رغم كل المؤشرات الواضحة الى ان روسيا تحشد قوات في سوريا لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة فان ادارة اوباما فوجئت حين بدأت الطائرات الحربية الروسية توجه ضرباتها ضد مواقع المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة على ما يفترض.

وكان من أول هذه المؤشرات طلب موسكو من بلدان أخرى حليفة للولايات المتحدة السماح بمرور طائرات أكثر عددا وأكبر حجما عبر اجوائها منذ منتصف آب/اغسطس الماضي.

واعترف مسؤول رفيع في ادارة اوباما قائلا "كنا نتلقى معلومات بأن الروس يطلبون السماح بتحليق اعداد استثنائية من الطائرات" في اشارة الى التقارير التي كانت تقدمها حكومات حليفة بشأن الطلبات الروسية. &وكانت روسيا تطلب السماح ليس بمرور طائرات نقل فحسب بل وطائرات مقاتلة وقاذفات قنابل لم يتدرب طيارو النظام السوري قط على قيادتها ، كما أقر المسؤول الاميركي.

ومع ذلك بدت الولايات المتحدة غافلة عن كل ذلك حتى انها فوجئت بكثافة الضربات الجوية الروسية. &وقال مسؤولون وخبراء ان ادارة اوباما كانت بطيئة في ادراك بوادر التصعيد التي كانت كثيرة حين ينظر المرء الى الوراء قليلا ، وفي الرد عليها.

وقال الباحث المختص بالشؤون السورية في معهد واشنطن جيفري وايت لصحيفة واشنطن بوست "ان هناك على ما يبدو ثغرة او عدم تواصل بين الجانب الاستخباراتي والجانب السياسي والعملياتي". &واضاف "نحن في الحقيقة رأينا بوضوح ما يجري حين رُصد نقل المعدات ثم كان هناك عجز عن قراءة الدلالات".

ودافع مسؤولون في البيت الأبيض عن تعاطيهم مع التصعيد الروسي قائلين انهم تحركوا بسرعة لتحذير موسكو من مفاقمة النزاع السوري ابتداء باتصال اجراه وزير الخارجية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقال مسؤولون آخرون ان التردد في القيام بتحرك أقوى ضد التصعيد الروسي كان في جانب منه ناجما عن اعتقاد الادارة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحرك نحو حجب الدعم الروسي عن الأسد ودعم محادثات تؤدي الى رحيله.

وإزاء انحسار الخيارات المتاحة والخوف من المخاطرة بحرب أوسع بالوكالة اقترح مسؤولون في الادارة اتخاذ موقف "التريث" ليروا ما إذا كانت روسيا حقا ستضرب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ، كما قال مسؤول اميركي. &واضاف المسؤول "ولكن عندما كانت الضربات الروسية تبعد نحو 65 كلم عن مناطق داعش كان هناك رأي مغاير تماما".

واصبح البحث عن طريقة للرد على التصعيد الروسي مصدر توتر داخل الادارة ، كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين قالوا ان مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان اعرب عن شعوره بالاحباط إزاء عدم تحرك واشنطن فيما كان المقاتلون السوريون الذي تلقوا تدريبا في معسكرات سرية اقامتها الوكالة في دولة مجاورة لسوريا يتعرضون للضربات الروسية.

وتوقع مسؤولون اميركيون ان يطيل التدخل الروسي امد النزاع ويزيد حدة التوترات داخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.