أكد النائب خالد زهرمان في حديث لإيلاف أن الحراك الشعبي يبقى خطوة أولى في سبيل القضاء على الفساد في لبنان، كما أشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا لا يعتبر بداية لحل سياسي في المنطقة.
&
بيروت: في حديث خاص لإيلاف تناول النائب خاد زهرمان (المستقبل) ملفات المنطقة بدءًا بالتدخل الروسي في سوريا وأبعاده وتداعياته على لبنان والمنطقة، وتطرّق إلى الوضع الداخلي في لبنان وإلى إشكالية تأخير انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
&
وفي ما يلي نص الحوار معه:
*ما هي تداعيات التدخّل الروسي في سوريا على المنطقة ولبنان تحديدًا؟
أولى بوادر هذا التدخّل تكمن في خلط كل الأوراق في المنطقة، فقواعد اللعبة تغيرت مما زاد من تعقيد الأزمة السورية وإبعاد إمكانية التوصل إلى حل سياسي في سوريا لأننا نتحدث عن تدخل عسكري بكل قوة لروسيا في سوريا.
إضافة إلى أن هذا التدخل واضح في سوريا سيقابله في المقلب الآخر زيادة الفكر المتطرّف على حساب الفكر المعتدل في منظومة المعارضة السورية، أو الجزء الذي يطالب بإسقاط النظام في سوريا، وكل هذه التراكمات ستزيد من تعقيد الأمور، وستولد حالات من التطرّف أكثر من الحالات التي شاهدناها سابقًا، ونأمل ألا تذهب روسيا في معاركها في سوريا إلى آخر حد، لأننا سنشهد حرب استنزاف قد تكون شبيهة بحرب أفغانستان.
&
*بالنسبة للداخل اللبناني ما هي آثار هذا التدخل الروسي في سوريا مع الحديث عن ملفات عالقة في لبنان سيتم حلها؟
بداية هذا التدخل سيظهر في الداخل اللبناني، ولكن بكل الأحوال وكقراءة أولية لن يكون هناك حلاً سياسيًا في سوريا، وهذا يعني أن هناك تداعيات في تأخير الحل في الداخل اللبناني، ولكن لا يمكن التكهن في الموضوع لأنه لا يزال في بداياته، وبخاصة أن الأمور لم تتضح هل روسيا تدخلت للحفاظ على النظام السوري وللقضاء على كل من يعارض هذا النظام، أو أن روسيا تدخلت لحفظ وتثبيت مواقع النظام في سبيل الدخول إلى تسوية سياسية كما حصل في جنيف، فيكون هذا التدخل مساعدة أو نوع من توافق ضمني بين الغرب وروسيا في سبيل الوصول إلى حل، من هنا الأمور غير واضحة حتى الآن.
* كذلك التدخل الروسي في سوريا كان تحت حجة القضاء على تنظيم داعش عندما اعتبرت روسيا أن التحالف الدولي لم يستطع القيام بهذه المهمة، فهل فعلاً روسيا اليوم تدخلت في سوريا للقضاء على داعش؟
لا أبدًا، فما نشهده أن روسيا قصفت كل من يعارض النظام السوري، الطائرات الروسية تقصف كل الفصائل من بينها الجيش السوري الحر.

داخليًا
*داخليًا نشهد الحراك الشعبي في لبنان ما مصير هذا الحراك برأيك؟
الحراك الشعبي لو كان لبنان يمر بظروف عادية لكان من الممكن أن يوصل إلى نتائج تحارب الفساد، ولكننا نعيش في ظروف استثنائية مع ضرورة أن يكون هناك صرخة من الناس لإيصالها إلى الطبقة السياسية ورفض كل ما يحصل ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكن هذا الحراك يجب أن يبقى ضمن الأطر الدستورية والقانونية، ويبقى تحركًا سلميًا وعليه أن يحصّن نفسه من الإختراقات، لأن ما شهدناه للأسف كان تعديات على الأملاك العامة والقوى الأمنية، ونأمل من هذا الحراك أن يصفّي صفوفه من كل المندسين، لأن العناوين التي يطرحها الحراك هي حياتية وتعني كل اللبنانيين، وفي ظل انسداد الأفق في لبنان، هذا الحراك يجب أن يسير في الطريق الصحيح، وعلى أسس متينة.
