بعد تأكيد عادل الجبير أن السعودية ثابتة على موقفها من حتمية رحيل الأسد في إطار أي اتفاق، أبلغ السعوديون الروس أنّ تدخلهم العسكري في سوريا ستكون له عواقب وخيمة.

الرياض: قال مصدر سعودي إن مسؤولين سعوديين أبلغوا نظراءهم الروس الأحد أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له عواقب وخيمة، وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك، وسيستحث متطرفين من أنحاء العالم على المشاركة فيها.

وأضاف&لـ "رويترز"&أنّ السعودية ستواصل تعزيز المعارضة المعتدلة في سوريا ودعمها، مشيرًا إلى مواقف عبر عنها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، خلال اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرجي لافروف.

وحث السعوديون روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب في سوريا بالانضمام إلى التحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية، ويضم أكثر من 20 دولة. وقالوا: "على الأسد أن يرحل في إطار أي عملية سلام".

الموقف السعودي ثابت

وأوضح الجبير، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مدينة سوشي، بعد الاجتماع بين الأمير محمد بن سلمان بن والرئيس فلاديمير بوتين، أن المملكة أوضحت أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا تقلق المملكة، وأنها تفسر هذه العمليات بأنها تحالف مع إيران وحزب الله وبشار الأسد، مشيرًا إلى أنه تم التأكيد بأن هدف العمليات الروسية هو محاربة داعش.

وأكد الجبير أن موقف المملكة تجاه الأزمة في سوريا وتجاه بشار الأسد بالتحديد لن يتغير، وقال: "نعتقد أن الحل الأفضل في سوريا هو حل سياسي مبني على مبادئ تفاهم جنيف -1 الذي يدعو إلى تأسيس سلطة انتقالية من النظام والمعارضة تقوم بإدارة شؤون البلاد وتحضير البلاد لانتخابات جديدة ووضع دستور جديد وتنحي بشار الأسد لكي يكون لسوريا مستقبل جديد دون أي دور لبشار الأسد، وموقف المملكة هو الإصرار على عدم وجود أي دور للأسد في مستقبل سوريا، والاستمرار في تقديم الدعم للمعارضة السورية المعتدلة".

وأعرب الجبير عن تطلعه لإيجاد الحل المناسب لسوريا الذي يضمن وحدة البلاد ويحافظ على مؤسساتها العسكرية والمدنية، ويحفظ جميع حقوق شعبها، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الروسي أوضح أن الرئيس الروسي وولي ولي العهد اتفقا على تكثيف التشاور والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الحكومتين في القطاعات المختلفة من أجل تكثيف التشاور والتنسيق في الأمور ذات الاهتمام بين البلدين.

تطابق كامل

من جهته، أوضح لافروف أنه تم التركيز في لقاء بوتين والأمير محمد على مناقشة الأوضاع في سوريا وحولها، "ونحن نتعاون مع السعودية بشكل مكثف في ما يخص الأزمة في سوريا والرئيس الروسي تفهم ما يثير قلق المملكة من الأحداث في سوريا وتم التحقق على التطابق الكامل للأهداف التي حددتها كل من المملكة وروسيا في سوريا".

وأضاف: "الرئيس الروسي أكد أن القوات الروسية تعمل فقط لمحاربة داعش وجبهة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية، ويجب أن تنتصر للسلام المدني في سوريا وإطلاق العملية السياسية بأسرع وقت ممكن".

وأوضح لافروف أن المحادثات ناقشت تطبيق إعلان جنيف -1 وقال: "تم تكليفي بصفتي وزير الخارجية وزميلي وزير الخارجية عادل الجبير لتكثيف الاتصالات بين وزارتي الخارجية ونفس الشيء بخصوص وزارتي الدفاع والمخابرات في البلدين من أجل محاربة الإرهاب".