في خطوة يؤمل منها أن تقود إلى إعادة الاستقرار والشروع ببدء إقامة كيان الدولة، أعلن المبعوث الأممي للحوار الوطني في ليبيا بيرناردينو ليون عن مقترح حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، برئاسة فائز مصطفى سراج وخمسة أشخاص آخرين يشكلون مجلسًا رئاسيًا.


نصر المجالي: قال المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي صباح الجمعة في مدينة الصخيرات المغربية، إن الأشخاص الخمسة الآخرين هم أحمد معيتيق، وفتحي المجبري، وموسى الكوني، نوابًا لرئيس الحكومة، وعمر الأسود، ومحمد العماري، وزيرين عضوين في المجلس. خصوصًا أنهم يمثلون مناطق الغرب والشرق والجنوب.

بشاغة والسويحلي
يضاف الى هؤلاء، رئيس مجلس الأمن القومي فتحي بشاغة، ورئيس مجلس الدولة عبدالرحمان السويحلي. وقال إنه "عندما تنتهي هذه الفترة ستكون لمجلس الدولة الحرية في الاحتفاظ بهذا الرئيس أو استبداله"، وفتحي بشارة مستشارًا للأمن الوطني، والذي سيترأس مجلس الأمن الوطني.

أضاف ليون "بعد عام من العمل في هذه العملية، وبعد العمل مع أكثر من 150 شخصية ليبية من كل المناطق، جاءت أخيرًا اللحظة التي يمكننا فيها اقتراح حكومة وحدة وطنية".

ومنذ عام 2014، تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان - يدعمهما برلمانان متنافسان - إحداهما في العاصمة طرابلس، والثانية هي المعترف بها دوليًا في طبرق، في شرق البلاد. وقد وصف العديد من النواب في كلا الجانبين هذا الإعلان بأنه سابق لأوانه. ويتعيّن أن يدعم كلا البرلمانين الاقتراح الأممي.

أسماء مقترحة
وأعلن ليون كذلك عن الأسماء المقترحة من طرف الأمم المتحدة لعضوية الحكومة، والتي قال إنه "تم ترشيحها من طرف الحوار السياسي الليبي، تمثل فيها بعض المناطق والمدن"، موضحًا في الوقت عينه أن المجلس الرئاسي له حق إقرارها أو لا.

وهذه الأسماء ضمت: فتحي الهناكري، وأسامة سيالة، وأسامة الصيد، وطارق يوسف، وعبد السلام الحاسي، والشيباني بوحمود، ومصطفى أ شغور، وعاشور شوايل، وإبراهيم النايض، وأبو عجيلة صيف النصر، وسلام جنان، وأمال الحاج، وايمان بنيونس، وخليل بكوش، ومحمود بنشعبان، ومراد حمايمة، وطاهر السني.

وأفاد المبعوث الأممي أن "هذا مقترح من الأمم المتحدة، فنحن أخذنا الأسماء من المشاركين في الحوار، ولكن مسؤولية هذه الحكومة تقع على عاتق الأمم المتحدة". وشدد ليون على أنه من "المتوقع أن يتم اعتماد الاتفاقية، لأن المتبقي كان هو ملحق رقم 1، وهو ملحق الأسماء، والآن انتهينا منه، وقد انتهينا من بقية الملاحق في الأسبوع الماضي، ونتوقع من كل المشاركين في الحوار من مجلس النواب والمؤتمر الوطني والبلديات والجميع، اعتماد الاتفاقية خلال الفترة المقبلة".

وغاب ممثلو وفد المؤتمر الوطني العام في طرابلس عن المؤتمر الصحافي لمبعوث الأمم المتحدة للحوار الوطني الليبي، فيما حضر باقي فرقاء الحوار.

المؤتمر الوطني
وقال ليون إن "المؤتمر الوطني قرر الأربعاء عدم تقديم أسماء، وأن لديه تعديلات في نص الاتفاقية النهائية، لكن المجتمع الدولي كان واضحًا أنه بعد الجهود والجولات والمراحل المختلفة من التغييرات لم يكن من الممكن القيام بتعديلات، لأنها ستكون عملية لا نهائية". وأضاف "نحن نعلم بوجود مشاغل مشروعة لدى الجانبين، لكن حان الوقت للانتهاء، وهذا هو أفضل ما يمكن اقتراحه".

وأشار إلى أن كلًا من "أحمد معيتيق، ومحمد العماري مقترحان من قبل أعضاء في المؤتمر الوطني، ولكن بشكل فردي، وليس كمؤسسة"، مضيفًا أنه "من المهم أن نترك الباب مفتوحًا للمؤتمر، وهذا ما عززه كل المشاركين في الحوار، كما نشجّع المؤتمر الوطني على إعادة التفكير وإيجاد طرق للتعاون، وأن يكونوا جزءًا من الحل".

وشدد المبعوث ليون على أن "هذه الحكومة تحتاج دعم الليبيين، وأنا متأكد أنه سيكون هناك الكثير من الدعم المقدم من المجتمع الدولي". وحول نص الاتفاقية قال ليون إنه "ستكون هناك عناصر في النص سيتم تحسينها حول الشريعة، لأن هذا ما اقترحه ودعمه الليبيون".

وختم المبعوث الأممي أنه "سيكون هناك كذلك المزيد من الضمانات لمن يعملون في المؤسسات والإدارات المختلفة، لأنه وقت المصالحة، وستكون هناك ضمانات لهؤلاء".

من هو سراج؟
فائز مصطفى السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، مولود العام 1960 في طرابلس، وهو عضو مجلس النواب عن دائرة حي الأندلس في طرابلس، كما إنه عضو حزب التحالف القومي الوطني طرابلس، وعضو الهيئة التحضيرية للحوار الوطني، حاصل على بكالوريوس في العمارة والتخطيط العمراني سنة 1982، وماجستير في إدارة الأعمال سنة 1999.

عمل السراج في المكتب الإستشاري الهندسي للمرافق كمستشار هندسي، فكانت له عضويات ومشاركات في العديد من اللجان المتخصصة لدراسة وتصميم والإشراف على العديد من المشروعات الإستراتيجية، منها التخطيطية والمعمارية، وفي بداية حياته المهنية عمل كمهندس في إدارة المشروعات في صندوق الضمان الاجتماعي، تابع خلالها العديد من المشروعات المهمة، مما أكسبه خبرة واسعة في مجال إنشاء المباني والإشراف على التنفيذ. وخلال مسيرته المهنية إتجه إلى العمل الخاص، فكان عضوًا مؤسسًا لمكتب تريبوليس للإستشارات الهندسية، أنجز خلالها مشروعات عدة خاصة وعامة.


&