تنوي المحكمة الجنائية الدولية محاكمة روسيا عن جرائم حرب اقترفتها في حرب الأيام الستة على جورجيا في عام 2008، على أساس معقول للاعتقاد بحصول هذه الجرائم.

يعتزم ادعاء المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبتها القوات الروسية في حرب عام 2008 على جورجيا. واصدرت المحكمة بيانًا الخميس قالت فيه إن المدعية فاتو بنسودا خلصت إلى وجود "أساس معقول للاعتقاد" بأن جرائم ارتكبت خلال الحرب القصيرة التي نشبت بسبب إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي في جورجيا واستمرت اسبوعًا، وأسفرت &عن مقتل المئات وتشريد مئات الآلاف، حين هبت موسكو لنجدة الانفصاليين الناطقين بالروسية في جورجيا.

جرائم ارتكبت

في هذه المحكمة، على القضاة أن يبتوا قريبًا في أمر فتح التحقيق الذي سيضع روسيا، الدولة غير العضو في المحكمة الجنائية الدولية حتى اليوم، أول مرة أمام محكمة جرائم الحرب الدائمة التي تدعمها أوروبا. وفي هذا السياق، وقال جيورجي كفيريكاشيفلي، وزير خارجية جورجيا، بعد اجتماع في بروكسل: "تعرضنا لانتهاك خطير لسلامة أراضي جورجيا وسيادتها، ولا توصيف آخر لهذا الحدث."

وفي عام 2009، لفتت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية إلى إن جرائم ارتكبت من كل الأطراف في الحرب الروسية-الجورجية.

وتأتي خطوة المحكمة الدولية في وقت تسعى فيه روسيا إلى أن تصبح لاعبًا دبلوماسيًا وعسكريًا عالميًا أكثر تأثيرًا، إذ شنت غارات جوية وقصف بالصواريخ على مواقع المعارضة السورية لمساندة رئيس النظام السوري بشار الأسد، متجاهلة الإجماع الغربي الواسع على ضرورة تنحيه لبلوغ حل سلمي في سوريا.

رد شديد

وكانت الحرب الروسية-الجورجية حصلت بعدما وعد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي شعبه، إبان الإنتخابات التي أدت الى توليه كرسي الحكم في جورجيا، بتحقيق هدفين ستراتيجيين، هما: ضم جورجيا الى حلف شمال الأطلسي وإستعادة الإقليمين المنفصلين عن جورجيا، أي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وإعادتهما الى أحضان البلد الأم.

إلا أن الرياح سارت بما لا تشتهيه أجندة هذا الرئيس، فأجّل حلف الناتو عملية إنضمام جورجيا للحلف الى أجل غير مسمّى خلال قمة عادية أخيرة في بوخارست.

هذا المطلب الجورجي لم يتحقق رغم التشجيع الأميركي، وفوّت فرصة حماية حلف الناتو لجورجيا فيما لو تعرضت الى هجوم عسكري خارجي. لكن مجرد التفكير في أن يصل حلف الناتو إلى حدود روسيا دفع بموسكو إلى إرسال شديدة القوة إلى جورجيا، فاجتاحتها في ستة أيام، وارتكبت فيها ما تسميه المنظمات الحقوقية "جرائم حرب".