&
قمع الحراك
* ماذا عن الحديث بأن السلطة والسياسيين في لبنان يخشون هذا الحراك الشعبي لذلك يسعون إلى قمعه؟
من يتخوف من فتح ملفات من قبل الحراك المدني قد يقوم بذلك، لأن الحراك يقوم بإخبارات لتحريك الكثير من الملفات، والمتضرر من ذلك سيكون منزعجًا من هذا الحراك المدني، أما غير المتضرر ومن يشعر أنه غير معني بكل الاتهامات فهو لن يتأثر أبدًا، ولكن يجب أن يلتزم هذا الحراك كما ذكرت بسقف الدستور ويوصل صرخته بصورة سلمية كي يحدث خرقًا في مكان معين.
&
*هل يستطيع هذا الحراك الشعبي اليوم أن يقضي على الفساد المستشري في لبنان؟
منظومة الفساد متشعبة ومتجذرة في النظام اللبناني، والمراهنة على القضاء على الفساد في لبنان من خلال هذه الحركة العفوية تبقى مبالغة، ولكن من الممكن أن تكون الخطوة الأولى على طريق الإصلاح، إذا كانت هذه الإشكالية صعبة، فلا يعني أنه يجب أن نستسلم بل يجب البدء في مكان ما، وأعتقد أن صرخة الحراك المدني وضعت الإصبع على الجرح لبدء الخطوة الأولى للقضاء على الفساد.
&
تظاهرة العونيين
*لبنان سيشهد تظاهرة للعونيين، ما هو المنتظر منها وهل سيسكت رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون عن عدم ترفية صهره شامل روكز؟
للأسف عون يتعاطى من منطلق حسابات شخصية وعائلية كي يصل إلى رئاسة الجمهورية، أو لإيصال صهره لقيادة الجيش، والبلد محكوم بالدستور والقوانين، أما إذا أصرينا على تخطي القوانين فسينقلب كل المسار السياسي في البلد، حينها سنواجه المشاكل، وفي المرحلة الحالية وصلنا إلى تعنت لدى عون وحلفائه، إن كان عن طريق عرقلة إجراء الإنتخابات الرئاسية أو التعيينات العسكرية.
ونحن في وضع تعيش فيه الحكومة اللبنانية حالة ركود واحتضار، ومع إداء عون ربما قد نصل إلى اسقاط الحكومة أو إدخالها في شلل طويل.
&
*بالحديث عن الحكومة ما هو مصيرها وهل صحيح أنها دخلت في "كوما سياسية"؟
أعتقد بعد فشل التسوية التي كانت مطروحة، أن هذه الحكومة ستدخل في عملية شلل دائم، من هنا كنا نسهّل كل الأمور ونسعى إلى التسويات، من أجل إعادة الروح إلى تلك الحكومة وإعادة تشغيلها، مع وجود الكثير من القوانين الملحّة التي أصبحت على جدول أعمال مجلس الوزراء ومن الضروري إقرارها كي تسير أمور الناس، ولا نعطل البلد، لكن عون يصر على مقولة أنا ومحيطي العائلي أو لا أحد، ولا يزال عون مصرًا أن هذا البلد هو ملك له.
&
الرئاسة
*في ظل كل الظروف المحيطة بلبنان، هل أصبح انتخاب رئيس للجمهورية بعيد المنال؟
هناك أمران يتحكمان بموضوع رئاسة الجمهورية في لبنان، الأول خارجي وكما رأينا في زيارة رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام إلى نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، رأينا أن لبنان ليس على لائحة أولويات الدول المعنية بموضوع لبنان، ففي الشق الخارجي لا يزال لبنان موضوعًا في الثلاجة، وفي الشق الداخلي كذلك لا يزال بعض الأفرقاء مرتبطين بأجندات خارجيّة، من هنا هم مصرون على تعطيل هذا الاستحقاق.
ولو اتفقنا كلبنانيين على مرشح رئاسي نعطّل العوامل الخارجية ونلبنن هذا الاستحقاق، لكن للأسف بعض الفرقاء لا يزالون يصرّون على ربط هذا الاستحقاق بالتطورات الحاصلة في المنطقة.
&