يجسد الممثل الألماني اوليفر ماسوكي دور هتلر، في فيلم "انظروا من الذي عاد"، ويحذر بعد جولة مصورة قام بها في شوارع ألمانيا، مع مخرج الفيلم ديفيد فنينت من الخطر الذي يهدد الديمقراطية في البلاد.

&
لندن: قال الممثل الألماني اوليفر ماسوكي، الذي يقوم بدور هتلر في الفيلم الساخر "انظروا من الذي عاد" إن على ألمانيا أن تحمي ديمقراطيتها بعد موجة التعليقات اليمينية المتطرفة، التي أطلقها مواطنون ألمان إعتياديون على الفيلم.&
وكان ماسوكي قام مع مخرج الفيلم ديفيد فنينت بجولة في أنحاء ألمانيا لمدة شهر بالسيارة، مرتديًا زي الزعيم النازي خلال لقاءاته مع أشخاص إعتياديين وتصوير نتائج الجولة بكاميرتين. &

تعبير عن مكنوناتهم
وقال ماسوكي لقناة أي آر دي التلفزيونية، إن من تحدث معهم سرعان ما نسوا الكاميرتين، وبدأوا البوح بمكنوناتهم مصرحين بما يدور في اذهانهم، واضاف "وبعد فترة قصيرة رأينا ذلك في حركة الأوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب "بيغيدا"، ولم نُفاجأ بنزولهم دون سابق انذار إلى الشوارع. وبسبب انعطاف هذه الطبقة الوسطى إلى اليمين، فإننا شاهدنا ذلك كله من خلال عدسة الكاميرا".&
وبعد ظهور بيغيدا على الساحة السياسية بتظاهرات معادية للإسلام في مدينة درسن، يشار إلى مؤيدي الحركة في أحيان كثيرة بوصفهم "نازيين ذوي بدلات مخططة" لأن غالبيتهم من الطبقة الوسطى.&
&
سعداء برؤيته
ولاحظ المخرج فنينت أن ظاهرة صعود اليمين المتطرف لا تقتصر على مدينة درسدن أو ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقًا. وبدلاً من التنديد بهتلر أو مواجهته، بدا الذين تحدث معهم خلال الجولة، سعداء برؤية الرجل، الذي كان مسؤولاً عن أبشع ابادة في التاريخ والدردشة معه. &
وقال السينمائي الألماني إن الأسئلة التي كان يطرحها على المواطنين مع الممثل ماسوكي تغيّرت تمامًا في نهاية التصوير، متسائلاً "كيف يمكن لرد فعل هذا العدد الكبير من الأشخاص أن يكون ايجابيًا إزاء هتلر وان يقبلوه كما هو؟".
&
حادثة
وروى المخرج والممثل حادثة عندما استأجرا ممثلاً لترديد هتافات ضد ألمانيا وسط الجمهور الكروي، خلال بطولة كأس العالم في برلين عام 2014 فهاجمته مجموعة شرسة واضطر المخرج فنينت إلى الاستنجاد بقوى الأمن لانقاذ الممثل "من الشنق على اقرب شجرة". &
وقال الممثل ماسوكي انهما ارادا أن يعرفا ما إذا كان رد الفعل يمكن أن يتصاعد إلى حد العنف، "وهذا ما حدث للأسف".
يستند فيلم "انظروا من الذي عاد" المعروض في دور السينما حالياً إلى كتاب بالعنوان نفسه للمؤلف الساخر تيمور فيرميس، يصور ما يحدث عندما يستيقظ هتلر ليجد نفسه حيًا يرزق في برلين عام 2011. &
وبقوة الإرادة ونظر الجمهور إلى هتلر على انه مضحك وليس رهيبًا، يبني الفوهر بالتدريج قاعدة جماهيرية من المعجبين ببرنامجه التلفزيوني وحضوره على الانترنت.&
وانقسم النقاد في احكامهم على الفيلم، حيث قالت صحيفة دي تسايت إن السيناريو "جائز إلى حد يثير الصدمة" في حين رأت صحيفة زودويتشة تسايتونغ أن الفيلم يلجأ إلى "مؤثر التتفيه بتصوير هتلر شخصًا مضحكًا".&
وبلغت مبيعات الكتاب بحلول آب (اغسطس) الماضي أكثر من مليوني نسخة بطبعته الألمانية، و300 الف نسخة صوتية، ومن المقرر ترجمته ونشره في أكثر من 40 بلدًا.&
&