرات المحتفلين، بينهم أطفال ونساء وعرسان، كانت المنطقة تحتفي بهم. شهود عيان أشاروا إلى أن صواريخ من نوع كاتيوشا استخدمها المتمردون الحوثيون لقصف خيمة العرس، ما تسبب بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. كما تحدث أهالي المنطقة عن إطلاق الحوثيين شائعة منذ أكثر من 10 أيام، بأن قصفًا سيطال خيمة العرس الجماعي في سنبان.

في المقابل، أوضحت قيادة التحالف والجيش الوطني اليمني أنه لم تكن لديها أية عمليات جوية في محافظة ذمار في ذلك التوقيت، وأشارت إلى أن ضرباتها تركزت على أهداف في محافظات تعز ومأرب والبيضاء.

من جهته، أكد العميد أحمد عسيري المتحدث باسم القوات المشتركة عدم تنفيذ التحالف أي عملية جوية في محافظة ذمار جنوب غرب البلاد، حيث وقعت الحادثة. ووجه قادة التحالف أصابع الاتهام إلى ميليشيات المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء، في محاولة لإثارة الرأي العام ضد الشرعية، بزعم أن المسؤول عن القصف هو قوات التحالف.&